ثلاثة أسباب تمنع ختان طفلك في البيت
يعتبر عامة الناس عملية ختان الأطفال عملية بسيطة وسهلة، ويمكن إجراؤها في البيت دون تعريض الأطفال لأية خطورة ما، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ يحذر، جراح العظام والمفاصل الدكتور محمد العيد قرزي من إمكانية تسجيل تعقيدات، قد تستدعي التدخل الاستعجالي مع توفر وسائل استشفائية ضرورية تسمح بإنقاذ الطفل من خطر مضاعفات تهدد حياته.
ينبه الدكتور قرزي الأولياء، إلى عدم التهاون مع قرار إجراء عملية ختان طفلهم في البيت أو في محيط غير صحي لسبب بسيط، وهو انعدام شروط التدخل السريع فيه، ما يستدعي إسعاف الطفل، لاحتمال تعرضه لتعقيدات صحية، يمكنها أن تؤدي بحياته إلى الخطر.
ومن بين هذه الحالات التي تحتاج للإسعاف السريع، إمكانية تعرض الطفل لنوع من فرط الحساسية من المخدر الموضعي الذي يستعمل في أغلب عمليات الختان، وهذه المادة الكيميائية يمكنها أن تتسبب في تعقيدات خطيرة لدى الطفل الصغير.
فبإمكان الطفل ـ بحسب الدكتور قرزي ـ أن يصاب بصدمة «انافيلاكتيك
- le choc anaphylactique»،
والتي تعد خطرا على حياته وتصل درجة خطورتها إلى حد الوفاة، إذا لم تقدم إسعافات خاصة تنقذه.
ويوضح الطبيب الجراح «أن درجة الخطورة تتمثل في عدم التمكن من التحكم في الصدمة إذا لم تتوفر لدينا وسائل التدخل اللازمة»، لهذا يؤكد ضرورة إجراء عملية الختان داخل مؤسسات استشفائية عمومية أو خاصة لتفادي مثل هذه الحوادث المأساوية الخطيرة التي يمكنها أن تقلب الفرحة إلى فَقْد لا قدّر الله.
من جهة أخرى، دعا الدكتور قرزي إلى ضرورة طلب القيام بتحاليل الدم للكشف عن عدم إصابة الطفل بمرض عدم تخثر الدم الوراثي بنوعيه المعروف بـ «الهيموفيليا» خاصة إذا لم يبلغ الطفل بعد من العمر شهرا أو شهرين ولم يسبق له أن تعرض لأي إجراء جراحي أو فحص للدم.
ففي هذه الحالة، قد تتسبب إصابته -إن لم يتم الكشف عنها مسبقا- عن طريق التحاليل المخبرية، في حدوث نزيف حاد لدى الطفل، خلال عملية الختان، ومعرفة ذلك مسبقا يساعد في اتخاذ الإجراءات الصّحية اللازمة لتفادي فقدان الطفل لكمية كبيرة من دمه في حالة عدم توقفه عن النزف جراء العملية الجراحية وبسبب عدم تخثر دمه كنتيجة لعدم العلم مسبقا بإصابته بمرض الهيموفيليا. لذلك يواصل المختص تأكيده على عدم إجراء العملية دون اختبار تخثر الدم أولا مع الحرص على إجراء العملية داخل أطر صحية توفّر أدنى شروط التدخل لإيقاف النزيف في حالة حدوثه حماية لحياة الطفل أيضا.
وثالث نقطة، أشار إليها الدكتور قرزي، والتي لا تخلو من الأهمية -بما كان- هي الأخرى تمثلت في توجّب التأطير الصحّي لعملية الختان عند الفحص الأوّلي للطفل فقبل إجرائها يتوجب التأكد من عدم إصابة الطفل بتشوّهات خلقية.
ويذكر أن أغلبها ترجع للإصابة بمرض اسمه ايبوسبادياز hypospadias لذلك يحث على تنظيم عملية الختان، وهي عملية بسيطة، ضمن عملية كبيرة مؤطرة من طرف مختصين تهدف لعلاج التشوّه الخلقي بالدرجة الأولى، بعد الكشف المبكر لحالة الطفل، لتفادي حدوث أضرار صحية ترافقه مدى الحياة.
ودعا الدكتور قرزي في ختام تصريحه، الأولياء إلى الحرص على الالتزام بها حتى لا يتحوّل احتفالهم السعيد بختان ابنهم إلى حدث محزن يرافقهم طوال حياتهم.