في هذا اليوم الأغر.. من أول نوفمبر نستحضر تضحيات كل شهداء الجزائر.. الذين سقطوا من أجل أن يحيا هذا البلد عزيزا مكرما في الجبال والشعاب والوديان.. إنها لحظات تقشعر لها الفرائص والأبدان.. عند إستذكار رجال بواسل وشجعان لقنوا الإستعمار درسا لا ينساه أبدا.
ثورة كانت نار على الإستعمار.. لكن معاقله في كل مكان منذ ٥٩ سنة إنطلقت أول رصاصة ضد المحتل الغاشم الذي كان يعتقد بأن هذا الشعب قابل بكل تلك المهانة التي كان يتعرض لها.. لكن في يوم من أيام الاثنين وجد نفسه أمام ثورة شعبية لم يكن يعتقد أبدا بأنها ستندلع ضده.
مليون ونصف من الشهداء.. الذين قدموا أنفسهم قربانا للحرية قاوموا طيلة ٧ سنوات كاملة مكبدين إياه خسائر فادحة إلى غاية تحقيق الاستقلال.. وهذا ما تم في ٥ جويلية بالرغم من سياسة الأرض المحروقة.. والأسلاك المكهربة والمحتشدات والتهجير والابادة، والإغتيالات، والإعدامات، هذه حضارة فرنسا في الجزائر، رجال صناديد، شرفاء، وأخيار وأطهار، تعرضوا لأبشع ممارسات المعمرين من إهانات واعتداءات وتجاوزات هذا هو تاريخ فرنسا في الجزائر.
ليس هناك شعب في هذا العالم يقدر حق تضحيات الشهداء مثل الشعب الجزائري الذي يكن لهم كل التقدير والإحترام، وما تزال هذه الكلمة ترن في أذان كل من يستمع للنشيد الوطني لا تنمحي أبدا من ذاكرة هذا الشعب الأبي.
وإحياء ٥٩ سنة من إندلاع الثورة، هو تجديد ذلك التواصل، بين أجيال هذا الشعب المكافح لتجسيد قيم تلك الإنتفاضة، من حب بين أبناء الشعب الواحد مهما كانت الخلافات وتسامح والصفح الجميل جاء اليوم في شكل الوئام والمصالحة الوطنية التي حقا تترجم مبدأ من مبادئ الثورة في لم شمل شعب واحد موحد، والعدالة الإجتماعية، وتكافؤ الفرص، والإحترام، والتضامن والتضحية والمساواة، كلها قيم أسستها الثورة ما تزال سارية المفعول في الأدبيات السياسية والإقتصادية للجزائر تشكل حجر الزاوية لكل منطلقات التوجهات العامة في هذا البلد والخيارات المتبعة إلى يومنا هذا وسيقوي ذلك أواصر العلاقات الإجتماعية بين الجزائريين ويدعم ويعزز كل القناعات المستقبلية في إقامة تنمية وطنية شاملة
بين الثورة والمصالحة الوطنية
جمال أوكيلي
شوهد:1529 مرة