عرفت حملة التلقيح ضد فيروس كوفيد 19، إقبالا واسعا للمواطنين عبر مراكز التلقيح المتاحة عبر تراب ولاية معسكر، فضلاً عن الفضاءات العامة والأسواق الفوضوية، المقاهي والمجمعات التجارية، المساجد والقوافل الطبية المتنقلة للمناطق النائية، في صورة تعكس حرص قطاع الصحة على تعميم التلقيح بين المواطنين، لاسيما وأن الدولة قد وفرت كميات معتبرة من اللقاح لفائدتهم.
انتشرت الفرق الطبية، نهاية الأسبوع المنقضي، بالأماكن العامة الأكثر استقطابا للمواطنين، على غرار الأسواق الأسبوعية لبيع الملابس، السيارات، الطيور، والهواتف، من أجل تعميم التلقيح بين المواطنين، وسبقت العملية حملة تحسيس وتوعية من تنشيط الفرق الطبية، حيث يرى الدكتور جبلي محمد المتخصص في مكافحة الأوبئة، أن تكثيف التحسيس حول أهمية اللقاح ضروري من أجل الرفع من نسبة التلقيح، خاصة وأن الكثير من المواطنين قد تأثروا بأفكار مغلوطة حول اللقاح المتوفر، لاسيما فئة الشباب التي ساد لديها اعتقاد أن أخذ اللقاح يحد من قدراتهم مع الوقت، وتكون له تأثيرات جانبية سلبية على الخصوبة والإنجاب.
جرعة واحدة للتحايل
في ذات الصدد، طفت في الواجهة المحلية المرتبطة بحملة التلقيح الوطنية، ظاهرة أخذ جرعة واحدة من اللقاح من أجل استلام بطاقة التلقيح واستغلالها في التحايل على فرق المراقبة، التي تجوب المحلات والمقاهي وحتى الهيئات والمؤسسات الملزم عمالها بأخذ اللقاح لتفادي تفشي الفيروس كسر سلسلة العدوى.
ورصدت «الشعب» عينة من الشباب الذين تلقوا الجرعة للقاح و امتنعوا عن أخذ الجرعة الثانية، على غرار «علي» وهو شاب يقارب الأربعينيات من العمر، نادل بمقهى، الذي أكد لنا أنه اضطر لأخذ الجرعة الأولى من اللقاح فقط، من أجل الحصول على بطاقة التلقيح لتجاوز فرق المراقبة التي تحل دوريا بالمحل الذي يشتغل به لمتابعة مدى تلقي العمال للتلقيح، وأرجع «علي» عزوفه عن أخذ الجرعة الثانية من اللقاح إلى مخاوفه من تأثيره السلبي على الخصوبة.
رفع الوعي الجماعي
ونفى الدكتور محمد جبلي الادعاءات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشيع أن الاستجابة المناعية للقاح لها تأثيرات سلبية على القدرات الجنسية والتناسلية لدى الملقحين من الجنسين، موضحا أن الدراسات العلمية أثبتت أن الأمر الوحيد الذي يحدث للجسم بعد اللقاح هو أن الجهاز المناعي يتنبه ويستعد لحماية الشخص من الفيروس بعد التعرف عليه
في سياق ذي صلة، وجه متحدث «الشعب « عموم الشباب والمواطنين بأخذ اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19، وعدم الإصغاء إلى الأحكام غير العلمية التي تشوش على استجابة المواطنين للقاح وتثير لديهم نوعا من الخوف والتردد من تلقيه، مؤكدا أن تحقيق مناعة القطيع لابد أن يسبقه الوعي أن الإصابة بالفيروس أخطر من تلقي اللقاح.
وسجلت مصالح الصحة بمعسكر تراجعا في عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 واستقرار في الوضع الوبائي، غير أن عملية التلقيح ضد الفيروس التي تسير بوتيرة عالية في المدن والتجمعات الحضرية الكبرى، قابلتها استجابة خفيفة ومحتشمة في 18 بلدية، بالنظر إلى النسب المتدنية من التلقيح المسجلة ببعض المناطق على غرار بلدية سيدي عبد المومن، الكرط، سيدي قادة، السهايلية، الغمري، مقطع دوز، حسين، عين فراح وتيغنيف التي ضرب فيها الفيروس بشدة وقضى جزئيا على عائلات عديدة، حيث تم بالموازاة مع تسجيل نسب متدنية بهذه المناطق، تسجيل عزوف وامتناع عن أخذ اللقاح من قبل المواطنين بسبب تشبعهم بأفكار مغلوطة عن اللقاح.