تـــــــاء التأنيــــــث... ربطوهــــا وحصروهـــا داخلهـــــا

فتيحة كلواز

في كثير من الأحيان تكون المرأة مرهونة بتاء التأنيث التي تحصرها في دائرة محكمة الإغلاق نسميها التاء المربوطة تحصرها في مهام معينة مرتبطة بالزاوية التي تكون فيها داخل المنزل، ورغم أن المهام الملقاة على عاتقها كثيرة، ألا أنها دائما تقع تحت طائلة الوصف السائد ناقصة عقل ودين، كلمات قليلة لخّصت عبر أجيال كاملة نظرة المجتمع لها، فمن جهة الكائن الضعيف العاجز تماما عن العيش بعيدا عن الرجل أو لنقل حماية ذكورية هي أيضا المرأة متعدّدة المهام ولولها لما كانت الأسرة أو عائلة.
هي أيضا رقم مهم في المعادلة السياسية، فبين تحرّر يفقدها هويتها وانغلاق يفقدها ذاتها ويسلبها قوتها وإرادتها تاهت ظلمة نفق البعض يسميه حرية وحقوق، والبعض الآخر يسميه أصالة، ولعلّ أحسن صورة على ذلك مسألة نصيبها من «الميراث» فالبعض يطالب بأن يكون مساويا لما يأخذه الرجل، والبعض الآخر يحرمها منه تماما وآخرون يعطونها الفتات لأنها فقط متعلقة بتاء التأنيث التي حكمت عليها عند ولادتها أنها ستكون أقل شأنا من الرجل.
ولن أتحدث عن الخطوات الجبّارة التي خطتها الجزائر في تمكين المرأة سواء اجتماعيا أو سياسيا إلا أننا غالبا ما نصطدم بالعقلية التي تأبى أن تتغيّر، والتي لا ترى في المرأة سوى الجسد وما يساويه في السوق الرجالي وكأني بهم ما زالوا يعيشون في زمن الجواري لأنها الوحيدة التي تباع وتشترى يحدّد ثمنها جسدها فقط، ما يعني أن سوق الجواري ما زال موجودا وإن اختلفت صوره، ولن نرتقي إلا بالاقتناع أن المرأة خُلقت لتكمل النقص في حياة تشاركية مع الرجل لا كونها اللعبة التي تسّلي الرجل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024