البيطرية صليحة جاتي لـ “الشعب”:

شعارنـا.. مواطـن واع مُستهلـك سليـم

نضـيرة نسيب

 التحسيس والتوعية مهمّتنا الأولى

خلّف انفتاح السوق الوطنية على مختلف الصناعات الغذائية الحديثة تنوعا في المنتوجات الاستهلاكية ما استدعى ضرورة تنبيه المستهلك وتوعيته حول خطورة الإصابة ببعض التسممات الغذائية المختلفة، وهذا في حالة عدم احترام الشروط الصحية عند استخدام التقنيات المتطورة في التعليب والتعبئة والحفظ الخاصة بتلك المواد واحترام سلسلة التبريد، هذا ما أوضحته لـ “الشعب” الطبيبة البيطرية الرئيسية، صليحة جاتي، رئيسة مصلحة حفظ الصحة والوقاية، لبلدية سيدي امحمد.

-  “الشعب”: فيما تتمثل التغذية السليمة؟
د. صليحة جاتي: الغذاء السليم يتمثل في تناول المواد الصالحة للاستهلاك من طرف الأفراد، ومعيار سلامتها خلوّها من الجراثيم، كما أنها تحضر بطريقة آمنة ويلتزم فيها بأقصى معايير النظافة، مع التحقق من خلوّها من المواد الكيميائية، وهذا ما يستلزم شرطا مهما جدا، هو حرص المستهلك على تقفي تلك المعايير، كونه أوّل مختبر لتلك الأغذية.
- كيف يكون ذلك؟
 على المواطن أن يتحرّى شروطا محدّدة عند انتقائه لأي منتوج استهلاكي. فعند دخوله إلى محل الأكل السريع أو المطاعم يجب أن يعاين المكان والعاملين فيه باستعمال الملاحظة، لأن النظافة ظاهرة للعيان عن طريق علامات تبرز للزبون، منها نظافة الأشخاص لاسيما الملابس الخاصة بالعمل واليدين والمكان والأواني والأرضيات، الأثاث من طاولات وغيره، فإذا كانت في حالة جيدة فهذا يمكن أن يشير إلى حالة الغذاء المحضّر في هذا المحل، كما يقوم بالتحقق من المواد الاستهلاكية المعروضة في المحل، مثل اللّحوم البيضاء والحمراء التي يجب أن لا توضع في نفس الآنية، لأنه في حالة اختلاط السوائل ينتج عنه تحوّل في طبيعة المادة المستهلكة، مما ينتج عنه احتمالية التسمم الغذائي في كثير من الحالات بالنظر للتصرفات العشوائية للمستهلكين.
- ما هي هذه التصرّفات العشوائية، وماذا ينتج عنها؟
  من بين التصرّفات العشوائية المحظورة لدى المستهلكين اقتناء السلع المعروضة في الأسواق في الهواء الطلق، دون احترام أدنى شروط النظافة والحفظ، وذلك من أجل ادخار بضعة دنانير، إلا أنها تسبب أضرارا صحّية خطيرة، حيث تتحوّل المواد المكوّنة منها إلى مواد سامة وقاتلة، كما هو حال المعلّبات والأجبان، وغيره من المواد سريعة التلف، وذلك بفعل تعرضها للعوامل الطبيعية مثل أشعة الشمس. كما أنها لعلمكم من أهم العوامل المتسببة في التسمم الغذائي.  بالإضافة إلى ذلك، عدم اكتراث المواطنين لحالة المطاعم، كما سبق وأن ذكرته فللبحث عن الربح السريع استغل بعض التجار حاجة المواطن الدائم للأكل السريع، وبالتالي ليس من السهل تجنّب الوقوع في فخ التسممات الغذائية، بالنظر لعدم إتباع الشروط الصّحية للحفظ والطهي واحترام سلسلة التبريد.
- ما هي التدابير التي يجب اتباعها؟
  من بين أهم التدابير يجب أن يكون المستهلك حذرا، وبالخصوص الابتعاد عن إعادة تسخين الطعام بطرق غير سليمة، مما يؤثر على نوعية الغذاء ويفقده خصائصه الصّحية وقد يؤدي ذلك إلى تلفه، كما أنه لا يمكن حفظ المواد الغذائية النيئة مع الغذاء المعد للأكل، وهذا ممنوع منعا باتا، لأن الاحتكاك بين الصنفين عبر الملامسة أو عن طريق الغازات في الهواء ينتج عنه تفاعلات لا يُحمد عقباها تؤدي أيضا إلى تسممات غذائية خطيرة، كما أن استخدام طرقا غير سليمة في تذويب الثلج عن الأطعمة المجمدة مع إعادة تجميدها يؤدي إلى فقدانها العناصر الغذائية الصّحية، وفي كثير من الحالات تحوّلها إلى مواد سامة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024