التسمّم الغذائــي..خطـر يهـدّد راحــة المصطافين

جمعتها: نضيرة نسيب

نتطرّق اليوم إلى موضوع التسمّم الغذائي في فصل الصيف المعروف بأوقات العطل والتنقل والسفر والنشاطات الخارجية، مما يجعل الأشخاص يتناولون الطعام بكثرة في الهواء الطلق.. ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تزيد احتمالية نمو البكتيريا والميكروبات في مختلف أنواع الأطعمة، خاصة في حالة عدم إتباع واحترام شروط التبريد وإعادة التسخين وغياب طرق الحفظ الصحيحة، مما قد يؤدي - في غالب الأحيان - إلى  إمكانية الإصابة بالتسمم الغذائي.


 يعرّف الأخصائيون التسمّم الغذائي على أنه حالة مرضية تحدث نتيجة تناول طعام أو ماء ملوث بالميكروبات الضارّة أو السموم التي تفرزها. يتسبب هذا النوع من التسمم في إصابة الملايين حول العالم سنويًا بأعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة أو حتى الوفاة. ويزداد خطر التسمّم الغذائي بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف ـ كما سبق وأن ذكرـ حيث تساهم عدة عوامل في زيادة انتشار هذه الحالة الصحية التي بامكانها أن تشكل خطرا على صحة الأفراد.

العوامل المساهمـة في زيادة التسمّم الغذائي صيفًا

 يعتبر الأطباء أن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات التسمّم الغذائي في الصيف هو ارتفاع درجات الحرارة. تؤدي الحرارة المرتفعة إلى خلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والفيروسات في الأطعمة، خاصّة إذا لم تحفظ بشكل صحيح. فالبكتيريا مثل «السالمونيلا» و»الإشريكية القولونية» يمكنها أن تتكاثر بسرعة كبيرة في الأطعمة غير المبردّة، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.
بالإضافة إلى ذلك، يُكثر الناس في الصيف من تناول الطعام في الخارج، سواء في النزهات أو الحفلات أو أثناء السفر والأعراس والحفلات. غالبا ما يحفظ الطعام في هذه المناسبات لفترات طويلة دون تبريد كافٍ، مما يعرضه للتلوّث بالبكتيريا. كما أن ظروف الطهي والنظافة قد تكون أقل من المعتاد في الأماكن الخارجية، مما يزيد من خطر التلوث.

هذه أعراض التسمّم الغذائي..

تتراوح أعراض التسمّم الغذائي من الغثيان والقيء إلى الإسهال وآلام البطن. وفي بعض الحالات، قد يعاني المصابون من الحمى أو الصداع أو التعب الشديد. عادة ما تظهر هذه الأعراض بعد ساعات قليلة من تناول الطعام الملوّث، وقد تستمر لعدة أيام. وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي التسمم الغذائي إلى الجفاف الشديد، وهو ما يتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

طرق الوقاية من التسمّم الغذائي

للوقاية من التسمّم الغذائي، من الضروري إتباع بعض الإرشادات الأساسية. أولاً، يجب الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام أو إعداده. ثانيًا، يجب التأكد من طهي الأطعمة بشكل جيد، خاصّة اللّحوم والدواجن، للتأكد من قتل البكتيريا الضارة. ثالثًا، يجب حفظ الأطعمة في درجات حرارة مناسبة، حيث ينبغي تخزين الأطعمة القابلة للتلف في الثلاجة وعدم تركها في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.كما ينصح بتجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا، مثل البيض النيئ أو اللّحوم غير المطهية بالكامل. وينبغي أيضًا الحرص على غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل تناولها. وفي حال السفر أو تناول الطعام خارج المنزل، ينبغي التأكد من نظافة المكان وجودة الطعام المقدم.من خلال إتباع إرشادات السلامة الغذائية والحفاظ على النظافة، يمكن تقليل مخاطر التسمم الغذائي بشكل كبير ويبقى يمثل التسمّم الغذائي خطرًا صحيًا كبيرًا، خاصة في فصل الصيف حيث تزداد فرص تلوّث الأطعمة وانتشار البكتيريا والحفاظ على صحّة وسلامة الأطعمة ليس فقط مسؤولية الأفراد، بل يتطلب جهودًا مشتركة من المجتمع ككل لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للجميع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024