اعتبر الرائد المتقاعد مصطفى لجنف، أن عقيدة الجيش الجزائري مستمدة من الثورة التي أعطت مثالا حيّا لكل حركات التحرر في العالم، مبديا دور هذا الجيش في البناء والتشييد بالرغم من الإمكانيات الضعيفة ونقص الإطارات.
وأثنى على مشاركة الجيش الجزائري في الحروب العربية ضد إسرائيل «فبالرغم من أنه كان يلملم جراحه بعد خروجه من حرب تحريرية شعبية مريرة، تركت آثارا سلبية على الجزائريين»، إلا أنه قام بتضحيات جسام في تلك الحروب سواء في حرب ١٩٦٧ أو في حرب أكتوبر ١٩٧٣، التي تكبّد فيها العدوّ الإسرائيلي خسائر فادحة.
وفي ردّه عن سؤال حول هزيمة حرب ١٩٦٧، إن كانت خيانة أو لعدم تكافؤ ميزان القوى؟ ذكر بالتبرير المصري الذي أرجع الهزيمة إلى الجانب المادي، حيث قال ان الحرب تلك لم تكن حرب برية بالدبابات وغيرها، إنما حرب جوية، حيث هدّم الطيران الحربي الإسرائيلي الدبابات على الأرض، دون تحرّك لأنها لم تكن حرب متكافئة.
غير أن الرائد مصطفى ـ الذي كان مشرفا على مجلة الجيش، التي واكبت كل مراحل المؤسسة العسكرية ـ فقد اعتبر الأمور المادية ضرورية في أي حرب، لكن عبقرية وذكاء الإنسان في فن إدارة الصراع أو الحرب هو الأساس، فحرب العصابات في فيتنام هزمت أكبر قوة، كما أن إمكانيات الجزائريين في ثورة التحرير كانت تقليدية، لكنها هزمت القوات الفرنسية المدعمة بالحلف الأطلسي.
وذكر الرائد مصطفى ببعض القادة الذين شاركوا في الحروب العربية، ومنهم زرقيني وبوحارة ـ رحمه الله ـ وصالح بوجمعة وعبد المجيد شريف وغيرهم… والذين تعترف الدولة الجزائرية بتضحياتهم، وبيّن أن الأنظمة متغيرة والدولة هي الأساس، معتبرا الجزائر دولة محورية في منطقتنا، محذرا من الغرور أو رؤية أنفسنا أننا دولة عظمى، لأن أي انتكاسة هي بمثابة عطل حضاري.
حسم الحروب لا يكون بميزان القوى لكن بفن إدارتها
هزيمة 1976 عطل حضاري للأمة
س/ ناصر
شوهد:1811 مرة