توجـه الشباب نحـو المقاولة وإنشاء المؤسسـات

بين حاجيات السوق الوطنية ومتطلبات المرافقة والدعم

محمد مغلاوي

محمـد عدنـان: التكويـن ضـروري لإنجــاح  المشـاريع

تزايد مؤخرا اهتمام الشباب بالمقاولة وإنشاء المؤسسات خاصة من قبل خريجي الجامعات، الذين يبحثون عن العمل الخاص بهم وتجسيد مشاريعهم في مختلف الميادين تولد الوظائف والثروة، مستغلين التسهيلات الكبيرة التي قدمتها الدولة لمرافقة وتدعيم أصحاب تلك المشاريع والأفكار الابداعية والطموحة التي من شأنها دفع التنمية إلى الأمام.

وبين هذا وذاك برز نقاش حول مدى اطلاع الشباب الجيد على مختلف الآليات المساعدة على انشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومدى امتلاكهم للروح والثقافة المقاولاتية التي تسمح لحاملي مختلف المشاريع النجاح في إنجازها وتطويرها على المدى البعيد، لتتماشى مع حاجيات السوق والتكيف مع المتطلبات والتغيرات الاقتصادية.
أكد محمد عدنان، مسؤول بمؤسسة خاصة والمستشار المالي بمؤسسة «الغرينيا» الفائزة بالطبعة الأولى لـ»إنجاز الجزائر» لـ«الشعب»، أن الشباب الجزائري مدعو للاستثمار وانشاء مؤسسات مصغرة ومتوسطة تراعي حاجيات السوق الوطنية، مشيرا إلى أن إنجاح المشاريع يمر حتما عبر تكوين جيد وامتلاك تجربة وخبرة في المجال الذي يريد الاستثمار فيه، مضيفا أن هناك شبابا يبحث عن الربح السريع دون مخطط واضح، قد يفشل المشروع، موضحا أن متخرجي الجامعات في مختلف التخصصات يدخلون عالم المقاولاتية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دون الالمام بالكثير من الجوانب، لأن المؤسسة عبارة عن هيكل ينبغي على صاحب المؤسسة أن يكون ملما بالمناجمنت والمحاسبة والمالية والموارد البشرية والاشهار والتسويق وغيرها.
 وذكر عدنان الحاصل على دبلوم هندسة صناعية من المدرسة العليا المتعددة التقنيات، أنه يجب حسن اختيار المشاريع والقيام بدراسة أولية والاستشارة قبل الشروع في العمل، موضحا أن الوصول إلى الهدف يتحقق بالإرادة والعزيمة والجهد المتواصل وعدم فقدان الأمل من أول عثرة، فعالم المقاولاتية يحتاج إلى نفس طويل وبحث دائم، وعلى الشاب أن يطرق كل الأبواب لأن ليس لديه ما يخسره، مضيفا أن بعض الشباب يقومون بانشاء مؤسسات مشابهة لأخرى ناشطة في السوق وهو ما يأثر على فعالية المشاريع، لهذا ينبغي من القيام بدراسة جيدة لحالة السوق الوطنية.
وفي رده عن سؤال حول مدى اهتمام الشباب بالمشاريع في مجال التكنولوجيات الحديثة، قال عدنان أن هناك مبادرات سابقة كالبيع عبر الأنترنت والدفع المسبق عبر الفواتير واستعمالات التكنولوجيات في ميدان الغاز والكهرباء وغيرها، لكنها لم تصل إلى الأهداف المرجوة لوجود بعض الصعوبات في هذا الشأن، خاصة ضعف الأنترنت في الجزائر، مضيفا ان دخول «3 جي» الجزائر في ديسمبر المقبل سيعطي دفعا لمختلف المشاريع التي تحتاج أصلا إلى وسائل وإمكانيات وجو ملائم حتى تساير هذه المؤسسات التطورات الحاصلة في العالم في ميدان التكنولوجيا والإعلام الآلي.
وأشار أن بعض الشباب يرى أن توفير المال هو أساس أي مشروع قبل التفكير في خطوات تجسيده، «أنا أرى أن الأفكار هي التي تأتي برأس المال وليس العكس، وهذا ما عشته مع زملائي في مؤسسة «الغرينيا» حيث انطلقنا بصفر دينار واستطعنا أن ننجز مخطط عمل المؤسسة، وأخذنا بعين الاعتبار كل الجوانب اللوجيستية أي أننا مررنا على عدة مراحل مهمة قبل اقتراض الأموال من البنوك والتواصل مع المستثمرين، فالمخطط والأفكار أهم من الأموال»، مضيفا أن هناك شبابا حصلوا على أموال لكنهم احتاروا في كيفية استغلالها، لأنهم افتقدوا لمخطط واضح وأفكار تساعد على وضع المشروع على السكة الصحيحة، لأن البنوك تقرض من باستطاعته تجسيد أفكاره في الميدان بنجاح.
 واستغل عدنان الفرصة لتوجيه شكره للحكومة على جميع التسهيلات، مطالبا بمزيد من المرافقة ودعم الشباب عند اختيار المشاريع «فالجزائر أرض خصبة للاستثمار بحاجة إلى قاعدة صناعية للتخلص من الاعتماد على المحروقات، وكل ذلك ممكن مع توفرها على طاقات شبانية هائلة بحاجة إلى مرافقة ودعم».
وذكر عدنان أن عالم المقاولاتية ميدان غني جدا ومفيد للشباب المطالبين بعدم التردد في الاقبال عليه والقيام بالخطوة الأولى حتى ولو كانت خاطئة وغير ناجحة، لأنهم سيستفيدون حتما من تلك التجربة، تجنبهم مستقبلا الوقوع في نفس الأخطاء، فعلى الشباب الاستمرار وعدم الاستسلام والمحاولة لأن الفرص متاحة لذلك، «أنا مثلا لم أكن اتوقع أن أُستقبل بوزارتي الصناعة والبيئة وبمنتدى رؤساء المؤسسات ومن شخصيات فاعلة، حيث شعرت من خلال مختلف تلك اللقاءات أن هناك رغبة في مساعدة الشباب. وأتمنى أن يمحي الشباب من دهنه التصورات السلبية المسبقة تجاه التدابير التي قامت بها الدولة، كمن يقول أن تجسيد المشروع يحتاج لمحاباة ومحسوبية أو أن آليات دعم الاستثمار غير فعالة...الخ، فالدولة قامت بالخطوة الأولى من خلال التسهيلات وبقي على الشباب إلا حسن اختيار المشاريع وتنفيذ مخطط عمل واضح لتجسيدها».

