نتلقى الدعم من المحسنين وبلدية الأبيار سندنا القوي
تعد جمعية الرسالة الخيرية من الجمعيات النشطة على مستوى بلدية الابيار بفضل الاعمال التي تقوم بها على مدار السنة حيث أكد رئيسها خير الدين ولد مادي في حوار لـ «الشعب» ان الهدف الاول الذي دفعه لانشاء هذه الجمعية هو خدمة المجتمع و المساهمة في احتواء فئة الشباب بطريقة ايجابية من خلال دمجها في العمل التطوعي.
لم يفوت خير الدين الفرصة ليبرز من خلال هذا الحوار المطول أهم النشاطات التي تقوم بها الجمعية التي يرأسها خاصة خلال الشهر الفضيل الذي عرف تنظيم الجمعية لمطعم الرحمة الذي وفر أكثر من 18 ألف وجبة افطار على مدار شهر كامل وهو ما يؤكد الدور الايجابي الذي تلعبه الجمعية على مستوى المجتمع.
تعاني جمعية الرسالة من بعض العقبات في ممارسة نشاطها رغم الدعم الكبير الذي تحظى به من طرف بلدية الابيار التي تساعدها في تأدية وظيفتها على أكمل وجه في الميدان، إلا ان الغائب الاكبر بحسب ولد مادي هو « دعم وزارة التضامن التي لم تقم بأي خطوة ايجابية تساهم في زيادة المبادرات الخيرية».
(الشعب) : متى نشأت الجمعية وكيف تحفز الشباب على ممارسة العمل التطوعي ؟
ولد مادي - جمعية الرسالة الخيرية هي جمعية فتية حيث أنشاناها في 2015 ولها طابع بلدي لحد الآن. نشاطنا محصور على مستوى بلدية الابيار فقط رغم ان طموحنا كبير من اجل التوسع أكثر والانفتاح على البلديات الاخرى وهو الامر الذي قد يحدث خلال الفترة المقبلة.
لدينا عدة أهداف من خلال انشاء هذه الجمعية منها الاهداف الظرفية والاهداف المستقبلية أو بمعنى أصح الاهداف العامة التي تخدم المجتمع الجزائري و الاهداف قريبة المدى و التي تكون ملموسة على ارض الواقع.
العمل الخيري يحتل الأولوية، كيف تجسّدون المبادرات في الميدان؟
طبعا العمل الخيري في صلب اهتماماتنا. ومن بين الاهداف التي نسعى لتحقيقها بصفة عامة هي تنمية المجتمع والعمل على رفعته وترقيته باستمرار. فمن خلال هذه الأعمال الخيرية يتم تطوير ما في المجتمع من خدمات ويتم المحافظة عليها حيث أنه ينبع من رغبة الفرد الداخلية وشعوره النبيل فيخرج هذا العمل على أفضل صورة.
كما أاننا نلعب دور الوسيط من خلال مساعدة غير القادرين على الحصول على الخدمات حيث أن بعض الأفراد يفتقدون للإمكانية التي تؤهلهم لذلك. ولكن من خلال العمل التطوعي فإن المتطوعين يقدمونها لهم دون مقابل وبرحابة صدر.
تحفيز الشباب على ممارسة العمل التطوعي يكون من خلال ابراز المكاسب التي سيتحصلون عليها والتي لها علاقة مباشرة بشخصيتهم مثل اقامة العلاقات الجديدة وبناء الصداقات المختلفة. فالعمل التطوعي يساعد التعرف أكثر على بعض الأشخاص والتواصل معهم مما يوطد العلاقات وتعد فرصةً ممتازةً للذين يعانون من صعوبات التواصل مع الآخرين.
كما ان العمل التطوعي يساهم في بلورة شخصية الشباب والأفراد في المجتمع من خلال تلمسهم لحاجات مجتمعهم والتعرف على القضايا التي تخصّه عن قرب، مما يزيد من انتمائهم للوطن وزيادة قدرتهم على المشاركة الفاعلة والرسمية في الشؤون السياسية والاجتماعية.
كيف تتم عملية الانخراط والانتماء بالنسبة للشباب؟
الانتماء الى الجمعية بالنسبة للشباب الموهوبين في بعض المجالات يعد فرصة مهمة لهم من اجل تنفيذ أفكارهم وتطبيقها على أرض الواقع والتعبير عن آرائهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم في حل المشاكل والتوصل للحلول الناجعة.
كما لا يخفى عليكم ان عدو الشباب هو الفراغ الذي لو لم يتم استثماره بطريقة ايجابية قد ينعكس سلبا على الشباب من خلال الاختلاط ببعض الفئات الضالة التي تقوم بالاستثمار السلبي في هذه الفئة المهمة و تقوم باستغلالها في تدمير المجتمع. وأهم شيء نقوم به هو استثمار أوقات الفراغ عند الشباب بأشياء مفيدة ونافعة بدلاً من تفريغها في وجهات غير جيدة وإشباع رغبة الشباب في النجاح وزيادة ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على الإنجاز.
