ألح، عبد الجليل عريف، رئيس لجنة الشؤون الدولية ببرلمان الشباب الإفريقي الأوروبي، والمتخصص في مجال تنمية القدرات البشرية، على ضرورة تأسيس مجلس وطني للشباب، يكون ملتقى لأفكار هذه الفئة ومرصدا للمواهب والطاقات الشبابية، يسمح بالاتصال والتواصل والاستفادة من التجارب والخبرات، ويساعد على تطوير مختلف السياسات والكفاءات من أجل مردودية أفضل.
وأكد عريف، في حوار مع “الشعب”، أنه انطلاقا من كون الشباب هم رجال الغد والاهتمام بهذه الشريحة والتكفل بمشكلاتها أصبح مطلبا أساسيا لمشاركة فاعلة لهذه الطاقات المنتجة، من الأهمية بمكان أن يؤسس مجلس وطني للشباب، يقوم بدور فعال في التأسيس لمرحلة جديدة من الاتصال والتواصل، وتفعيل العنصر الشبابي في مختلف المناقشات والأنشطة.
وقال عريف أنه منذ لقاء أكتوبر 2007 بين الحكومة والولاة، سعت الدولة الجزائرية بمختلف مؤسساتها إلى إحداث نقلة نوعية، وبمشاركة واسعة لمختلف الوزارات والقطاعات والمؤسسات، من أجل وضع سياسة وطنية شاملة ومتكاملة تسمح بالتكفل بالشباب ومشكلاتهم وانشغالاتهم، ورسم آفاق مستقبلية لهذه الشريحة الهامة من المجتمع، وعلى أساسها جاءت فكرة إنشاء مجلس وطني للشباب، مضيفا أن الفكرة هي وليدة لقاءات مختلفة مع رواد جزائريين شباب أكفاء، يتمنون أن تُسمَع آرائهم وأفكارهم من أجل دعم مختلف المشاريع وتجسيد الحلول على أرض الواقع وتقييم مستمر لأوضاعهم.
وذكر عريف أنه تم تقديم ثلاثة اقتراحات للإطار القانوني للمجلس الوطني للشباب، إما أن يكون هيئة إدارية مستقلة تنشأ بمرسوم رئاسي، أو مؤسسة عمومية إدارية تحت وصاية وزارة الشباب تنشأ بموجب مرسوم وزاري، أو إنشاء جمعية ذات طابع غير حكومي تنشط على المستوى الوطني.
وفيما يخص الأهداف، أشار عريف أن المجلس سيكون هيئة استشارية يهدف إلى تعميق انتماء الشباب للوطن والولاء له، واحترام الدستور وسيادة القانون ومبادئ ثورة الفاتح نوفمبر 1954، وتنشئة شباب متمسك بعقيدته منتم لوطنه وأمته واع لموروثها الحضاري وقيمها، متحل بروح المسؤولية، قادر على تعزيز النهج الديمقراطي والتعددية الفكرية واحترام حقوق الإنسان والتعامل مع معطيات العصر والتقنيات الحديثة، إلى جانب إبراز قدرات طاقات الشباب المبدعين والموهوبين واستثمارها بما يكفل مشاركتهم الفعالة في التنمية المستدامة، وترسيخ قيم العمل الجماعي والتطوعي وتشجيع الشباب على الإبداع، موضحا أن المجلس سيكون ممثل الجزائر لدى الجهات والمنظمات الاقليمية والدولية ذات العلاقة.
وكشف عبد الجليل عريف، أنه لأجل ذلك راسل والي وهران ووزارة الشباب، وتم تقديم الخطوط العريضة للمشروع لرئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، ووزير الشباب والرياضة محمد تهمي، الذي بدوره رحب بفكرة المشروع، وعقدت جلسة نقاش على مستوى الوزارة، مؤكدا أنه ينتظر الرد وإذا لم يتجسد المجلس في الميدان فإنه سيسعى رفقة زملائه إلى تأسيس جمعية لتحقيق نفس الأهداف.
