يعتبر التهاب المسالك البولية من الأمراض الشائعة التي تصيب الملايين كل عام ، والجدير بالذكر أن البول الطبيعي يحتوي على سوائل وأملاح ومخلفات الجسم، وهو خال تماما من البكتيريا والفيروسات والفطريات ،ولا يصاب المرء بالالتهاب إلا إذا حصل خلل في الوسائل الدفاعية العامة بالجسم مثل ضعف مناعة الجسم عامة أو حصول التهاب عام في مكان آخر من الجسم.
أعراض الإصابة
تتفاوت الأعراض بين شخص وآخر بحسب شدة الالتهاب وحدته ، ،حيث أن الالتهابات الحادة عادة ما تكون شديدة وخاصة عندما تصل إلى الكليتين، بينما قد لا تكون الأعراض واضحة عندما تتكرر الالتهابات لتتحول إلى التهاب مزمن.
وتظهر علامات الإصابة بالالتهاب البولي عن طريق الشعور بألم في أسفل البطن في منطقة العانة ، وقد يمتد الألم ليشعر به المريض في طرف الإكليل، وقد يعاني من ألم في أسفل الظهر، وبالنسبة للرجال في الخصية وتحتها، كذلك الشعور بعدم تفريغ المثانة كليا من البول مما يعطي رغبة متكررة في التبول .
وقد يتغير لون البول في الحالات الشديدة، وقد يصاحبه دم ليغير لونه إلى الأحمر وخاصة في الحالات الشديدة أو عندما يكون الالتهاب مترافقا مع حصوات في المجاري البولية ، وهناك أعراض عامة كالغثيان والإقياء والحمى وألم المفاصل والصداع وغيرها من الأعراض العامة التي قد تؤدي إلى ضعف الشهية والشعور بالتعب والإرهاق.
ولكن يجب التنبه إلى أنه ومع تكرار معاودة الالتهابات للمصاب قد يضعف لديه الإحساس بتلك الالتهابات، وقد تختفي الأعراض الموضعية وتتبقى بعض الأعراض العامة الخفيفة مثل الحمى الخفيفة والشعور بالإرهاق، وفي مراحل متأخرة قد لا تظهر أي أعراض واضحة وخاصة لدى المرضى المصابين بمرض السكري .
وهناك نوع معين من البكيتريا التي قد تؤدي إلى التهاب مزمن،و هو نفسه يكون نوعا خبيثا من الحصوات ، وذلك أنها لاتأتي بأعراض الحصوات المعروفة، وقد لا يعرف وجود تلك الحصوات إلا بعد فشل الكلية المصابة عن أداء وظيفتها ، ولذا نؤكد على العلاج المبكر للالتهابات تفاديا لحصول أعراض أخرى تزيد من معاناة المريض ومن التكاليف العلاجية والتدخل الجراحي أحيانا .
أسباب الإصابة بالمرض
هناك أسباب مهيأة لحصول وهي:
• وجود عيوب خلقية لدى المريض في تركيبة الجهاز البولي قد لا يعرفها إلا عند حصول تكرر التهابات المسالك البولية وخاصة إذا حصل ذلك في عمر مبكر وهو عمر الطفولة.
• وجود انسداد وحصوات في الكلى أو شيء غريب عن الجسم مثل القسطرة البولية.
• شدة تركيز البول، وذلك عندما يقل تناول السوائل وخاصة لدى بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالتهابات البول .
• حبس البول قد يكون من العوامل التي تساهم في إحداث التهابات المسالك لدى بعض النساء، ومنها أيضاً المضاجعة وخاصة لدى من يتكرر لديهم الالتهاب.
• و يزداد معدل حصول الالتهاب مرة أخرى لدى من أصيبوا بالتهاب سابق.
• كما أن الحمل يزيد من احتمالية تعرض المرأة للالتهابات البولية .
