لجأ العديد من الشباب الجامعي المتخرج حديثا من الجامعة الى أساليب مختلفة من أجل كسب الرزق بالنظر الى الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في الحياة اليومية في ظل غياب مناصب العمل الجاهزة ولتعويض هذا الامر قاموا بعدة أمور جيدة تسمح لهم بإفادة المجتمع من جهة و الحصول على مقابل مالي من جهة اخرى .لم يكن من السهل على هذه الفئة من الشباب الجامعي إبتكار طريقة جديدة للربح تفيد جميع الأطراف من خلال الاعتماد على وسائل التواصل الإجتماعي التي تسمح لهم بالتواصل مع العديد من الأطراف و الفاعلين في المجمتع .
بعد مرور شهرين كاملين عن بداية الدراسة، في مختلف الأطوار التعليمية، شرع أولياء التلاميذ المقبلين على اجتياز مختلف الامتحانات مع نهاية هذه السنة الدراسية، في اختيار الأساتذة لتمكين أبنائهم من الدروس الخصوصية في مختلف المواد الأساسية خاصة بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط أو أولئك المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا.
في خضم كل ذلك، فإن مقرات مديريات التربية عبر مختلف ولايات الوطن لاتزال تشهد حركة غير عادية جراء توافد العشرات من الأساتذة يوميا للحصول على قرارات التعيين في المؤسسات التعليمية ومن الاحتياطيين الذين ينتظرون دورهم، خاصة منهم أولئك الذين تم تعيينهم السنة الماضية خارج ولاية إقامتهم، حيث يطمحون إلى الحصول على الموافقة من أجل الدخول لولاية إقامتهم للتخلص من معاناة ممارسة وظيفتهم في ولايات بعيدة ومايتكبدونه من متاعب التنقل والإقامة وغيرها، خاصة منهم الإناث، فيما يطمح الراسبون في مسابقات التوظيف إلى الحصول على عقود للعمل خلال الموسم الدراسي الجاري بصفة مؤقتة إلى حين الإعلان عن مسابقة جديدة للتوظيف في القطاع.
فيما سارع آخرون وحتى قبل بداية الدخول المدرسي إلى نشر إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن التلاميذ الراغبين في أخذ الدروس الخصوصية أو ما يعرف بدروس الدعم في مختلف المواد، والتي تحولت إلى ظاهرة في المجتمع ازدادت حدة في السنوات الأخيرة، بسبب بحث خريجي الجامعات وحتى الأساتذة عن مداخيل مالية إضافية من الدروس التي يقدمونها خارج الدوام الرسمي وأيام العطل الأسبوعية، فيما يبحث الأولياء لأبنائهم عن دعم لأبنائهم في مختلف المواد الأساسية التي يمتحنون فيها، لضمان نجاحهم في امتحانات نهاية السنة، رغم المبالغ المالية التي يدفعونها مع كل شهر لأستاذ الدروس الخصوصية، والتي لا تقل في أحسن الأحوال عن مبلغ 1000 د.ج للشهر الواحد وللمادة الواحدة، بينما يتم تقديم دروس خاصة لعدد من التلاميذ لا يزيد عددهم عن أربعة أو خمسة تلاميذ بمبالغ تتراوح بين 3000 د.ج 5000 د.ج للتلميذ الواحد وفي الشهر الواحد بمعدل أربع حصص في أي مادة تعليمية.
يتم انتقاء التلاميذ من طرف مقدمي الدروس الخصوصية بالتواصل المباشر أو عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى منصة لعرض خدمات الأساتذة الراغبين في تقديم دروس الدعم. ويرى الأولياء بأن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورية لكل التلاميذ، في ظلّ ما أصبحت تشهده المؤسسات التعليمية من إضرابات واضطرابات على مدار أيام السنة، فضلا عن تأثر التلاميذ بمختلف الأحداث التي يشهدها المجتمع باستمرار وهو ما يؤثر على تركيزهم وقدرة استيعابهم التعليمية، فضلا عن مشكلة الاكتظاظ التي تعاني منها المؤسسات التعليمية ومدى تأثير ذلك على مردود الأساتذة وفهم التلاميذ الذين يجدون أنفسهم مجبرين على البحث عن سبل أخرى لتلقي الدروس وفهمها بعيدا عن المدرسة.