يعتبر تاريخ 24 جوان 1947، يوم مجيدا في تاريخ المرأة الجزائرية، ففي مثل هذا اليوم قامت الطبيبة نفيسة لاليام المولودة حمود ورفقة السيدة مامية شنتوف بتأسيس أول تنظيم نسوي جزائري تحت الاحتلال، وهو جمعية النساء المسلمات الجزائريات.
ولدت لاليام نفيسة المولودة حمود في 1924 بالجزائر العاصمة، من عائلة معروفة ميسورة الحال، واصلت دراستها مكللة بالنجاح، وكانت من بين أوائل دفعات تخصص الطب سنة 1944، في جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا.
احتلم عقلها على مظالم الاستعمار وسياساته العنصرية، فحملت على عاتقها هم بلادها، وأمضت عقد الالتزام بالنضال، حيث شاركت في مظاهرات أول ماي 1945 بمدينة الجزائر، وباشرت نشاطها النضالي في جمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا، التي تقلدت منصب النائب فيها سنة 1947، قبل أن تؤسس هي وزميلتها مامية شنتوف جمعية النساء المسلمات الجزائريات و تنتخب أمينة عامة، كما كانت ناشطة في حزب الشعب الجزائري كعضو الخلايا السرية الأولى.
وإلى جانب مهنة الطب، كانت تستغل فرصة كل تجمع نسائي كحفلات الزفاف والختان، لنشر الوعي القومي وتعرف النساء بما يستطعن تقديمه في سبيل تحرير الوطن، رفقة مناضلات أخريات على غرار عزة بوزكري، زبيدة وفريدة ساكر، زبيدة سفير وباية لارات، بالإضافة إلى الاهتمام بمشاغلهن ومحاولة تفعيل دور المرأة الجزائرية في المجتمع، حيث اتصلت بالفدرالية العالمية للنساء لإحياء احتفالية 8 مارس لأول مرة بالجزائر سنة 1950.
اِلتحقت نفيسة حمود بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1954، وأصبحت رائدة في صفوفه، وكانت تعالج الجرحى والمرضى في معاقل الثورة، حتى ألقي عليها القبض بالولاية الثالثة سنة 1957، ثم أطلق سراحها قبيل الاستقلال، بموجب عفو شامل أصدرته السلطات، ثم تزوجت الدكتور لاليام الطبيب الرئيسي للولاية الثالثة سنة 1962، وظلت يدها ممدودة لخدمة وطنها، إلى أن وافتها المنية في 2002 عن عمر يناهز 78 عاما.