د. فاطمة الزهراء بن مجاهد، مختصة في علم النفس العيادي:

فن التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهمة الجميع

نضيرة نسيب

تقدّم الدكتورة فاطمة الزهراء بن مجاهد، الباحثة والمختصة في علم النفس العيادي، مجموعة من التوجيهات تخصّ أولياء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتصنفها في فن التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج إلى تعامل خاص والتي بإمكانها أن تساعدهم على الاندماج في الوسط الاجتماعي بكل مرونة، كما يوضح في هذا اللقاء.
-  «الشعب»: من هم ذوي الاحتياجات الخاصة؟
 د. فاطمة الزهراء بن مجاهد: إن ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعنى اللّغوي هم أشخاص مصابون بحالة مرضية أو مرض معين، مما يتسبب في شعورهم بصعوبة في فعل الأمور التي ينجزها الآخرون بسهولة، لذا فهم بحاجة إلى مقدمي رعاية ومعلمين مختصين بالاحتياجات الخاصة، أما المعنى الاصطلاحي لذوي الاحتياج الخاصة فهو فئة الأطفال والشباب التي تحتاج بالضرورة إلى اهتمام معين وخاص، وهذا الاهتمام ليس من الأمور الضرورية التي يحتاجها الآخرون.
- هل هناك اختلاف في هذه التسمية؟
 فعلا حصل اختلاف في وجهات النظر حول تسمية أصحاب الإعاقة بمصطلحي ذوي الإعاقة الذهنية أو ذوي الإعاقة الجسدية، إلا أن الأمم المتحدة اعتمدت مصطلح ذوي الإعاقة في البروتوكولات الخاصة، وقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية مصطلح الإعاقة كمصطلح يغطي المشاكل التي تصيب هيكل الجسم أو وظائفه، فعلى المستوى الدولي اعتمدت كلمة معاق أو إعاقة لتصنيف أصحاب الإعاقة الذهنية والجسدية لاسيما أن مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة مرفوض لعدة أسباب، أحدها أنه يشمل العديد من الفئات وليس المعاقين فقط.
- ما هي أهم طرق التعامل مع الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
 تعد فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من جميع الأعمار من أكثر فئات المجتمع التي تحتاج إلى معاملة خاصة، والتي تتناسب بدورها مع مختلف الأعمار، وتتعرض أكثريتها إلى مخاطر التنمر والإساءة والتميز، بالإضافة إلى العنف وسوء المعاملة، لذلك يلجأ كثير من الخبراء وبعض المدافعين عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تطوير بعض الأساليب وطرق التعامل مع هذه الفئة، والتي تتضمن الحماية والسلامة الشخصية، ومن أهم طرق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال والمراهقين في الخطوات التالية:
- عدم الخوف من الأطفال ذوي الاحتياجات خاصة
- التعامل معهم بذات الطريقة التي يتم بها التحدث مع أي طفل طبيعي آخر دون استخدام أي تعبيرات طفولية أو نبرة صوت غير مناسبة معهم.
- التعرف على نقاط القوة لديهم ثم تشجيعهم على إظهار مواهبهم والتعامل معهم بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع أقرانهم الطبيعيين.
ـ إتاحة المجال أمامهم من أجل مساندة من حولهم من الأشخاص سواء كان ذلك باحتضان إنسان محتاج للعاطفة أو تقديم المساعدة في حال احتياج أحدهم للمساعدة في حل الواجبات المدرسية.
- النظر إليهم بالطريقة التي يودون من الآخرين رؤيتهم بها مع مراعاة احتياجاتهم والاستماع إليهم.
- التعرف على ماهية الإعاقة المصاب بها الطفل.
- التحدث مع أهاليهم للحصول على معلومات لتحديد احتياجاتهم بشكل دقيق والتي تخص ذوي الاحتياجات الشخصية.
- احترام اختلاف الطفل عن الآخرين مع تعليمه ألا يخجل من الأدوات التي يستخدمها وأن لا يحاول الظهور بشكل طبيعي بل عليه تقبل حالته وإعاقته كما يجب تعليم من حوله بأن يقبلوا اختلافه عنهم.
- دعوتهم للتعرف على أطفال آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعريفه على قصصهم مما يساهم في إشعاره بأن الحياة الجيدة ممكنة مع وجود إعاقته.
- تقبل الطفل كما هو وتعليمه بأن الكرامة الإنسانية لا تتأثر بوجود إعاقات لدى الإنسان.
- كلمة أخيرة؟
 أن فن التعامل ينبع من يقيننا بأخلاقنا الروحية والدينية المرتبطة بتقبل ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إيماننا بأن نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا، تحية خالصة لذوي الهمم العالية في يومهم العالمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024