يشير الطبيب العام، الدكتور محمد الهادي جبلون، في حوار مع «الشعب ويكاند» إلى أن معظم الفحوصات الطبية التي أجراها في الأشهر الأخيرة، تنذر بخطورة استعمال الهواتف النقالة واللّوحات الإلكترونية لأوقات متأخرة من اللّيل، حيث سجل حالات عديدة من السكيزوفرينيا أو ما يعرف بانفصام الشخصية لدى بعض المراهقين والشبان في مقتبل العمر. ومن خلال ملاحظاته يدعو الطبيب إلى الإسراع في وضع حلول لمعالجة هذا المشكل الصحي لطالما يتهاون الأولياء في التعامل معه .
«الشعب ويكاند»: هل يعد اضطراب النوم أهم الأسباب التي تؤدي إلى الرسوب الدراسي؟
دكتور محمد الهادي جبلون: تتمثل أهم الأسباب التي تؤدي إلى الرسوب الدراسي في عدم أخذ الأطفال والشبان في مرحلة الدراسة القدر الأوفر من النوم ليلا وبصفة يومية، مما ينجم عنه اضطرابات نفسية وجسدية خطيرة مع مرور الأيام، فمن المهم أن يتحصل الجسم على القسط الوافي من النوم والراحة المفيدة للصحة حتى يتمكن من استرجاع قواه يوميا في الفترة الليلية، وخاصة لدى الأطفال والمراهقين، لأنهم في مرحلة النمو ولم تكتمل أجسامهم بعد.
متى يتطلب الكشف عن اضطراب النوم، وماذا يُخفي؟
نشهد في العيادة الطبية عددا كبيرا من هذه الحالات التي تعاني من اضطرابات مختلفة، لكن في البداية لا يتم الكشف عنها مباشرة خاصة عندما يتعلق الأمر باضطراب النوم المزمن حيث تظهر في الصورة أعراض تخفي أصل المشكل الصّحي، ويأتي الأطفال رفقة أوليائهم أو الشبان، قصد الكشف عن حالات مرضية أخرى مزعجة في يومياتهم ونجد معظمهم لا يعطون أهمية لاضطراب النوم بالنظر لعدم معرفتهم بدرجة خطورته وانعكاسه على صحتهم، ولاحظنا من خلال التعامل مع مثل هذه الحالات في ميدان الطب أن الرسوب الدراسي مؤشر بحث أوّلي دفعنا في معظم الحالات لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف من ورائه ومن خلال الكشف الطبي المعمّق توصلنا إلى أن الإدمان في استعمال الهواتف النقالة واللّوحات الالكترونية لساعات متأخرة ليلا يحرم الأطفال والشبان من حصتهم اليومية من النوم التي تساعدهم على استرجاع طاقاتهم الجسدية، كما سبق وأن ذكرت، جراء عدم خلود هؤلاء للنوم بصفة يومية قبل الساعة الثالثة صباحا علما أن النوم المفيد للجسم يجب أن يكون انطلاقا من الساعة العاشرة ليلا على الأكثر حتى تتحقق الاستفادة منه.
هل يتسبب استعمال الهاتف النقال في أمراض نفسية وعقلية، وما هي أهم أعراضه؟
من بين الأعراض التي سجلناها لدى الأشخاص الذين يتعرضون للوسائل الالكترونية خاصة الهواتف النقالة مطوّلا هو ضعف البصر مع الاستيقاظ في الصباح دون نشاط حيوي وخمول في المدرسة والجامعة حيث تظهر أعراض لدى الملتزمين بهذه العادة السيئة التي تحرمهم من حصتهم في النوم; ويظهر ذلك عليهم مع علامات القلق والنرفزة والتوتر المزمن فمثلا عند الأطفال الصغار هناك من يتأخرون في الكلام وممكن أن يصابوا بالتوحد، كما أنه هناك منهم من يعزفون عن الاتصال مع الآخرين وينغلقون على أنفسهم في حالات عديدة مسجلة ما يتسبب في كثير من الأحيان بالإصابة بأمراض نفسية وجسدية تصل إلى حد الجنون، ونذكر من بينها: مرض انفصام الشخصية أو «السكيزوفرينيا»، وفي حالات أخرى أخطر تصل إلى حد فقدان التوازن العقلي، ولهذا يتوجب عدم الاستهانة بهذا المشكل الصحي منذ تسجيل ظهور العلامات الأولى له والتي تظهر في عدم الانتظام في الدراسة ما ينجم عنه الرسوب في المدرسة، ويعتبر هذا مؤشرا سلبيا يمكن علاجه بإتباع عدّة حلول وخطوات تتمثل في وضع قواعد صحية في يوميات الأطفال وعلى الشبان والأشخاص الكبار تغيير عاداتهم في استعمال الهواتف النقالة وكل التغييرات التي يرافقها وعي بالمخاطر بإمكانها أن تحول دون التعقيدات الصحية الجسدية السالفة الذكر، خاصة النفسية منها.