الممثل والمخرج عبد النور بوبكر لـ “الشعب”:

إخــــــــــراج فيلــــــــــم ثــــــــــــوري يـــــــــــروي قصـــة جــدي الشهيـــد طموحــي

حاوره: محمد مغلاوي

المخرجون الشباب يعانون نقص التمويل يعرقل تجسيد أفكارهم

مشواري الفني بدأته بإنتاج ريبورتاج عن عمالة الأطفال بالجزائر


عبد النور بوبكر، من مواليد 23 / 02 / 1991 بمدينة أم البواقي، خريج جامعة “العربي بن مهيدي” بأم البواقي، إعلام واتصال - تخصص سمعي بصري، خريج المعهد الوطني “جحام عبود” تخصص تصميم الحدائق، عضو مؤسس لجمعية “أوماثن راشاوين” الثقافية، رئيس نادي السمعي البصري ونادي البيئة بالجمعية، أستاذ متعاقد بدار الثقافة نوار بوبكر، ورشة السمعي البصري لمدة سنتين، تدريس إعلام واتصال، مخرج لمجموعة من الأفلام والريبورتاجات الهادفة. يتحدث في هذا الحوار الذي خص به “الشعب” عن بدايته في عالم التمثيل والإخراج وأهم إنجازاته وطموحاته المختلفة.