• الالتهابات النسائية قد تنتقل إلى المجرى البولي، ولذا يجب معالجتها قبل امتداد الالتهاب لسهولة ذلك نظرا للتركيبة التشريحية للجهاز التناسلي والبولي لدى المرأة.
• العدوى من الرجل إلى المرأة أو العكس تحدث عن طريق الاتصال الجنسي والذي يؤدي إليه ما يعرف بالأمراض المنقولة جنسيا، وهذه تختلف من حيث المسبب عن البكيتريا المعروفة أو المسببة لالتهابات المسالك البولية.
طرق الوقاية
من أهم طرق الوقاية من الإصابة بالالتهابات البولية لدى النساء، كونهن يتعرضن لعوامل أكثر تؤدي إلى إصابتهن بالعدوى أكثر من مرة في السنة :
ـ تنظيف منطقة الشرج بالصابون بعد التبرز مباشرة، حيث أن الماء لايكفي و لايقتل البكتيريا، و إذا تعذر الصابون يمكن مسح منطقة الشرج بمحارم خاصة بالأطفال ثم بالماء، لأن هذه المحارم تحتوي على مواد مطهرة.
ـ تنظيف المهبل بالماء فقط ، لأن تنظيفه بالصابون يسبب خلل التوازن الكيميائي للوسط المهبلي، مما يؤدي إلى إصابة عنق الرحم بالالتهابات الفطرية .
ـ بالنسبة للسيدات المتزوجات ،الأكثر عرضة للالتهاب، يفضل لهن شرب الماء مباشرة قبل الجماع، ثم التبول بعد الجماع مباشرة ، حيث إنه في حال دخول أي جرثومة لمجرى البول أثناء الجماع فإن خروج البول يطرد البكتيريا قبل أن تتاح لها الفرصة في أن تستقر على جدار مجرى البول و تتكاثر .
-شرب الماء خلال اليوم ، وخصوصا في وقت زيادة حرارة الجو، وأن يكون الشرب على فترات متقاربة توازي التعرق -مثلا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات- وعند النوم والنهوض منه ، ونستطيع الحكم إن كان الشرب كاف أم لا بملاحظة تركيز البول لأن التبول المنتظم يطرد البكتيريا ويساعد على كبح وصول الالتهاب إلى الكلى، في حالة وجود التهاب .
ـ عند تنشيف المنطقة السفلى بعد الغسل، من المستحن استعمال منديل للمهبل و منديل آخر لفتحة الشرج، مع مراعاة عدم دفع المنديل إلى داخل الشرج بغرض التنشيف لإن ذلك يخرج جزيئات البراز إلى الخارج مرة أخرى، لذلك و يكتفى بالتنشيف بلطف من الخارج .
في حالة التهاب المسالك البولية أو الكلى عند الفتيات الصغيرات يجب على الأم تعليم الفتاة كيفية التنظيف، و يستحسن أن تقوم الأم بعملية التنظيف هذه في الأيام التي تتبع إصابة الفتاة بالالتهاب إلى أن تتعلم الفتاة كيفية التنظيف الصحيح، حيث إن التهاب الكلى عند الفتيات أكثر خطرا من النساء.
الأعشاب تخفف الأعراض ولا تعالج
من الواجب التنبه إلى أن هناك عددا من الأعشاب المدرة للبول والتي يتداولها البعض لتصفية المجاري البولية، صحيح أنها قد تخفف من الأعراض ولكنها لا تعالج الالتهاب أو الميكروب نفسه، ولذا فإن تحليل البول والعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة التي يقررها الطبيب أمر لا يجب تجاوزه، وفي الحالات المتكررة والشديدة يتوجب على المريض عمل الفحص الزراعي الذي يبين نوعية الميكروب وسبب عدم استجابته للعلاج، وبالتالي يحدد العلاج الأنسب للمريض.
بالعلاج والمتابعة الجيدة نستطيع الحفاظ على الكلى والوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تنشأ نتيجة الالتهاب المزمن مثل الحصوات وقصور وظائف الكلى وارتفاع الضغط وغيرها من المضاعفات.