رائد في الرقمية وخبير عالمي في المدن الذكية

البروفيســور ريـاض حرطانـي .. قصـة نجـاح

عمار حميسي

 

 حقق عديد الشباب الجزائري بالمهجر انجازات كبيرة في الرقمنة التي فرضت نفسها في عولمة الاتصال وذكاء المدن التي تتسابق الدول في تجسيدها باسرع سرعة وأقل كلفة. من هؤلاء الرواد في الذكاء الافتراضي رياض حرطاني الذي تجاوزت شهرته الحدود .وبات حديث العام والخاص. «شباب بلادي « تتوقف عند هذه الموهبة وترصد مسارها العلمي المعرفي وانجازاتها في محيط يضيق تحت منافسة الابداعات والاختراعات.
لم تكن بداية حرطاني في هذا المجال متوقعة بالنظر الى عدة عوامل،  أهمها انه لم يكن ينوي اختيار هذا الاختصاص، الا انه استطاع تحديد أولوياته بعد فترة وجيزة من تخرجه من الجامعة بالجزائر. وكان هدفه اختيار مجال يسمح له بتفجير طاقاته وهو الأمر الذي حدث وجعله حديث العام و الخاص في العالم .  يعتبر الجزائري حرطاني، علامة فارقة في مجال الذكاء الرقمي، حقق عدة انجازات في هذا المجال حيث كانت بداياته من الجزائر بعد ان تخرج من جامعة التكنولوجيا و نال مرتبة الشرف الاولى .  نال ليسانس في الهندسة ودرجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف بفرنسا . وفي سن  25 حصل من جامعة باريس على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي بتقدير امتياز لأفضل رسالة جامعية مع مرتبة الشرف الأولى.
واصل حرطاني مسيرته العلمية في مجال التعلُّم الآلي والذكاء الحسابي في جامعة كاليفورنيا ببيركلي وأُجريت أبحاث أطروحاته في مختبرات فرنسا، الولايات المتحدة واليابان ليلتحق بمختبرات هيتاشي المرموقة للأبحاث المتقدمة في طوكيو، أين أسهم في اختراعات متنوعة ثم انضم إلى مجلس البحوث الكندي ومن هناك انتقل إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة ليشارك في قيادة عدة شركات تكنولوجية .
الباحث منح الجزائريين باقة أمل في سير مدن الجزائر نحو الذكاء مستقبلا رغم المشككين خلال مشاركته في الملتقى الذي نظم في الفترة الماضية بالجزائر العاصمة أن إنشاء مدن ذكية ببلدنا ممكن جدا على المديين المتوسط والبعيد وفي ظل وجود خبرات بشرية واستراتيجية جادة  ومُهوِّنا في الوقت نفسه من تأثير موضوع نقص التكنولوجيا الرقمية في الجزائر على ذكاء المدن  حيث تعاني كثير من الدول من نقص في التكنولوجيا  ومع ذلك طوّرت مدنها  والحل السحري حسبه هو في مرافقة المؤسسات الناشئة وتشجيع الاستثمار عن طريق منح المستثمرين امتيازات تحفيزية .  وُجهت الدعوة إلى رياض كأحد المهندسين الخبراء المتميزين للانضمام إلى مختبرات هيتاشي المرموقة للأبحاث المتقدمة في طوكيو حيث أسهم في اختراعات متنوعة في مجال تصميم الدوائر المتكاملة الآلية الذكية.   انضم بعد ذلك إلى مجلس البحوث الكندي وشركة نورتيل الكندية كمهندس رائد في مجال البحث والتطوير لتصميم أنظمة شبكات الإنترنت المتقدمة.
 من هناك انتقل إلى منطقة خليج سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة ليشارك في قيادة عدة شركات تكنولوجية جديدة تعمل في مجالات توجيه الإنترنت  والتحليلات الذكية وشبكات الجيل الرابع اللاسلكية وتصميم أنظمة إنترنت الأشياء.
اضطلع رياض حرطاني بأدوار تأسيسية وقيادية في سلسلة من الشركات الناشئة في وادي السيليكون من بينها شركة واي كوراس (رئيسا لوحدة هندسة النظم استحوذت عليها تيلابس)  وشركة أناجران (رئيسا لوحدة التكنولوجيا استحوذت عليها سايسي نتوركس) وشركة كازبيان (كبيرا للمهندسين المعماريين استحوذت عليها سابل نتوركس) وشركة 42 N(رئيسا لوحدة تطوير الأعمال) وشركة أر تي بي فاست (رئيسا للخبراء التكنولوجيين ).
بعد فترة غياب طويلة نسبيا عن الجزائر  ظل رياض حرطاني على اتصال دائم خلال السنوات القليلة الماضية مع المعنيين بالنظام التكنولوجي الناشئ في بلده الأصلي  وقام بزيارات متكررة وشارك في مؤتمرات اعتنت بالتكنولوجيا عارضاً التعاون مع الفرق المحلية.
وبصورة أكثر تحديداً  ظل رياض حرطاني يعمل مع الشركات الجديدة المحلية والهيئات التكنولوجية لتعزيز البيئة الحاضنة المحلية ومختبرات الأبحاث التطبيقية  وتتركز مجالات اهتمامه على علوم الإنترنت والهاتف المحمول والبيانات  وتطوير التكنولوجيا  وتعزيز الجسور مع بيئة الابتكار العالمية . يرى رياض حرطاني أن التقدُّم السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات وظهور نماذج أعمال مبتكرة يمثلان فرصة ذهبية أمام الجزائر لتجاوز الأنظمة والبُنى التحتية القديمة والانتقال بسرعة إلى تهيئة بيئة تكنولوجية شاملة.
 يعتقد أن تطور نماذج الأعمال عبر الإنترنت  والحلول التي تركز على المصادر المفتوحة، وأوجه التعاون في مجال التكنولوجيا عبر الحدود، بالإضافة إلى ظهور جيل جديد من رواد الأعمال المولعين بالتكنولوجيا، يتيح فرصة لإعادة النظر في إستراتيجيات تطوير التكنولوجيا.
 ويرى أيضا أن وضع رؤية إستراتيجية لمدة تتراوح من 15 إلى 20 عاما مع تحديد آليات تنفيذية لكل سياق على حده يمكن إذا ما تم تنفيذها بشكل جيد، يمكن أن يحقق تقدُّما كبيرا ونتائج مهمة على أصعدة متنوعة وينطبق ذلك بشكل خاص على قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي يمثل العمود الفقري لأي إستراتيجية إنمائية ويتداخل مع عموم القطاعات الصناعية الأخرى.
 تثير كل فرصة التساؤل والتحدي المتعلقين بالتنفيذ والمخاطر المرتبطة بذلك. ويصر رياض على أن تكنولوجيا المعلومات تشكل حجر الزاوية لأي إستراتيجية إنمائية بل تمثل الإستراتيجية ذاتها في الواقع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024