المختصة في الطب النسائي عبير سعدي:

معرفة نوعية الأكياس وانعدام خطورتها ينقص من تخوّفات المرأة

حوار: نضيرة نسيب

 

التوتر العصبي يتسبب في ظهور أكياس وظيفية لدى المرأة

 يساعد فهم الفرق بين الأكياس الوظيفية والعضوية التي قد تظهر لدى المرأة في مراحل حياتها، على كيفية التعامل معها، مما ينقص من التخوّفات التي يمكن أن تطرأ ببالها بخصوص هذا العارض الصحي. في هذا الصدد، التقت “الشعب” بالدكتورة عبير سعدي، المختصة في الطب النسائي التي أوضحت في هذا الحوار، أن هذا النوع من الأكياس لا يمثل درجة الخطورة المتداولة، وأن هناك أسباب تؤدي لظهورها لدى معظم النساء، وذكرت من بينها التوتر العصبي الشديد أو بعد التوقف عن أخذ حبوب الحمل أو في حالات أخرى فترة ما بعد الإجهاض.

«الشعب”: ما هي الأكياس التي يمكن أن تصيب المرأة؟
الدكتورة عبير سعدي: عندما نتكلم عن الأكياس على العموم محتواها يكون سائلا لذلك نطلق عليها تسمية كيس. أما في حال ما كان المحتوى صلبا، هنا يمكن أن نتحدث عن ورم ولا يمكن اعتباره كيسا. وهناك نوعان من الأكياس، فهي تنقسم إلى أكياس وظيفية وأكياس عضوية. فيما يخص الأكياس العضوية، فهي تبقى بدون علاج ولا تتسبب في اضطرابات في الحيض على الأغلب، وهي لا تختفي إلا في حالات قليلة جدا وفي حالة كان الكيس العضوي من الحجم الصغير من 2 إلى 3 سم، فهو لا يحتاج إلى عملية، ويبقى الكيس تحت المراقبة من فترة إلى أخرى، وإذا لم يزدد حجمه هنا يمكن تركه، لكن إذا كان حجمه كبيرا، فمثلا إذا بلغ الكيس حجم 18 سم يحتاج إلى عملية بسيطة تخضع فيها المرأة للبنج في غرفة العمليات، ونقوم بإفراغ الكيس عن طريق المجهر الباطني “السيليوسكوبي”، بوضع فتحة صغيرة تبلغ 1سم إلى 2سم على منطقة البطن ونشفط السائل عن طريق تقنية خاصة ونقوم بنزع غشاء الكيس في الأخير وإعادة غلق الفتحة، وهي عملية سهلة ولا داعي للتخوف منها.
ما هي الأكياس الوظيفية وما الفرق بينها وبين الأكياس العضوية؟
تظهر وتختفي أغلبية الأكياس الوظيفية لدى المرأة في فترة البلوغ عند البنت وعادة في سن ما بين 12 و16 سنة، ويمكن أن تظهر أيضا في فترة ما قبل سن اليأس، ما بين 45 و50 سنة. هاتان الفترتان اللتان تظهر فيهما الأكياس الوظيفية بكثرة لدى المرأة تكون بسبب حدوث خلل في الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية “الإيبوفيز” والمبيض، وهذا نتيجة حدوث اضطراب في FSH وNH وعندها ففي حالة ما إذا بدأ الجريب Le Follicule يزيد في الحجم (لكن لا ينفجر)، ينتج عن ذلك اضطرابات في الدورة الشهرية حيث يختلف الخلل، ففي بعض الحالات يمكن أن يكون اختفاء للدورة، ويمكن لدى حالات أخرى تكون هناك دورة ولكن لا تختفي حيث تتواصل مدتها لفترة أطول من العادة، لتفوق 15 يوما أو تصل إلى العشرين يوما، كما أنه بإمكانها أن تنقطع في حالات أخرى وتأتي وتغيب هذه الأكياس في فترة تمتد مابين شهر إلى ثلاثة أشهر كحد أقصى ويمكنها أن تختفي بدون علاج وأي كيس يستمر أكثر من ثلاثة أشهر فهو كيس عضوي، وهذا ما يمثل الفرق بين الكيس العضوي والوظيفي، فعندما تتقدم المرأة للكشف الطبي يمكن أن نفرق من خلال تحديد نوعية الكيس من خلال مدة ظهور الكيس وتوقيت اختفائه فيجب معرفة أن أي كيس يختفي قبل مدة الثلاثة أشهر فهو كيس وظيفي ولا يحتاج بالضرورة لعلاج فهو سيختفي مع مرور الوقت.
ما الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا النوع من الأكياس؟
 من بين الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا النوع من الأكياس يمكن أن نذكر تعرض المرأة إلى توتر عصبي شديد، وفي حالات أخرى التوقف عن تناول حبوب الحمل والذي ينجم عنه انطلاقا من شهر إلى شهرين حيث يبدأ عمل الهرمونات، مما يؤدي إلى تسجيل تذبذب في نسبتها، وهذا ما يتسبب في ظهور كيس وظيفي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، من المحتمل أن يظهر هذا النوع من الأكياس بعد الإجهاض بنسبة كبيرة في حالات عديدة.
كيف يمكن علاج الأكياس الوظيفية؟
 كما سبق وأن ذكرت الكيس الوظيفي لا يحتاج لعلاج ويمكنه أن يختفي ولكن في حالات النزيف الحاد يمكن أن نعطي المرأة علاجا لجعل المبيض في حالة راحة تامة، مما يساعد على اختفاء الكيس بسرعة لمدة لا تفوق الشهر وهذا في حالة حدوث نزيف لمدة مطولة كما سبق وأن ذكرت، فهنا يتحتم على المرأة أخذ حبوب منع الحمل ولا يعطى هذا العلاج في حالة ما كان الكيس بحجم صغير ولا يوجد اضطراب في الدورة، إلا إذا كانت هناك اضطرابات أي نزيف حاد بدون توقف لمدة أكثر من عشرين يوما مثلا ولا يجب التخوف من هذا الأمر لأنه من السهل علاجه ويبقى الكشف الطبي ضروري في معظم الحالات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024