عايشت تجربة مفيدة مع مؤسسة «آلغرينيا»

وفي سؤال عن مصير مؤسسة «آلغرينيا» التي أنشأها مع زملاء له بالمدرسة العليا المتعددة التقنيات، ذكر محمد عدنان أنه من المنتظر أن يجتمع أعضاء المؤسسة مستقبلا لمناقشة الخطوات القادمة لإعادة الروح في المؤسسة، خاصة أن هناك من اختار مواصلة الدراسة والتكوين بالخارج، وهناك من يسعى لاكتساب تجربة أخرى بمؤسسة كبرى، مشيرا إلى أنه استفاد كثيرا من فكرة إنشاء مؤسسة «آلغرينيا» وعاش تجربة رائعة في عالم المقاولاتية انطلقت من الصفر إلى غاية تجسيدها على أرض الواقع والتتويج بالجائزة الأولى عربيا، مضيفا أن جميع أعضاءها تعلموا العمل الجماعي «واستطعنا ربط اتصالات مع رؤساء مؤسسات كبرى والبروز إعلاميا من خلال استضافتنا بعدة قنوات إذاعية وتلفزيونية، وخرجنا بفكرة أن بالإرادة يمكننا تجسيد أي مشروع وتجاوز كل المعوقات وأن المستحيل غير موجود».
وقال عدنان أنه يفكر في تجسيد مشروع اقتصادي في السنتين المقبلتين بعد الاستفادة من خبرة العمل بمؤسسة خاصة والمعايشة عن قرب طرق التسيير، «ولم لا القيام بتكوين شباب أخرين في إعداد المشاريع وايصال خبرتي لهم من أجل ضمان الاستمرارية».ووجه عدنان شكره للصحافة عامة وجريدة «الشعب» على دورها في إبراز ابداعات ومشاريع الشباب، متمنيا لمؤسسة «اسيرار» تشريف الجزائر في مسابقة «إنجاز العرب» بالكويت بين٣ و٥ نوفمبر المقبل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024