مراكــــــــــــــــــــــــــــز التمويــــــــــــــــــــــــــن والتمويـــــــــــــــــــــــــل.. صـــــــــــــــــــــــــورة جميلـــــــــــــــــــــــــة لشمـــــــــــــــــــــــــوخ الثـــــــــــــــــــــــــــورة
يستذكر المجاهدان بوهنتالة عبد المجيد وبن فرحي أحمد بن موسى، وعبد المالك عوفي وهو ابن شهيد، بحسرة وألم والدموع في أعينهم ما عاشوه بمنطقة أولاد عوف بدائرة عين التوتة بولاية باتنة، من تقتيل وتجويع وتنكيل مارسه الاحتلال الفرنسي خلال الثورة المجيدة، رفقة المُجاهدين والثوار الذين استشهد أغلبهم، عندما كانوا يخُوضون حربا من الكرامة ومن أجل الحرية ضد الاستعمار الفرنسي البغيض.
يتحدّث عمي عبد المالك عوفي وعمره آنذاك 14 سنة، وهو ابن المجاهد البطل عُوفي بن عثمان عياش، شقيق العلامة المُصلح عوفي أحمد بن عثمان، عن المركز الذي أسسه والده بمنزلهم ويحمل إسمه، خُصّص لإيواء المُجاهدين وتوفير الغذاء لهم والمؤونة؛ إضافة لصناعة الأسلحة وإخفاء المُجاهدين، بمشتة تامزريت ببلدية أولاد عوف، أشرف عيله المُجاهد البطل صالح لارمولي سنة 1955، بعد اندلاع الثورة مُباشرة رفقة المجاهدين موسى بونحاس، مصطفى بومعراف عمر هبال وموسى بوشطيط، وصالح دلندي وهم ليسوا من منطقة أولاد عوف بل ينتمون لعدة مناطق من الوطن، فروا من بطش الاستعمار رفقة عائلاتهم بعد اكتشاف نشاطهم الثوري، وقدموا لمركز عوفي عياش بتامزريت لمُساعدة عائلة البطل عوفي في اعداد الطعام للمُجاهدين الذين يتناولون وجبة واحدة فقط في الليل.
وبالنسبة لمركز عوفي عياش فقد تم توسيعه بإضافة مخابئ متفرقة (كازمات) جديدة له للتمويه وتفريق المجاهدين ضمانا لأمنهم، ويجتمعون في الليل في هذا المركز، لتدارس أوضاع الثورة وإخفاء ما تم صناعته من أسلحة وتوزيع المؤونة وقد حظي المركز بزيارة كل من القائدين السعيد عبيد والحاج لخضر للوقوف على ما يتم انجازه في المركز وتقديم التوجيهات للمجاهدين.
وعندما قدم المُستعمر للمنطقة –بحسب شهادة عبد المالك عوفي والمجاهد بوهنتالة عبد المجيد- في عملية تمشيط واسعة بالمروحيات التي ألقت بالمئات من الجُنود الفرنسيين بالمنطقة، شهر أوت 1961، من أجل تصفية الثورة بهذه المنطقة الوعرة التضاريس والآمنة بعد وصول معلومات للفرنسيين بوجود مراكز لصناعة الأسلحة، لجأ المُجاهدون إلى الاختباء داخل هذا المركز الذي يضُمُّ كازمات مُتفرّقة، تحت الأرض وتشيّد فوقها المنازل للتمويه، حيث يتم إفراغها من ساكنيها عمدًا عند قيام المُستعمر بعمليات تمشيط والهدف من ذلك هو أنّهُ عندما يدخل المُستعمر لمنزل فارغ لا يستغرق فيه وقتا طويلا خلافًا للمنزل الذي يجدُون فيه نساء وأطفال، حيث يقومُون بعمليات تفتيش واسعة داخله قد تؤدي إلى اكتشاف مخابئ تحته.
