مــــيـلاد أمـة

فتيحة كلواز

قد تكون المرأة جزء مهم من المجتمع لكنها فعليا هي البصمة التي ترسم للأمة طريقها والخطوة الواثقة التي تثبت قواعد دولة برمتها، هي العصب الذي يعطي الحياة للأجسام الميتة ،..هي السبيل الأجدر و الأقوى لوضع أساسات مستقبل مشرق لأجيال كاملة، هذه المرأة التي كانت ومازالت في الجزائر تحقق الكثير من المكاسب الاجتماعية في الجزائر حتى تتمكن من بسط وفرض دورها المحوري في بناء المجتمع.

هذا لم تبتدعه و لم تختلقه من العدم بل هي سليلة البطلات اللواتي صنعن الفارق في كثير من المواقف التي عرفها أجدادنا عبر الزمن ما جعل  أسماءهن محفورة على صفحات التاريخ الإنساني الذي لا يستطيع إلا الاعتراف بانجازاتهن، لذلك هي اليوم بمثابة صمام الأمان لهذا المجتمع وسبيله للحفاظ على أمنه واستقراره و كذا كل ما حقق من انجازات منذ الاستقلال.
لأنها الأم و الأخت و الزوجة و الرفيقة و الزميلة يجب أن تعي الدور المنوط بها في ظل التغيرات و التي يعرفها المجتمع و كل تلك التحولات التي تهب رياحها على الجزائر ، يجب أن تكون السد المنيع الذي يقف أمام أي تهديد لأنها الفطرة التي غرسها الله تعالى داخلها منحها القوة لمعرفة ما يليق بمجتمعها، هي اليوم في عين الإعصار أمام تحديات حقيقية هي بمثابة المخاض العسير الذي تتألم فيه من اجل حياة جديدة تكون بشائرها الأولى بكاء رضيع يعلن ولادته حيا و بصحة جيدة.
هو المخاض الذي تعانيه الأمم أيضا في كل مرحلة من مراحل تطورها و بحثها عن إثبات وجودها في تاريخ الإنسانية الذي بدأه آدم عليه السلام بمعصية فعلها لأنه أراد الخلود، فكانت التفاحة عربة الزمن الذي نقلته و حواء إلى الأرض ليكون أول من كتب تاريخ الإنسان الأرضي، و لأنه امتداد لمن كان قبله كانت الجنة دائما موجودة في الأساطير و الخرافات التي تناقلها البشر عبر ملايين السنين و سواء كانت «الجمهورية» عند أفلاطون أو المدينة الفاضلة عند الفارابي أو حتى مدينة «اطلانتيس» عند اليونانيين غالبا ما كانت «الجنة» و إن اختلفت تصوراتها هي مطلب الإنسان الأول، و لكن كانت دائما الطريق التي يختارها للوصول إليها هي الفارق بين الأمم.
 ..بين «إغواء» و»هداية» حوصرت المرأة لتكون رأس الحربة التي تبنى أو تضرب بها المجتمعات و الأمم فحتى وإن لم تكن شجرة الخلد موجودة إلا أن تفاحها اتخذ العديد من الأشكال ليكون المطلب الأول للكثيرين ولكن غالبا ما تكون النتيجة دائما كما كانت مع سيدنا آدم عليه السلام معصية تحملت الإنسانية تبعاتها إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها، فاليوم المرأة في الجزائر أمام اختيارات صعبه عليها أن تعرف جيدا أن وعيها وقوتها هي الضامن الوحيد لولادة طبيعية دون اللجوء إلى الجراحة لأنها الخيار الأخير لإنقاذ حياة أمة ووطن. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024