التمسك بالثقافة والهوية الجزائرية سلاح المرأة
«ما الذي ينقص وضعية المرأة الجزائرية اليوم لتتمكن من المشاركة بصفة فعّالة وناجعة في بناء الوطن الذي سهرت حكومته على الاعتراف دوما ودائما بكفاءاتها وجهودها ونجاحها، بل وفتحت أمامها الأبواب واسعة لتدخل كل المجالات دون استثناء، مدعمة عملها بمشاريع وسياسات موجهة خصيصا لترقيتها وحمايتها وإدماجها في مسار التنمية الوطنية”؟، هو السؤال الذي أجابت عليه سيدات الطليعة، اللواتي استضافهن فضاء«ورشة الشعب» ، مُجمِعات على أن المشكلة القائمة هي مشكلة ذهنيات وانعكاسات ومخلفات، سواء من الحقبة الاستعمارية أو من العشرية السوداء، ينبغي لها كي تضمحل الكثير من الوقت والتوعية والاستماع إلى كل الأصوات وكل الآراء.
اتفقت كل من الأديبة والوزيرة السابقة د. زهور ونيسي، الكاتبة والصحفية عائشة لمسين، الدكتورة والشاعرة إنعام بيوض وعضو المجلس الولائي بإليزي فاطمة الزهراء شويطر، والناشرة بودالية مليكة، على أن ترسيخ القيم الوطنية والثقافة الجزائرية والحفاظ على المبادئ السامية للشعب الجزائري وكذا تحسيس المرأة بحقوقها وواجباتها، ركائز هامة قد تساعد المرأة وأخاها الرجل على القيام بالدور المنوط بهما في بناء والحفاظ على الوطن<
وإن لم تشكك أي منهن في قوة وعزيمة المرأة الجزائرية في تلبية نداء الواجب الوطني والتطلع دائما إلى المشاركة في بناء المجتمع وأمور ضرورية وجد هامة، فقد حيت المشاركات مقاومة المرأة الجزائرية وصمودها أمام كل الأزمات التي عصفت بالجزائر، خاصة تلك المتعلقة بالتعصب والغلو الديني والتطرف، فما غرسه، تقول زهور ونيسي “التعصب الديني على مدار عشرية من الزمان وكانت ضحيته الأولى التي استبيحت بأبشع الطرق، صعب أن نمحوه من الذهنيات ونتخلص من أثاره في وقت وجيز”، وأضافت الأديبة قائلة إن “القانون لا يكفي في المجتمع، لأن الذهنيات هي التي تتحكم به”، لكن “التغيير إذا ما أردناه يبدأ بالثقافة وبالتجنيد للتوعية والتحسيس على مستوى المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، لأننا سنمر بمرحلة صعبة لم نخمن لها”.
وأردفت الوزيرة السابقة في سياق حديثها، قائلة إن “أول من يساعد المرأة هو الرجل، المطالب بالسماح لها وبتوجيهها ومساعدتها، كي تتمكن القيام بدورها كاملا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا”.
واتفقت السيدات الخمس دون استثناء، على ضرورة التفكير في إنشاء فضاءات ونواد للمرأة الجزائرية، تعرض فيها تطلعاتها واهتماماتها للنقاش ولتعبر عن رأيها كفرد يملك نصف المجتمع المرأة، مطالبة بتفجير كل طاقاتها ومواهبها وخوض تجاربها في الحياة، كونها فردا يمثل بنفس فرص أخيها الرجل، وولوج مجال السياسة والعمل الجمعوي والمشاركة بقوة قي كل النشاطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب السهر على تعزيز التضامن النسوي بين النساء من مختلف الطبقات الاجتماعية”.
كما أكدت السيدات في نفس السياق، “أن التغيير يكون بإعادة النظر إلى تشبعنا بثقافتنا الجزائرية الأصيلة والتمسك بعاداتنا وقيمنا من أدب شفهي وكتابي وشعر وحكم وباللغة العربية والأمازيغية وتشجيع التعليم والرقي في أوساط النساء اللواتي هن ركائز الأسرة خاصة والمجتمع عامة”.