وبالنسبة لهذا المركز فقد تم محاصرة القرية بأكملها بالمئات من الجُنود الفرنسيين الذين أطلقتهم المروحيات، حيث بدأوا بتفتيش منزل المُجاهد مصطفى بالخير الذي وجدوه فارغا وتحته يُوجد مُجاهدون مُختبئُون بما فيهم المُجاهد عثمان عوفي، ثُم منزل المجاهد احمد أولعربي وبعدها منزل مسعود أوسعدي حيث يقومون في كل مرّة باعتقال النساء والأطفال توجهوا لمنزل المُجاهد عياش بن عثمان عوفي صاحب المركز، واعتقلوا كُل الحاضرين وبعدها قيّدوا جميع المُعتقلين من نساء وأطفال وبعض المجاهدين جمعوهم من مُختلف أنحاء تامزريت وبوزوران والقُرى المُجاورة، حيث قدر عدد النساء فقط أكثر من 80 امرأة دُون احتساب الأطفال -بحسب شاهد عيان آنذاك عبد المالك عوفي-، الذي عاد بذاكرته في تصريح لـ«الشعب” إلى تلك الفترة مُشيرا إلى أنّ المُستعمر البغيض توقف بجميع المُعتقلين بساحة عياش أولعلى وتحدث معهم أحد الأشخاص بالعربية (عادة ما يكون من الخونة)، وطلب منهم دون استثناء خلع الثياب خوفا من أن يكون بينهم فدائيين يحملون مُتفجرات، وبعد رفض الجميع ذلك خاصة وأن أغلبهم نساء وأطفال، قام أحد الفرنسين بضرب إحدى السيدات بسلاحه على كتفها لتسقط مغميًا عليها، بعدما صرخت في وجوههم مًستنكرة ما يقومون به ونعتتهم بأبشع الاوصاف.
اكتشاف فرنسا لقوّة الثورة بالأوراس
وتحت التهديد بالحرق بعد أن أحضروا معهم وعاء كبير من البنزين، وعذبوا جسد محمد ابن المجاهد مسعود أوسعدي باستعمال الدخان، رضخ الجميع وخلعوا ملابسهم في ظُروف قاسية بسبب الحرارة الشديدة حيث تزامنت عملية التمشيط مع الـ4 أوت 1961، يُؤكد عمي عبد المالك، الذي عزلُوه عن باقي المُعتقلين الذين أجبروا على الدخول لمنزل عياش أولعلى، ليبدأ بعدها بدقائق تبادل لإطلاق النار بينهم وبين بعض المُجاهدين، قتل خلاله أكثر من 30 جنديا فرنسيا، لتتدخل بعدها المروحيات الفرنسية وباقي الجُنود الفرنسيين وتركوا المُعتقلين وتوجهوا صوب تلك الخنقة التي بدأ منها إطلاق النار واشتبكوا مع المُجاهدين الذين استشهد منهم 4، يُرجّح أن يكونوا من مركزي شينار أو غاصروا بحسب شهادة المجاهد بوهنتالة عبد المجيد، كما استشهد في هذا الاشتباك أيضا الشهيد علي الطبيب الذي تحمل احدى المناطق اسمه وهو طبيب يقوم بمُعالجة المُصابين من المجاهدين.
وبعد استكمال عملية التمشيط نهب الجنود كُل ما وجدوه أمامهم من مؤُونة وأسلحة وألبسة وغيرها، وغادروا المنطقة ليعودوا إليها في الشتاء بعد أن قاموا بترصد المنطقة ليلا لمدة، واعتقلوا صاحب المركز عوفي بن عثمان عياش بعدما كان مُتوّجها لمنطقة المحاجيب وتم سجنه، واغتالوا عدة شهداء على غرار موسى بن فرحي، عمر سليمان، موحند أوبالة، وقاموا بتعذيب المجاهدين، وفي هذه الفترة تم اختراق منطقة أولاد عوف بحسب المجاهد بوهنتالة عبد المجيد، رغم الجُهود التي بذلها السُكان في اخفاء المجاهدين، على غرار قيام النسوة بدفن أنابيب صغيرة تربط بدايتها ونهايتها بعلبة حديدية (غوطي) تصلها بين باطن الكازمات وأرضية المنزل، كالهواتف التقليدية، حيث تقوم النساء على غرار المجاهدة زوجة بوشطيط بإرسال اشارات صوتية تصل للمجاهدين، لتقوم بعدها بتغطية الأنبوب بالتُراب، ليُرمى فوقه الفضلات للتمويه، بعد نزع الغوطي.
