معارض وورشات وحفلات فنية على هامش الحدث الإفريقي الكبير
من المرتقب أن تتجلّى الثّقافة والفنون كأداة تنموية فاعلة، تحمل أثرًا اقتصاديًا واجتماعيًا واضحًا، عبر ضخ الثروة وفتح جسور تجارية واعدة في معرض التجارة البينية الإفريقية. فقد أعدّ المنظمون، وفي مقدمتهم الجزائر كبلد مستضيف والبنك الإفريقي ومنطقة التجارة الحرة “زليكاف”، برنامجًا ثريًا يعزز الإبداع والابتكار ويستثمر في المورد البشري الإفريقي. ويؤكّد مدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني بوزارة الثقافة والفنون، إسماعيل إنزران لـ “الشعب”، أنّ هذا الحدث القاري الأضخم سيكون منصة شاملة توحّد القدرات، وتربط الأسواق والشركاء لصناعة شراكات إستراتيجية.
أكّد مدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني بوزارة الثقافة والفنون، إنزران إسماعيل، أنّ قيمة العقود المطروحة في المعرض، المقدّرة بـ 44 مليار دولار لتمويل الاستثمارات، لا تقتصر مشاريعها على قطاعات الصناعة والفلاحة وغيرها من القطاعات الاقتصادية والتجارية الحيوية، على اعتبار أنّ القطاع الثقافي معنيّ بدوره بهذه العقود المالية، وقد رُصدت له حصة معتبرة. فسيكون القطاع حاضرًا بقوة في المعرض البيني الإفريقي الرابع من خلال إرث فني عريق وثمين وصناعة سينمائية واعدة، فضلًا عن إبداعات وابتكارات طموحة قادرة على اختراق الأسواق الجديدة وضخ القيمة المضافة، وذلك عبر جملة من المعارض والورشات التكوينية والموائد المستديرة والحفلات الفنية.
واعتبر مدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني، أنه في إطار إستراتيجية عامة لانفتاح الجزائر على محيطها الإفريقي، فإنها تولي اهتمامًا بالغًا بهذا المعرض التجاري البيني، بالنظر إلى تنوّع وتعدّد الحضور، وما يوفّره من فضاءات للشركات والمبدعين والفاعلين للتعارف والتلاقي، وإيجاد موطئ قدم واقتناص الفرص الاقتصادية والتجارية. وأكّد أنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يولي أهمية كبرى لهذا الحدث القاري من خلال الحرص على جعل طبعة الجزائر الرابعة الأفضل والأكثر نجاحًا، بالنظر إلى مكانة الجزائر القارية على عدة أصعدة، فضلًا عن كونها بوابة إستراتيجية للقارة الواسعة.
وبما أنّ المعرض البيني الإفريقي يتضمّن في شقه الثقافي والفني العديد من المحاور، من بينها الأيام الإبداعية، ذكر إنزران أن الجزائر حريصة على إبراز ثروتها الثقافية، وتعريف العالم بموروثها الأصيل والمتنوع، وكذا الانفتاح على الآخر من مؤسسات وفاعلين ومتذوقين.
وتتضمّن هذه المحاور الكبرى، إلى جانب الاقتصاد والتجارة، الترويج للثقافة الجزائرية الحية والمرموقة. كما ستعرض المؤسّسات الرسمية الثقافية والسياحية على حد سواء، في الفترة الممتدة من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري، ضمن أجنحة خاصة، فضاءات تختزل الموروث الثقافي والسياحي، إضافة إلى أنشطة رياضية وفضاءات مخصّصة للشباب، ومعارض فنية بصرية. ومن المقرر عرض نحو 40 لوحة تشكيلية من طرف 10 فنانين جزائريين و10 فنانين أفارقة، بمعدل 3 لوحات لكل فنان. كما سيقام معرض للموضة، وتشارك 6 دور نشر تعرض إصداراتها، إلى جانب تنظيم مائدة مستديرة يشارك فيها أزيد من 20 ناشرًا جزائريًا وإفريقيًا.
وسيشمل البرنامج أيضًا محورًا للسينما مع تنظيم مسابقة للأفلام القصيرة يشارك فيها حوالي 500 فيلم، انتُقي منها 30 فيلمًا، وسيُكرّم 9 منها. بالإضافة إلى ذلك ستُنظّم مسابقة للكتاب الشباب برعاية البنك الإفريقي وبالتنسيق مع الجزائر باعتبارها البلد المستضيف، إلى جانب إقامة إبداعية يشرف عليها الكاتب والأكاديمي محمد ساري، ولقاء مع كاتب وجلسات قراءة مقرّرة يوم 5 سبتمبر من العاشرة صباحًا إلى الواحدة زوالًا.
وأشار المدير إنزران إسماعيل في هذا السياق، إلى أنّ كل محور يتضمّن تنظيم معارض متخصّصة، من بينها ما سُمي “مصنع الموسيقى”، لإبراز إبداعات الشباب في هذا المجال على غرار فن “الراب”.
ومن جهة أخرى، ستُنظّم حفلات موسيقية وحفل فني كبير، و«ماستر كلاس” في الرياضة والذكاء الاصطناعي والنظام البيئي الإبداعي، إضافة إلى عروض للموضة، بما أنّ الجزائر تملك تقاليد متنوّعة وعريقة وجذابة.
وأوضح مدير وزارة الثقافة أنّ الجزائر تعمل بتفانٍ من أجل تقديم منتوجها الثقافي المتميز وطرحه في السوق الإفريقية، في ظل ترقب حضور ما لا يقل عن 2000 مشارك و35 ألف زائر، على خلفية توقيع عقود مهمة في المجال الثقافي، وانتزاع حصة معتبرة من إجمالي العقود المقدرة بنحو 44 مليار دولار، في ظل وجود ورشات هامة واقتراب الشركات والطامحين للاستثمار من آليات تمويل مشاريعهم المربحة والمنتجة للثروة في القطاع الثقافي.
وعشية انطلاق فعاليات المعرض القاري البيني التجاري، بات يُنظر إلى الأيام الإبداعية الإفريقية كجسر نحو إقامة شراكات واقتحام أسواق جديدة متعطّشة للمنتجات التنافسية ذات الجودة والكلفة المنخفضة.
ومن الطبيعي أن تُعتبر القوة الناعمة رافدًا تنمويًا يُعوَّل عليه مستقبلًا في ضخ الثروة، وإحداث أثر اقتصادي واجتماعي بارز يساهم في تنمية وازدهار اقتصاديات البلدان الإفريقية، إذ أنّ الأجندة واعدة وثريّة لإرساء صناعة ثقافية متكاملة ومثمرة تشجّع على إبداع مستمر.