مشروع “دراستك” للتواصل بين الأساتذة والإداريين وأولياء التلاميذ
يجب وضع الثقة في الشباب وتقديم لهم جميع التسهيلات
هشام مباركي، هو مقاول ومطور انترنت، من مواليد 21 أوت 1990 بوهران، متحصل على عدة شهادات في الإعلام الآلي والأنفوغرافيا من مدارس بالباهية، وشهادات أخرى من الأكاديمية الأمريكية “سيسكو” و”ميكروسوفت” ومدرسة “أي.سي.دي.ال” الإيرلندية. تلقى تكوينا خاصا بفرنسا في ميدان تطوير الانترنت وآخر بالبرتغال تخصص نظم الإعلام الآلي الذكية. قام بتجسيد مشروع “دراستك” في 2014، وشارك في عدة مسابقات وتظاهرات شبانية للمقاولاتية و”ستارت آب”. يتحدث في هذا الحوار مع “الشعب” عن بداياته في عالم المقاولاتية وأفكاره ومشاريعه.
الشعب: كيف كانت بداياتك مع عالم المقاولاتية؟
هشام مباركي: بداياتي الفعلية كانت في سن الـ21، ساعدني في ولوج ميدان المقاولاتية عاملان أساسيان، هما المحيط الذي كنت أعيش فيه، والوالدان اللذان كانا السند القوي لكل أفكاري ومشاريعي، كما استفدت كثيرا من تجربة الأب الذي كان مسؤولا عن مؤسسة في مجال الإعلام الآلي، وهو ما ساهم بشكل كبير في اقتحامي هذا الميدان بكل ثقة، كما يمكن اعتباره حلم الطفولة، لأنني أردت منذ الصغر أن أكون طرفا مساهما في تحسين الحياة اليومية للناس، وكنت أحلم بإنشاء مؤسستي الخاصة لتجسيد أفكاري وخلق إنتاج أو خدمة من شأنها أن تساعد الجميع.
حدثنا أكثر عن مشروعك الأخير “دراستك”؟
فكرة إنشاء مشروع “دراستك” جاءت أثناء فترة التعليم والتكوين الذي حصلت عليه في الخارج موسم (2010/2012)، وبعد رجوعي للجزائر لاحظت أن نسبة الفشل في الدراسة ببلادنا كانت عالية نوعاما، وهو ما جعلني ألجأ لإجراء عملية تحقيق وبحث سمحت لي باكتشاف أن المشكلة تكمن في التأطير والتوجيه والمتابعة والمراقبة الأسرية للتلاميذ، والتي تعمقت في السنوات الأخيرة رغم أن الحلول موجودة، منها ما تم تطبيقه في دول أخرى أعطت نتائج جد هامة في تحسين مستوى التلاميذ، لكن تلك الحلول غائبة تماما في الجزائر.
هذا الأمر دفعني إلى إنشاء مشروع “دراستك”، الذي يعتبر أول شبكة اجتماعية دراسية “كا 12”، يهدف إلى تحقيق تقارب بين الأولياء والتلاميذ والإدارة والمعلمين، يسمح للمدرسة باستخدام حل واحد لإدارة البيانات والقيام بجميع الإحصائيات في الوقت الفعلي، وتقديم مختلف النسخ والملاحظات، مع خوارزمية مبتكرة تمكن المستخدم تلقائيا من معرفة كل الأمور التعليمية الموجودة بالمدرسة. هذه الخوارزمية تتقاطع مع مختلف المعطيات والملاحظات والبرنامج الزمني، وقائمة التلاميذ في كل قسم للحصول على جدول زمني أمثل لكل فئة، الذي من شأنه تحسين النتائج الدراسية ورفع مستوى التعليم. مع وضع خاصية تمكن تلقائيا الوالدين من الحصول على الشهادة ومعرفة الوضعية التعليمية للأبناء دون التنقل أو طلبها واسترجاعها من الإدارة، وهذا من خلال الرسائل الفورية التي تسمح بالربط والتواصل بين المعلمين وأولياء الأمور والتلاميذ في نفس الوقت.
أي جدوى لهذا المشروع وتطبيقاته؟
من خلال هذا المشروع الإلكتروني، يمكن لكل الأطراف المذكورة آنفا الاطلاع على المواد التعليمية المتاحة والدورات والاختبارات والجدول الزمني الأسبوعي بسهولة عبر الانترنت، مع التنبيه لكل التغييرات التي تحدث. كما يسمح المشروع للجميع بإرسال الرسائل والقيام بالاتصالات بين المعلمين والأولياء والتلاميذ أو طلب المعلومات من الموظفين والإداريين، بما في ذلك إجراء المحادثة مع الزملاء في القسم دون الحاجة للتنقل.
