مسيكة لشهب، واحدة من النساء اللّواتي فرضن أنفسهن في هذه الحياة، رغم قساوة الظّروف التي عاشتها في مسقط رأسها بسكيكدة، إلاّ أنّ ذلك زادها إيمانا بالله، وجعلها تتسلّح بالارادة لتثبت نفسها في مهنة الصّحافة.
توّجت مرحلتها الجامعية بشهادة ليسانس في الاقتصاد، وفي هذا الصدد قالت لـ “الشعب” أنّها كانت متميزة في مسارها الدراسي، حيث كانت من الأوائل في جميع أطوار التعليم، تزوّجت وهي بنت العشرين، فطرة الأم دفعتها للمكوث في البيت لفترة طويلة من أجل رعاية أبنائها.
ولكن بقاؤها بين جدرانه أصبح مستحيلا بعد وفاة زوجها، لتصبح أبا وأما لأبنائها. هذه الظّروف الاجتماعية الصّعبة دفعتها إلى العمل في الصّحافة، فساهمت بمقالاتها مع العديد من الجرائد، التي تميّزت بالموضوعية وانصبّت حول أهم الانشغالات التي تؤرق السكان في المنطقة، ممّا صنع لها اسما في هذا العالم.
بعدها التحقت مسيكة بكلية الأداب بجامعية سكيكدة رغبة منها في الحصول على شهادة جامعية ثانية، ولحسن حظّها فإنّ الفترة تزامنت مع إضراب الطّلبة في الجامعة، وهو ما حفّزها للعودة من جديد إلى مدرجات الجامعة أين تحصّلت على شهادة ليسانس في هذا التخصص بتقدير امتياز، ممّا ساعدها على مواصلة الدراسة في مرحلة ما بعد التدرج لنيل شهادة الماستير، رغم الظّروف الصّعبة التي كانت تمرّ بها إلاّ أنّ إرادتها القوية ذلّلت أمامها كل الصّعاب، وبلغت ما كانت تصبو إليه وأصبحت أستاذا في الجامعة.
وتقول مسيكة أنّه ورغم الظّروف والضّغوط الخارجية والحاجة الملحّة للمال لإعالة الأبناء، إلاّ أنّها فضّلت العلم والتفوق لصناعة حياة مبنية على أسس قوية.