21 فيفري 2015 - 21 فيفري 2020، مرّت خمس سنوات على وفاة الدكتورة زكية زهراء أستاذة بقسم التاريخ، وقد خلف رحيلها أثرا كبيرا على نفسي وكل من درس عندها وزملائها، وبفقدانها فقدت الجامعة الجزائرية خاصة قسم التاريخ إحدى القامات والنخب التي لا يمكن تعويضها وهذا بشهادة من عرفها من طلبة وأساتذة، آخر كلمة قالتها لي «سهام الحمد لله سأموت وأنا مطمئنة، لأنك ستتذكّرينني وستكتبين عنّي مثلما كتبت عن المرحومة الدكتورة عائشة غطاس، والدكتور أبو القاسم سعد الله، فالله أرسلك إلى قسم التاريخ لتكتبي عن كل من غادرنا»، فقد صدقت فذكراها لم تفارقني أبدا عرفت فيها الأستاذة المجدّة والمخلصة لعملها ووطنها.
كانت الراحلة حريصة على تأدية واجبها في تلقين الطلبة العلم الصحيح، بكل أمانة وصرامة في التعامل مع تهاون بعض الطلبة، رافضة الرداءة عكس بعض الأساتذة في يومنا هذا، حافظت على كرامتها العلمية واحتفظت بعزة نفسها وصانت قيمتها العلمية، وهذا ما أكده الدكتور ناصر الدين سعيدوني أستاذ التاريخ بجامعة بوزريعة، بتكريس حياتها للبحث وتسخير جهودها للتدريس، مما مكّنها من اكتساب أدوات ثقافة تاريخية واسعة وأكسبها معرفة باللغتين التركية والإنكليزية إلى جانب العربية والفرنسية، لم تغرها الأضواء ولم تؤثر عليها المغريات لنيل المكاسب الشخصية وانتهاز الفرص السانحة.
وعن إصدارات زكية زهرة فهي عديدة تمثلت في مقالات نشرت بمجلات أجنبية ووطنية، ففي سنة 1986 كتبت في مواضيع شتى تخصّ الجزائر في العهد العثماني والدولة العثمانية بشكل أكبر، حيث أنّ هناك مقالات نشرت في الجزائر، تركيا وتونس وباللغات العربية، الفرنسية والتركية فكان أول إصدار عبارة عن ببليوغرافيا.
وفي عام 1989، صدر لها مقالا باللغة الفرنسية في مجلة تركية، حول التحاق الجزائر بالباب العالي، ومقال آخر باللغة التركية حول إصلاحات الدولة العثمانية في عهد السلطان محمود الثاني صدر عام 1999، في موسوعة «يني تركي» في المجلّد السابع وذلك بمناسبة الذكرى السبعمائة على قيام الدولة العثمانية، وكانت الجزائرية الوحيدة التي كتبت في هاته الموسوعة.
زيادة على هذه الإصدارات، فهناك مقال باللغة العربية نشر بأسطنبول سنة 2000، حول المؤسسة التعليمية بمدينة الجزائر أثناء الفترة العثمانية، وكان ذلك في إطار نشر أعمال المؤتمر الذي انعقد في أفريل 1999، حول العلم والمعرفة في العالم العثماني. ومقال آخر حول تاريخ الجزائر الدبلوماسي بعنوان «مهمة القنصل الانجليزي بلان كلاي في الجزائر 1806- 1812»، نشر بتونس عام 2002.
وفي السنة الموالية نشرت مقالا باللغة الفرنسية بتونس حول الجزائر من خلال ابنة قنصل انجلترا في بداية القرن 19 إليزابيث بروتن، ويندرج ضمن أعمال المؤتمر الثاني الذي عقد بجامعة «اكستير» بإنجلترا يومي الـ 14 و17 سبتمبر 2002، حول حركة البشر والأفكار بين بريطانيا والمغرب العربي، بالإضافة إلى مقال حول الأميرال الجغرافي بيري ريس، نشر في الجزائر الذي يعد من أقدم مقالاتها.
وتواصلت إصدارات الفقيدة، ففي سنة 2007 نشر لها مقال حول الجيش الانكشاري في الجزائر، وآخر حول مؤسسة أوقاف سبل الخيرات في الجزائر خلال العهد العثماني، وكان ذلك في نطاق كتاب مشترك بعنوان «الدولة الجزائرية الحديثة ومؤسساتها»، وهو مشروع بحث كان تحت إشراف الدكتوراة المرحومة عائشة غطّاس، ومقال لها حول كيفية كراء الأملاك المحبسة في الجزائر العثمانية، تخليدا لزميلتها الراحلة الأستاذة عائشة غطاس.
ومن بين أعمالها أيضا أطروحة ماجستير بعنوان: «التنافس الفرنسي الإنكليزي في الجزائر وموقف الباب العالي منه» التي أشرفت عليها وتمّت مناقشتها بمعهد التاريخ بجامعة الجزائر سنة (1997)، حيث تولى الدكتور سعيدوني الإشراف على تحضيرها لرسالة الدكتوراه، قبل أن تتولى الأستاذة د. راندي دغيلام، متابعة الإشراف على رسالتها في موضوع «مؤسسة سبل الخيرات الشرفة على المساجد الحنفية بمدينة الجزائر (1700-1830)»، والتي حصلت بها على الدكتوراه بدرجة الامتياز من جامعة إيكس - آن -بروفانس (2012).
بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية بمدينة الجزائر أثناء الفترة العثمانية، دراسة حول الدور التعليمي للمساجد والزوايا والمدارس والكتاتيب، بحث قُدم في المؤتمر الدولي حول العلم والمعرفة في العالم العثماني (إستانبول، 1999)، نُشر ضمن أعمال المؤتمر، مركو إرسيكا، 2000، ص ص 112-123.