بدأ تطوير مشروع “دراستك” في عام 2013 وتم إطلاقه رسميا في عام 2014، حيث تم استخدام النسخة بالفعل في المؤسسات الخاصة، وسوف يتم الشروع في نسخة أخرى جديدة أكثر قوة وذكاء في الأشهر المقبلة، وهناك تفكير من أجل تعميمه على المدارس العامة، كما قدمنا المشروع إلى وزارة التربية الوطنية في عام 2015، ونحن مازلنا ننتظر الرد والحصول على تقييم لهذا المشروع من تلك الهيئة.
قبل “دراستك” قمت بتجسيد مشروع “ديناميك واب سلوشنز”، الذي يعتبر أول مشروع “ستارت آب” قمت به، وكان ذلك في سن الـ21، وهو مازال لحد الآن في الاشتغال، عبارة عن وكالة لتطوير وتقديم حلول الويب، تقوم بمهمة استشارية لشبكة الانترنت والاستراتيجيات الرقمية.
كيف كانت مشاركتك في النشاطات والتظاهرات الخاصة بتطوير الانترنت؟
بالفعل فقد شاركت في الكثير من الأحداث والتظاهرات، وخضت أول منافسة في عام 2010، بالأولمبياد الوطنية للحرف والمهن التي نظمت من قبل وزارة التكوين والتعليم المهنيين، وتحصلت حينها على الجائزة الأولى، وفزت بعدها على جائزة ثانية في “غلوبال اونتروبرونورشيب ويك” عام 2012، ومنذ تلك السنة ركزت بشكل كبير على تطوير مشروعي إلى غاية العام الماضي، الذي شهد نشاطات مكثفة، حيث نافست شباب في مسابقة “ستارت آلتيتيد ألجيري”، وفزت رفقة الزملاء بالجائزة الأولى وطنيا، كما شاركت في التظاهرة العالمية “ستارت أب اسطنبول”، التي كانت فرصة للالتقاء مع المستثمرين من جميع أنحاء العالم والحديث مع مسؤولي شركات عالمية مثل “تويتر”، “غوغل”، “آي بي أم” و«كوش سرفينغ”..
كيف ترى واقع المقاولاتية في الجزائر ؟
ميدان المقاولاتية في الجزائر شهد تطورا ملحوظا، لكنه ما زال لم يصل إلى المستوى المأمول والمطلوب، لذلك من الضروري حاليا أن يفهم الجميع بأن المستقبل هو للاقتصاد الرقمي، ويجب أن يتم الوثوق في فئة الشباب وتقديم لهم مختلف التسهيلات مع تخفيف الإجراءات الإدارية والمالية، بهدف الحصول على تمويل جيد يسمح بتجسيد مختلف المشاريع، حيث أن 95٪ من المشاريع الرقمية التي أنشأها الشباب من تمويلهم الذاتي، وهو السبب الذي يجعلها تأخذ الكثير من الوقت ويتأخر تجسيدها طويلا، فالعقبة الرئيسية بالنسبة للشباب ليست في الفكرة ولكن في الدعم والتمويل الذي يؤدي إلى تطوير تلك الأفكار وتجسيدها على أرض الواقع. هنا لابد من التنويه ببعض المسابقات التي تهتم بأفكار ومشاريع الشباب مثل “تي ستارت أوريدو”، “سيدستارز”.. وغيرها، فرغم أنها لمؤسسات متعددة الجنسيات، إلا أنها برامج مهمة لدعم ومرافقة مشاريع الشباب.
في رأيك ماهو المقاول الناجح؟
بالنسبة لي المقاول الناجح هو الذي لا يستسلم للعوائق ولا يفشل وينهض من جديد، ويجد الحلول للمشاكل. ومع الأسف يوجد العديد من المقاولين يتخلون عن مشاريعهم مع حدوث أول عقبة.
هل من نصائح تقدمها للشباب والمقاولين؟
على جميع الشباب أن يحبوا عملهم ومجال تخصّصهم، وأنصحهم بالاقتناع بما يقومون به. أما أصحاب المشاريع الشباب فأدعوهم إلى عدم الاستسلام في الأوقات والظروف الصعبة، لأن البداية دائما تحمل معها تحديات ومشاكل، وعلى الشباب السعي نحو النجاح والمثابرة الدائمة والإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم التي يملكونها، وعدم الاهتمام بما يقال هنا وهناك من أمور سلبية، وتجاهل من يحاولون إفشال وتحطيم مشاريعهم.
ماهي مشاريعك وطموحاتك؟
سأعمل جاهدا رفقة فريقي في تطوير مشروع “دراستك” وتعميمه لرفع مستوى التعليم ببلادنا بطريقة ذكية وإلكترونية جد فعالة. كما نهدف إلى تصدير المشروع إلى دول أخرى ناشئة توجد بها معدلات مرتفعة في التسرّب المدرسي ويغيب فيها التأطير الجيد والرقابة والمتابعة الأسرية.