أنشطة تحت المجهر
ما تقييمكم لنشاط الجمعية على مدار السنة؟
قمنا بنشاطات كثيرة ومتنوعة بين ما هو مناسباتي وما هو يومي، يعني ما نقوم به على مدار العام . ومن أنشطتنا في إطار العمل الجمعوي عمليات الختان الجماعي التي نقوم من خلالها بتوزيع بعض الهدايا وهذا كله بعد القيام بعملية التحاليل الطبية للأطفال بالتنسيق مع المستشفيات لأن صحة الأطفال فوق كل اعتبار ولا يجب المخاطرة بها اما خلال شهر رمضان المنقضي فقد قمنا بتوزيع قفة الشهر الكريم على العائلات المحرومة والمعوزة حيث وزعنا 200 قفة، اضافة الى انشاء مطعم الرحمة على مستوى الابيار والذي كان مقره احد المدارس حيث وفرنا أكثر من 18 ألف وجبة افطار، طيلة الشهر الفضيل. كما شاركنا الجمعيات الاخرى في تنظيم الندوات الفكرية والعلمية التي نقوم من خلالها بذكر السيرة النبوية في الشهر الكريم . أما بالنسبة لمناسبة العيد فقد وزعنا ألبسة على المحتاجي . وزرنا المرضى عبر المستشفيات المتواجدة على مقربة منا وتقاسمنا فرحة العيد معهم.
هل هناك أنشطة أخرى خارج هذا الاطار؟
تتضمن الجمعية نشاطات اخرى مثل برنامج الدخول المدرسي حيث نقوم في هذه الفترة بتوزيع الكتب المدرسية وشبه المدرسية، أما بالنسبة للفاتح من شهر جوان، فنقوم بمجموعة من الانشطة لفائدة الاطفال ومن بينها تنظيمنا لجلسات ترفيه على مستوى الحديقة، وهناك ايضا مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وعلى غرار كل هذه النشاطات التي نزاولها هناك بعض الاعمال التي نقوم بها بشكل يومي مثل توزيع الملابس والاغطية ومرافقة العائلات المعوزة وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم و خلال العطلة .
نقوم أيضا بتنظيم رحلات للاطفال الى بعض المرافق على مستوى العاصمة وحتى خارجها والهدف منه هو المساهمة في تكوين شخصية الطفل بطريقة ايجابية.
نهدف من خلال هذه النشاطات الى رسم البسمة على وجوه الفئات المحرومة كما نسعى لنكون واسطة بين المحسنين والمحتاجين وحتى الادارات العمومية وهذا لتسهيل طرق التواصل بين جميع الفئات الاجتماعية ومحاربة البيروقراطية والمساهمة في العمل الخيري، كما نعمل على الحد من ظاهرة الامية في وسطنا الاجتماعي.
اتصال وتواصل
ماهي مكانة وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز دوركم الاجتماعي؟
نولي اهتماما كبيرا بوسائل التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك حيث نمتلك صفحة خاصة بنا وهي نشطة للغاية ونقوم من خلالها بالتعريف بمختلف النشاطات اليومية عبر الصور والفيديوهات والتي تلقى رواجا كبيرا، وهذا من خلال التفاعل الكبير لرواد الصفحة مع هذه النشاطات.
ولا يخفى عليكم انه على غرار كل الجمعيات الخيرية سواء تلك التي تنشط على المستوى المحلي أو الوطني، نهتم كثيرا بوسائل التواصل الاجتماعي والمراهنة على دورها الاتصالي والإعلامي الفعال في الوصول إلى فئات واسعة من أفراد المجتمع خاصة الشباب لاستقطابه إلى العمل الجمعوي والانخراط فيه مما عزز كثيرا دور مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في دعم العمل الجمعوي وجعله أكثر قبولا وحضورا في المجتمع، بعدما كان الاطلاع على النشاطات الجمعوية التي تنظم للصالح العام مقتصرا على فئة معينة.
للقيام بكل هذه الاعمال، أكيد هناك مصدر دعم، من أين تأتون بذلك الدعم المادي؟
لا أخفي عليكم أننا لم نتحصل على الدعم المالي السنوي من طرف وزارة التضامن لحد الآن والدعم الوحيد من السلطات العمومية كان من طرف بلدية الابيار التي وقفت الى جانبنا، خاصة من خلال توفير الاماكن التي نقوم بممارسة نشاطاتنا الخيرية فيها على غرار ما حدث خلال شهر رمضان عندما قامت بلدية الابيار بمنحنا مدرسة موجودة على مستوى الحي من أجل تخصيصها لمطعم الرحمة وبالتالي دعم البلدية موجود وساندتنا في كل الخطوات التي قمنا بها.
لكن الغريب هو غياب دور وزارة التضامن التي لم تقدم بدعمنا لحد الآن رغم كل المجهودات التي نقوم بها من أجل خدمة المجتمع و المساهمة في اندماج الشباب في العمل الخيري و التطوعي، و فيما يخص الوسائل التي نحصل من خلالها على الدعم أؤكد ان فاعلي الخير يقومون بدعمنا من خلال توفير كل المستلزمات التي نريد ومثلا قبل شهر رمضان أعلنا أننا سنقوم بتخصيص مطعم للرحمة وجاءنا الدعم في اليوم الموالي من طرف العديد من فاعلي الخير الذين وفروا لنا كل المستلزمات من خضر و فواكه و كل ما يفيد المبادرة و نفس الامر بالنسبة لملابس العيد حيث توفرت بوفرة، رغم ان معظمها مستعمل لكنها جديدة وهو ما يعكس التلاحم بين أفراد المجتمع الجزائري الذي تعمل الجمعية ما في المقدرة من أجل تكريسها قولا وعملا.