الجزائري الإفريقي الوحيد
57 شابا أجنبيا نافسوه على رئاسة اللجنة ببرلمان الشباب
تمكن، عبد الجليل عريف، من انتزاع منصب لجنة الشؤون الدولية ببرلمان الشباب الإفريقي الأوروبي ببرلين الألمانية. وعن ذلك يقول عريف “تمثيلي للجزائر في العديد من المحافل الدولية، سمحت لي باكتساب خبرة شخصية ومهنية في التعامل مع ممثلي المجتمع المدني والرواد الشباب محليا ودوليا، وهو ما اقنع المشاركين للتصويت عليّ لترأس لجنة الشؤون الدولية ببرلمان الشباب الأوروبي الإفريقي”. وأضاف “انعقد هذا الحدث لأول مرة بين شباب القارتين الأوروبية والإفريقية، لمعالجة مواضيع تهم الشأن الدولي ومجرى العلاقات الثنائية الأوروبية الإفريقية، وكان ذلك من 24 مارس إلى غاية 4 أفريل 2014، أين أجريت دورة الجمعية العامة على مستوى غرفة نواب برلمان ألمانيا ببرلين، بحضور وزراء وشخصيات سياسية، من بينهم ممثلو الاتحاد الإفريقي ومسؤولون ألمانيون، ورئيس البرلمان الأوروبي و130 نائب شاب، وتم إصدار توصيات حول مواضيع هامة، تكفلت بها ثماني لجان منها لجنة الشؤون الدولية التي رجعت رئاستها لي لمدة عام”.
وقال عريف، أنه يتشرف بكونه الجزائري والإفريقي الوحيد الذي ترأس لجنة نواب الشؤون الدولية من أصل 57 متنافسا أجنبيا، وهذا كله ـ كما ذكر ـ بفضل تجاربه السابقة كأمين عام لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بشمال إفريقيا، وتسيير المناقشات وتأطير المداولات الشبابية من أجل تطوير مشاركة الشباب في رسم السياسات العامة.
استجابة للإنشغالات
استحداث منصب مندوب الشباب
دعا، عبد الجليل عريف، إلى استحداث منصب مندوب الشباب لدى الحكومة، يكون وسيط بين الشباب والهيئة التنفيذية، من أجل تبادل البرامج ورسم سياسات عامة وشاملة فاعلة للاستجابة لمختلف الانشغالات.
كما اقترح عريف، أن يكون للجزائر مندوب الشباب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على غرار كثير من دول العالم، يمثل البلد في مختلف الاجتماعات واللقاءات التي تجريها الوفود، لأجل وضع خطط وبرامج لتنمية قدرات هذه الشريحة في مختلف القطاعات. والهدف الأساسي من استحداث المنصب ـ كما قال ـ هو تفعيل دور الشباب الجزائري على المستوى الخارجي، مشيرا إلى أنه تم تقديم ملف كامل وشامل عن المشروع لمديرية مكتب الأمم المتحدة بوزارة الشؤون الخارجية.
في سياق آخر، قال عريف أنه ينظم من حين لآخر دورات تدريبية وحلقات دراسية حول القيادة وإدارة التنمية البشرية على المستوى المحلي والوطني، تساعد الشباب على تطوير مهاراتهم وصقلها في ميادينهم العملية، مشيرا إلى أنه يسعى جاهدا لأن تكون تلك البرامج نوعية تستجيب لتطلعاتهم.
وفي هذا الشأن، ذكر أنه سيشارك اليوم وغدا بمدينة سطيف في دورات تدريبية حول كيفية تفعيل دور الشباب في اتخاذ القرار، كما سيحضر في نهاية الشهر الجاري مؤتمرا سينعقد بتونس حول تطوير مشاركة الشباب، ومؤتمرا وطنيا لتطوير القيادة من تنظيم جمعية تنمية قدرات الشباب بوهران، وهو بصدد تنظيم ملتقيات دولية كالمؤتمر الدولي الإفريقي لنموذج الأمم المتحدة بنيجيريا.
