تساهم الحالة الجيدة للطرقات في راحة السائقين والمسافرين على حد سواء، بالرغم من الاكتظاظ المروري الذي تشهده مختلف شوارع وطرقات العاصمة تقريبا طيلة اليوم .. وبالتالي، فإن الصيانة الدورية أصبحت ضرورية لتجنب تدهور حالة هذه الطرقات الولائية والبلدية .. وفي هذا الإطار لاحظنا في الأيام الأخيرة انطلاق برنامج طموح لإعادة تهيئة العديد من الطرقات الذي قد يعيد للأحياء الوجه اللائق ويساهم في السياقة المريحة لأصحاب السيارات .
لكن ذلك يقتضي المتابعة المستمرة لهذه الوضعية، خاصة وأن غياب الحس المدني قد يؤثر على المجهود الكبير الذي تقوم به السلطات المعنية بهذا البرنامج، أين لاحظنا أن مواطنين يقومون بوضع ممهلات أمام منازلهم أو الحفر لإجراء بعض الأشغال دون مراعاة التأثير السلبي على الطريق العمومي.
كما أن التباطؤ الذي لوحظ في العديد من الأحياء التي جرت فيها أشغال ولو بسيطة والمتعلقة في العديد من الأحيان بقنوات المياه والصرف الصحي، لم يتم إعادة التزفيت مباشرة بعد انتهاء العمل المعني، وبقيت البرك سيدة الموقف لأسابيع عديدة لاسيما وأن تأثيرها على صاحبي السيارات والمارة جد سلبي سواء في فصل الشتاء أو الصيف.
ولهذا، فإن العمل المنهجي الذي تم الانطلاق فيه في هذا الأسبوع سيجنب العاصميين العديد من المتاعب التي كانوا يعانون منها في أحيائهم، وبدون شك سوف تشمل العملية لاحقا أحياء أخرى ..
ويبقى العامل المهم في النهوض بشبكة الطرق للعاصمة وغيرها من المدن أن تحترم عمليات التهيئة والتجديد والترقيع الجوانب المتعلقة بالاتقان واحترام المعايير تثمينا للمجهود المالي الذي تبذله الدولة وحرصا على مصداقية الإنجاز حتى تطول مدة صلاحية الطريق الذي يتأثر بالتقلبات المناخية وكثافة الاستعمال.
وللإشارة، فإن العاصمة عرفت في السنوات الأخيرة توسعا كبيرا لشبكة الطرقات من خلال الجسور العديدة والأنفاق التي ساهمت في حل العديد من المشاكل المتعلقة بالاكتظاظ، إلى جانب تميّزها من الناحية الجمالية، والتي تدخل في إطار النظرة المستقبلية لإعطاء المحيط الأنسب للسائقين والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الاكتظاظ المروري.