بمناسبة عيد الفطر، مختصون يحذّرون:

الأفضل عدم الإفراط في تناول الحلويات

نضيرة نسيب

عشية عيد الفطر، تحضر العائلات الجزائرية باقات مختلفة من الحلويات والأطباق الشهية، تقدّم لأصحاب البيت والضيوف، لكن بالرغم من جمال تشكيلاتها واختلاف مكوناتها وأذواقها اللذيذة التي تتباين من منطقة الى أخرى، إلا أنها تمثل نظاما غذائيا جديدا بالنسبة للأشخاص الذين صاموا لمدة شهر كامل، ليضرب كثير منهم من جديد موعدا استعجاليا مع الطبيب-خاصة من ذوي الأمراض المزمنة- نتيجة الاستهلاك العشوائي لكميات كبيرة منها، وبالطبع هذا ما يؤكده الأطباء من تجارب الواقع.
يعتبر المختص في التغذية العلاجية والطب الباطني، الدكتور فؤاد بلعبد الوهاب  ان توفر أشهى المأكولات والحلويات أيام العيد لا يمكن أن يحدد خياراتنا الغذائية، هناك تغييرات عديدة أدخلت على عدد كبير من عاداتنا، علما ان حلويات العيد كان يعتمد في تحضيرها في الماضي على مادة السميد وأصبحت اليوم معظمها تحضّر من الفرينة البيضاء، مع إضافة الدسم وعسل السكر غير الصّحي إليها. وهذا لا يمنع، بحسب مختص التغذية من الاحتفال بالعيد، ويبقى الأهم  تحديد ما نأكله فكل واحد منا عليه تحديد مكونات غذائه اليومي بعيدا عن الإضرار بصحته، لكن من خلال توعيته من الممكن الانتقال الى انتقاء  نوعية غذائية صحية تدريجيا.
نمط غذائي صحّي مناسب
يضيف الدكتور بلعبد الوهاب أنه يجب أن يعي الأشخاص مكونات كل ما يعرض أمامهم من مأكولات وحلويات تقليدية، لأن مثلا 100 غ من حلوى البقلاوة تحوي 500 حريرة، و100 غ من الغريبية تحوي تقريبا 400 حريرة ونعني بـ 100 غرام هنا ما يعادل خمس إلى ست حبات حلوى، يتم تناولها في اليوم كله -دون أن نشعر وبصفة متقطعة- فنسبة الحريرات هذه تجعل الأشخاص الذين يتناولونها بصفة عشوائية يصابون بالسمنة وأمراض السكري وغيره من الأمراض، لذلك من الأحسن الابتعاد عن هذا النوع من الحلويات وتفضيل الحلويات التي تحوي نسبة الدهون والعسل بنسبة أقل،  فالوعي بقيمة ما يستهلكه الفرد من سعرات حرارية ودرجة خطورة هذا التصرف العشوائي وغير الواعي، يمكن أن يوصله الى استهلاك 1200 سعرة حرارية، إذا تناولنا حبة حلوى من هنا وهناك، بحسب المختص في التغذية.
شروط الافطار بعد صيام شهر كامل
من جهة أخرى، يؤكد الطبيب العام، الدكتور محمد سكفالي على أن الصوم عملية صحّية مئة بالمائة يتخلص من خلالها الجسم من المواد السّامة والضارة، ويسجل الأطباء كذلك في أيام الإفطار لدى فئة من الناس شربهم لكميات كبيرة من الماء، وأوّل ما ينصح به الدكتور الابتعاد عن هذه العادة غير الصحية، فمن الأحسن شرب كأس أو كأسين من الماء في أوّل اليوم وتوزيع الكمية على باقي ساعات اليوم بالتدريج للاستفادة من كمية الماء اللازمة للجسم، وهي تصل إلى ثلاث لترات في اليوم كحد أقصى.
وهذا ما نسميه بالدخول التدريجي في الوتيرة العادية للإفطار، وينطبق أيضا ذلك على كيفية توزيع بقية الوجبات على مختلف فترات اليوم، وهذا ما يمكن تشبيهه بالتحضير المسبق للصيام في شهر شعبان بتعويد الجسم على الصيام أيضا، وهو نفس الشيء بالنسبة للإفطار الذي يكون في أيام العيد بطريقة تدريجية ويحضر له لعدم إحداث صدمة، وكما هو الشأن بالنسبة للصيام فتعويد الجسم عليه مثل تعويده وترويضه عن طريق الرياضة، لأنه يحتاج إلى تدريب يكون بتعويده على الانتقال من مرحلة إلى أخرى بطريقة سلسة لا تضرّ بصّحة الأفراد.
نصائح لذوي الأمراض المزمنة
فيما يخص الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، فإن الدكتور سكفالي ينصح بالابتعاد عن مضاعفة حالتهم المرضية والتسبب في تعقيدها من خلال الدخول في أنماط غذائية غير صحية، ويقول أنه من الأفضل إتباع توجيهات الطبيب المعالج باستمرار، تفاديا لعدد من التعقيدات الصّحية التي تنجم عنها عواقب لا يجب أبدا تناسيها والابتعاد عن الوجبات الغنية بالسكريات والدسم بالخصوص لدى مرضى السكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض كثيرة أخرى تستدعي الحرص من الإفراط في الأكل. ويحث الدكتور سكفالي الأشخاص الذين يستأنفون الصيام بعد أيام العيد تناول وجبات خفيفة ليسهل عليهم الصيام بعد الإفطار، في يومي العيد، علما أن تعويد الجسم على الصيام يساعد الجسم ويمنحه القدرة الكافية للصوم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024