وقال عريف، أنه لكي نوفر مستقبل أفضل للشباب، لابد أن تأخذ بعين الاعتبار الهيئات والجهات المعنية بشؤون الشباب انشغالات واهتمامات هذه الفئة، ومن الأهمية ـ حسبه ـ الاستماع والإصغاء لها، من منطلق أن الحوار والتشاور يساعد على تبادل الرؤى والأفكار المهمة وتجسيدها في الميدان، مشيرا إلى أن جلسات الحوار التي نظمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي “كناس” فكرة جيدة، لكن حبذا لو فُتح المجال لكل الشباب لإبداء آراءهم وتقديم اقتراحاتهم، التي من شأنها أن تفعل دورهم في العمل الاقتصادي والاجتماعي.
وأعتبر عريف، أنه من أجل غد أفضل لابد من التفكير في إعداد الشباب ليكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه في المستقبل، مشيرا إلى أن ارتباطه المستمر بتطوير العلاقات الشبابية وتفعيل دور الشباب على كل المستويات هو نابع من التزامه وحرصه على بناء مستقبل أفضل، ولن يكون إلا بتحضير الشباب بشكل جيد ليكونوا قادة الغد، مضيفا أن هناك برامج أخرى هو بصدد تأسيسها بغية تثمين مبادرات الشباب في مختلف الميادين لخدمة الوطن.
من أقواله
ـ فصل قطاع الشباب عن الرياضة، من شأنه أن يفتح آفاق للتواصل والاتصال بهدف الاستجابة لانشغالات وتطلعات الشباب.
ـ لابد أن نخلق ميكانيزمات وآليات الاستماع للشباب، عبر إنشاء خلايا إصغاء وملتقيات للحوار.
ـ رغبتي كانت كبيرة منذ الصغر لحضور الملتقيات والاحتكاك بالشخصيات ودراسة العلاقات الدولية والتواصل مع المنظمات الوطنية والدولية.
ـ لدي أصدقاء أستشيرهم في كل كبيرة وصغيرة، متواجدون بعدة ولايات.
ـ هناك جزائريون تحصلوا على براعة اختراع في الخارج، كان بالإمكان استغلالهم بالوطن.
ـ لا يجب اختزال مطالب الشباب في تأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لأن هناك مجالات أخرى يحتاج فيها الشباب للدعم.
ـ هناك جمعيات ومنظمات شبانية كثيرة، لكننا نهدف إلى تأسيس هيئة توحد كل الجهود والطاقات الشبانية.
ـ بطاقة الشاب جد مهمة، لكن لابد من تعميم استعمالها على جميع القطاعات.
عـــــريف في سطور
من مواليد 2 ماي 1992 بوهران
متحصل على شهادة البكالوريا علوم تجريبية 2010.
سنة أولى جامعي رياضيات وإعلام آلي.
ليسانس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية 2014.
خريج برنامج تعلم الإنجليزية أكسس الأمريكي.
مؤسس ورئيس جمعية تنمية قدرات الشباب بوهران.
المشاركة في مؤتمر نموذج الأمم المتحدة، كمفوض من المجلس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، من 30 جانفي إلى 04 فيفري 2011 في الدوحة بقطر.
المشاركة في مؤتمر “استعد لتنمية الشباب” بتونس من 26 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2011.
المشاركة في ندوة القيادة والتنمية بتونس مارس 2012.
عضو لجنة التقييم والمراجعة في ميثاق الشباب الأفريقي ديسمبر 2012.
أمين عام لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بأفريقيا، أبوجا ـ نيجيريا.
في سبتمبر 2013 عين كأمين عام لمؤتمر نموذج الأمم المتحدة بشمال أفريقيا الدولي بتونس حيث قام بتدريب أكثر من 120 شاب.
تمثيل الجزائر في المؤتمر الاقليمي للمتطوعين العرب بمسقط سلطنة عمان نوفمبر 2013.
عضو في اللجنة الخاصة المعنية بالشباب الأفريقي للحوكمة.
عضو في اللجنة الخاصة المعنية بمؤتمر الشباب الأفريقي والحكم بزامبيا أفريل 2014.
رئيس لجنة الشؤون الخارجية ببرلمان الشباب الأوروبي الأفريقي ببرلين ألمانيا أفريل 2014.