الشعب: كيف كانت بداياتك مع عالم الإخراج والتمثيل؟، ما هي أعمالك المنجزة لحد الآن والجوائز التي تحصلت عليها؟
 عبد النور بوبكر: مشواري الفني بدأته بإنتاج ريبورتاج عن عمالة الأطفال بالجزائر، لأنطلق بعدها في مغامرة إنتاج الأفلام القصيرة، فصورت أول فيلم لي بعنوان “لا وعد –No Promis “ الذي شاركت به في المهرجان الوطني للفيلم الجامعي القصير بولاية باتنة، تلاه فيلم “أسيرة الألم” وفيلم “ليلة رعب”، ثم فيلم “ما ذنبي” حول قضية اختطاف الأطفال بالجزائر، فالفيلم الأمازيغي “اسقاس إملال” الذي حُوِل عنوانه فيما بعد إلى “الطير المهاجر” بالإضافة إلى الفيلم الأخير إنتاج نوفمبر 2016 بعنوان “حرب الظلال” الحاصل على المرتبة الثالثة في المهرجان الوطني للفيلم الجامعي القصير الطبعة الثالثة 2016 بحضور كل من الممثلين المشهورين حكيم دكار وصالح أوقروت، بالإضافة إلى جملة من المخرجين الجزائريين والممثل التونسي  خالد بوزيد المشهور بــ«الفاهم”.
إضافة إلى ذلك هناك أعمال أخرى كثيرة من أهمها ريبورتاج في المسابقة الإبداعية الطلابية بأم بواقي 2015، فيلم “أسيرة الألم” الذي يروي قصة فتاة فقيرة لم تستطع توفير مصاريف دراستها بالجامعة ما جعلها محط سخرية من قبل أستاذة متكبرة، حاصل على المرتبة الثانية في مسابقة إعلامية الموافقة لليوم العالمي لحرية الرأي والتعبير، فيلم “ما ذنبي” الذي يتحدث عن ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر التي استفحلت مؤخرًا ببلادنا، حصل هذا الفيلم على المرتبة الثانية في المهرجان الوطني للفيلم القصير الجامعي بباتنة بفارق صوتين عن الأول، عرض هذا الفيلم في أيام وملتقيات وطنية بالجامعات لأهمية الموضوع المعالج، حيث حصل على مجموعة من الشهادات والتكريمات.. زد إلى هذا فيلم “الطير المهاجر” الفيلم الأمازيغي الذي حصد على عدة جوائز وكان له الحظ الأوفر في المسابقة الإعلامية الإبداعية بجامعة أم بواقي في 03 ماي 2016، حيث تحصل على جائزة أحسن فيلم قصير، جائزة أحسن عمل متكامل، جائزة لجنة التحكيم للعمل المتميز، والمرتبة الثانية في جائزة الجمهور بفارق صوت واحد عن المرتبة الأولى. كان ذلك بحضور جملة من المخرجين والفنانين والأساتذة الجامعين، يروي هذا الفيلم أحداث الهجرة وترك الثقافة والتخلي عن الأرض، حيث دارت أحداث هذا الفيلم في بحيرة جافة بأم البواقي، واستغرقنا عامين لتصوير هذا الفيلم ما جعله أكثر قوة في توظيف المناظر التي تعكس الأحداث الملائمة للفيلم.
فيلم “حرب الظلال” من إنتاج نوفمبر 2016 يعالج هذا الفيلم قضية انكسار الأمة العربية والحروب الذاتية القائمة بين ذاتية الإسلام والمسلمين وتنظيم “داعش” الإرهابي وموقف الدولة من ذلك، عولج هذا الفيلم بطريقة فلسفية إخراجية من خلال بناء مدينة وشخصيات ودبابات وجيوش بالورق الأسود، حيث بنيت وتراصت لتصوير على شكل ظلال تتصارع من أجل الحرية، تدور أحداث هذه الحرب ما بين بداية الآذان ونهايته بدخول تنظيم مجهول المدينة والشروع بهدم المساجد والمدارس والمعالم التاريخية للمدينة، لتتدخل الجيوش وتنهي تلك الحرب مخلفًا ورائها دمارا شاملا، وهو ما يعكس حالة الوطن العربي اليوم، حصل هذا الفيلم على المرتبة الثانية وطنيًا بحضور ضيوف الطبعة الثالثة للمهرجان الوطني للفيلم القصير الجامعي، ومخرجين كبار وأساتذة وجامعيين في تخصص النقد السينمائي، بالإضافة إلى فيلم “دقيقة برك” من إخراج الزميلة “إيمان” والذي رشح لجائزة أحسن عمل منافس وجائزة أحسن سيناريو بالمهرجان.
ماذا عن تجربتك في التمثيل؟
 شاركتُ في فيلمين كممثل هما “ما ذنبي” عن دور المجرم الخاطف للأطفال، والذي عشتُ من خلاله الحالة النفسية التي يمر بها الأطفال المختطفون والذي أدى دورهُ الطفل الموهوب نور الإسلام عمي، قمت بتمثيل دور المغترب في فيلم “الطير المهاجر”، وكان ذلك بسبب غياب الممثل المؤدي لذلك الدور عن حصة التصوير، وأيضًا كانت الدلالات السيميولوجية المتضمنة في ذلك الفيلم جد مهمة لذا تحتاج من يجسدها كريزمة إخراجية وإبداعية في آنٍ واحد.
بعيدا عن التمثيل والإخراج، ما هي مواهبك الأخرى؟
 أهوى كثيرا التصوير الفوتوغرافي والرسم بالسكين، من خلال رسمي لمجموعة من اللوحات الفنية التي تعكس مناظر طبيعية باستعمال الألوان الزيتية، شاركتُ بها في عدة معارض وطنية وحاصل على شهادة الريشة الذهبية في الرسم بالسكين بأم البواقي.. زد إلى هذا عازف كمان بالطريقة الكلاسيكية “يوهان سباستيان باخ” لمدة 04 سنوات الطور الثاني.
حدثنا عن الصعوبات والعواقب التي واجهتك؟
 الجزائر لا تزال متراجعة نوعًا ما في عملية إنتاج السمعيات البصريات، وهذا راجع لعدم اهتمام الجهات المعنية بالثقافة والسينما، خاصة مع تأخر قرار اعتبار السينما صناعة. حيث لا توجد الثقة المتبادلة بين المخرجين الكبار وعدم المبادرة في انتشال هذه المواهب والاستثمار بها، ومحاولة رفعها إلى الميدان الإخراجي الجدي، هذا إلى جانب نقص التمويل، حيث نعتمد أساسا على التمويل الذاتي وكراء كاميرات بأسعار مرتفعة من أجل تجسيد أفكارنا مع عدم وجود دعم لهذه المواهب.. وكذا الخوف من سرقة الأفكار وإعادتها في قالب غير مباشر من قبل الآخرين، ما يمنع نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد التكريمات والمشاركات في المهرجانات الوطنية لا نتلقى أيّ عروض للعمل أو عروض في أيام وملتقيات وطنية.. فنحن منسيون !
ماهي طموحاتك؟
 الحصول على درجة الدكتوراه في الإعلام وإكمال دراساتي العليا بالخارج، كما أطمح أيضًا إلى إخراج فيلم ثوري يروي قصة جدي الشهيد موسى بوبكر رحمهُ الله، وكتابة قصة معاناة عائلة أبي من جراء الاستدمار الفرنسي بسبب كونها عائلة ثورية بامتياز.
هذا إلى جانب طموحي لإنهاء سيناريو فيلم “المنتقمة الحسناء” الذي يروي قصة الحضارة الجابونية بلمسة جزائرية لأسطورة الإمبراطورية الثالثة.
هل من رسالة للمسؤولين؟
 أقول لأصحاب القرار الرجاء الاهتمام بفئة الشباب والمخرجين الصغار، وخريجي الجامعة، وتوظيف قدراتهم وأفكارهم على أرض الواقع، وتبني مشاريعهم المستقبلية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024