يعدّ محمد مختاري من بين قوافل الشهداء الذين فقدتهم الجزائر إبان فترة الاحتلال الفرنسي، والذي اختار طريق الكفاح المسلّح لاسترجاع أرض أجداده الشرفاء التي سلبها الاستعمار وقدّمها على طبق من ذهب إلى المعمّرين من مختلف الجنسيات ومن الطبقات الوضيعة والمنحرفين.
ولد الشهيد بتاريخ الـ ٠٧ جويلية ١٩٣٣، بقرية لخبابزة بتاشتة ولاية عين الدفلى، أين نشأ وسط عائلة فلاحية، تتلمذ بأحد كتاتيب المنطقة، ثم أدى الخدمة العسكرية الإجبارية. كما شارك في الحرب الهند الصينية، بعدها انخرط في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، حيث التحق بالعمل الثوري السري بمنطقته سنة ١٩٥٤، وعيّن كمسئول نظام.
وقد ارتكز عمله على جمع المعلومات عن العدو والأموال لفائدة الثورة، اضطر الشهيد للالتحاق بالمجاهدين عليإثر وشاية من أحد الخونة، وعمل في صفوف جيش التحرير بإخلاص إلى أن أصبح قائد كتيبة برتبة نقيب بالمنطقة الرابعة. وحين علمت الإدارة الاستعمارية بالتحاقه بالثورة، قامت بمداهمة منزل عائلته وتعذيب أقاربه مرارا، كما استشهدت عائلته الصغيرة المتكونة من الزوجة مرابط خيرة وابنه قادة وابنته العالية خلال عملية قنبلة جوية لكوخهم بجبل بيسة سنة ١٩٥٨.
كانت لهذه الحادثة وقع كبير على نفسية الشهيد، حيث خطّط لعدد من العمليات كالكمين الذي نصبه بنفسه لضابط المصالح الإدارية ''صاص'' بغابة فرينة، وتمكن في عملية أخرى من إسقاط طائرة عمودية بجبل كركور. وبعد كفاحه النبيل سقط محمد مختاري شهيدا في ميدان الشرف بجبل بيسة دائرة زبوجة حاليا ولاية الشلف سنة ١٩٥٩، وذلك أثناء معركة كبيرة غير متكافئة ضد قوات العدو الفرنسي دامت أسبوعا كاملا.
الحديث عن المنفيين الجزائريين إلى كاليدونيا واجـب ذاكــرة وتنديـد بجرائـم فرنسـا
شوهد:1786 مرة