يعد فصل الصيف من أكثر الأوقات الذي ينعش العاصمة والمدن الجزائرية الأخرى بعد شهر رمضان، حيث يدفع طول اليوم وحرارته المرتفعة إلى عزوف المواطنين عن الخروج والتسوق نهارا ويؤجلون مختلف أشغالهم إلى السهرات ولأن ساعات اليوم في الصيف تعد الأطول على الإطلاق، فتحبذ مختلف العائلات الخروج في الفترات الليلية المنعشة سواء للتنزه، العشاء أو قضاء حاجياتهم اليومية، هذا كله بفضل مشروع عاصمة لا تنام الذي أطلقته وزارة الداخلية منذ ثلاث سنوات تقريبا.
في حين يجلب شهر رمضان أكثر حيوية لشوارع العاصمة التي لا تنام إلا صباحا، خاصة أيام العطل ونهاية الأسبوع، حيث تبقى مختلف المحلات مفتوحة الى غاية ساعات متأخرة من الليل، في حين يعتبر المخطط الأمني التي تضعه مصالح الأمن كلما حل الموسم من أكثر الحوافز التي تحيي العاصمة وتخرج الآلاف من العائلات إلى الشوارع، وهو المخطط الذي يجبر السلطات المختصة تمديده إلى كامل بقية أيام وشهور السنة حتى ينجح المشروع .
ولإنجاح العملية، قامت مصالح ولاية الجزائر باتخاذ تدابير وإجراءات لإنجاحه حيث أطلقت حملة لتهيئة واجهات المحلات وقامت بتعميم الإنارة العمومية عبر جميع شوارع العاصمة، كما تم وضع برنامج عمل لإعادة تهيئة الأحياء من خلال نشاطات مختلفة تشمل الصناعات التقليدية، برامج ثقافية ورياضية في الفضاءات المفتوحة بشوارع العربي بن مهيدي، ديدوش مراد والخطابي ويستعمل من قبل الراجلين فقط، فضلا عن وضع مخطط عمل لضمان النقل ليلا، الذي سيرغم سيارات الطاكسي، مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري ومصالح الميترو على تمديد العمل إلى ساعات متأخرة من الليل.
وللاستفسار عن مدى استجابة التجار لعملية “عاصمة لا تنام” استبعد الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الحاج طاهر حدوث تغيير كبير هذا الموسم، مشيرا إلى أن عدد التجار الذين مدّدوا ساعات عملهم لفترات متأخرة من الليل قد ارتفع، مؤكدا أن هذا الإجراء يحتاج إلى إشراك كل الهيئات المعنية، موضحا أن ما ينعش عاصمة البلاد هي الحركية الثقافية والفنية والرياضية التي بدورها تخلق حركية تجارية. ويرى بولنوار أنه للوصول إلى هذا الهدف لا بد من إعادة تهيئة الفضاءات الثقافية وبعثها من جديد وإنشاء فضاءات أخرى، في مجالات الترفيه والتسلية، إضافة الى ضرورة القيام بعمليات تحسيسية وتحفيزية، وتوفير الأمن ووسائل النقل الحضري وشبه الحضري بشكل أوسع.