الدكتور جمال بورمة، مختص في الطب الداخلي:

الأمراض الصامتة القاتلة في تزايد

حوار نضيرة نسيب

تأخر في الكشف بـ 50% بين المصابين

كشف الدكتور جمال بورمة، المختص في الطب الداخلي، والباحث في أمراض ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض التمثيل الغذائي في حوار لـ «الشعب» أن الجزائريين معرضون بنسبة خطورة متزايدة للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي الصامتة القاتلة، لاسيما أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني والسكري، وهذا النوع من الإصابات راجع ـ بحسبه ـ إلى عدم التوازن في النظام المعيشي، وما يتبعه من تعقيدات صحية. 

 كما أوضح أن المُنجي الوحيد أمام معظم هذه الحالات، هو إلزامية العودة إلى نمط غذائي صحي مع ممارسة النشاط البدني والرياضة كحل ناجع يخفّف من خطورة التعقيدات الصحية الممكن حدوثها، بالرغم من توفر لدى كل واحد منا إمكانية تجنبها.
 
- «الشعب» كيف تم تحديد خطورة الإصابة بأمراض ارتفاع الضغط الشرياني؟
 د. جمال بورمة:  طرحت الجمعية العلمية الجزائرية لمرض ارتفاع الضغط الشرياني نتائج أول دراسة وطنية في سنة 2004 ومسّت كل السكان ما فوق 18 سنة، تحت مسمى «صحة 1 « وتلتها عدة دراسات إلى يومنا هذا، وتبين من خلال هذه الدراسة أن الجزائريين معرضون للإصابة بأمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني بنسبة مرتفعة جدا ووصلت نسبة الأشخاص المصابين في تلك الفترة إلى 34,5 % ، بالإضافة إلى ذلك كشفت ذات الدراسة حينها أن نسبة 50 ٪ أي نصف هؤلاء المرضى لم يكن لديهم علم بالإصابة قبل الكشف عنها، أي ما يعادل 17 %، وتمثل هذه الفئة أخطر الحالات لارتفاع الضغط الشرياني.
- فيما تتمثل عوامل الخطورة في مثل هذه الحالات؟
 تكمن الخطورة في أن الشخص الذي يعيش حالة ارتفاع الضغط الشرياني لـمدة 10 دقائق ليس كما هو الحال بالنسبة لمن يعيش لفترة عشر سنوات في حالة تذبذب الضغط أو نسبة السكر أوكليهما، لهذا يعد هذا المرض في الحالة الصامتة قاتلا، وقد يتسبب في الموت المفاجئ أوفي تعقيدات خطيرة على صحة المصاب حيث يرافقه لمدة طويلة من دون أن يتم الكشف عنه وعندها يتم أخذ العلاج اللازم من أجل تجنب تعقيداته المميتة.  
في معظم هذه الحالات، تصنف أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني ومرض السكري من بين الأمراض الخطيرة التي تكون نتيجة حتمية لاختلال نظام التمثيل الغذائي في الجسم حيث ينجم عنه مجموعة عوامل، من بينها: الأكل غير الصحي وعدم الحركة مع تناول الأغذية غير الصحية والمشبعة بالدسم والسكر والملح. ويتسبب مجموع كل ذلك في الزيادة في الوزن الى السمنة، بالإضافة لعوامل أخرى من بينها التوتر والقلق، ويبدأ حينها الجسم في مقاومة الأنسولين، وهذا ما يجلب  بالضرورة واحد أو اثنين من ثلاثية مرض السكري ومرض القلب وارتفاع الضغط الشرياني في نهاية المطاف.
- ما هي أهم الخطوات الوقائية التي يجب إتباعها لمعالجة اختلال التمثيل الغذائي؟
 تكون الوقاية بالعودة إلى الخلف، بمعنى يجب استرجاع العادات الغذائية الصحية البسيطة أي الإنقاص من الدهون والملح وعدم إعطاء السكر للأطفال على الاطلاق، وهكذا منذ الصغر يعتادون على عدم تناول السكريات فهناك من الأولياء من يعطي لابنه يوميا في فطور الصباح علبة حليب بالشكولاطة مع بسكويت أيضا معلب، وهذه تعتبر عادة سيئة يمكن استبدالها بفطور صحّي محضر في البيت مع الابتعاد عن تناول هذا النوع من الفطور الصباحي قدر الامكان أي إجتناب كل ما هو مضاف السكر إصطناعيا.
وبخصوص تناول الملح، نفس الشيء، يجب توّخي الحيطة والحذر، فعلينا أيضا الحرص على تغيير نمط معيشتنا عن طريق إعادة النظر في الوجبات اليومية التي نتناولها عبر فترات، وبانتظام، بحيث نجعلها موافقة لنظام غذائي صحي خالٍ من المواد المعلبة والحافظة، علما أن جسمنا يحتاج إلى 5 ،3 غ من الملح يوميا فقط، وهذا ما تحويه خبزة واحدة، فإننا عندما نأكل خبزة كاملة مالحة في اليوم، فإن باقي الأكل يجب أن يكون بدون ملح، وكثير منا أيضا لا يعلم أن 80 % من الملح المستهلك لدى الفرد الواحد يتناوله في المواد الغذائية المعلبّة وأنصح كل فرد من أفراد الأسرة الانتباه لمكونات ما يتناوله يوميا لتجنب حدوث اختلال في عملية التمثيل الغذائي التي ينجم عنها أمراض صامتة قد تكون قاتلة في كثير من الحالات خاصة عندما لا يتم الكشف عنها مبكرا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024