وتعتبر منطقة أولاد عوف التي تضّم لوحدها أكثر من 70 مركزا بلواحقها، من بين أهم المناطق وطنيا في مجال تموين الثورة وتمويلها بفضل العدد الكبير للكازمات الموجودة بها، وتحديدا المنطقة التاريخية الأولى، ويستدلُ محدثنا بقرية تامزريت وأغلبها لصاحبها صالح لارمولي، بحسب المجاهد شاهد العيان بوهنتالة عبد المجيد. حيث تختص كل كازمة بمُهمة معينة، على غرار كازمة لصناعة وخياطة الألبسة والأحذية وأخرى للغذاء والمؤونة وثالثة للأسلحة وواحدة لحماية المُجاهدين دُون الحديث عن باقي المخابئ الموجُودة في أولاد عوف بصفة عامة، التي شهدت قُراها زيارات لكبار قادة الثورة وحتى قبل اندلاعها بين تفقد المنطقة وبين جمع الاشتراكات وبين تنظيم صُفُوف الثورة، وعُقدت بها اجتماعات تاريخية حاسمة في مسار الثورة بعد اندلاعها، حيث كانت أولاد عوف معبرًا للمجاهدين المُتوجهين إلى الشرق والقادمين من الغرب.
نفض الغُبار عن المعالم التاريخية بالمنطقة
وبالمناسبة كشف السيد عمار محمدي رئيس جمعية بانوراما للسينما والثقافة بولاية باتنة، عن تحصله على أرشيف المنطقة كاملا من طرف المُجاهدة الحيّة زوجة الشهيد شينار عنتر، يضُم الأرشيف كراريس بها جداول الاشتراكات وصُور وملابس وكُل ما حفظتهُ من أشياء ووثائق وغيرها، حيث تم وضعه في متحف الجمعية التي تسهر كُل مُناسبة تاريخية على تنظيم نشاطات تحفظ الذاكرة الوطنية الجماعية من الضياع.
وعن دور هذه المراكز إبان الثورة يُؤكد المُجاهد بوهنتالة عبد المجيد أنّ لها دورا حيويا وحاسما أثناء الثورة فغالبية سُكان المنطقة كانوا ينشُطون ضمن المنظمة السرّية مع بن بوالعيد والحاج لخضر والشهيد كروشة، قبل اندلاع الثورة، فهي من تُمون وتُخفي وتُعالج وتُمول المُجاهدين وبها أيضًا تُنظمُ الاجتماعات، وكانت عصية على المُستعمر بفضل تواجدها في تضاريس صعبة ومُتفرقة يصعب معها على العدو إيجادها أو العُثور عليها في حال تمكن من اكتشاف أحدها، ويعُود محدثنا بذاكرته إلى استقبال مركز بريش للشهيد البطل عمار بن بوالعيد شقيق أسد الثورة الجزائرية وقائدها مصطفى بن بوالعيد، حيث أشار إلى استقرار عومار بن بوالعيد في سنة 1956 لمدة 16 يوما رُفقة 700 مُجاهدًا كانوا يتناولون وجبتين لليوم.
وخلال حديثنا عن المنطقة مع عبد المالك عوفي والمُجاهد بوهنتالة عبد المجيد، تأسفا للوضع الذي ألت إليه هذه المراكز بعد الاستقلال بفعل الظُرُوف الطبيعية والبشرية والعشرية السوداء، فهي تحتاج فعلاً لإعادة اعتبار، رغم بعض الجُهود المُتفرقة لجمعية البركة لمُساندة الأشخاص المُعاقين (والتي تعرضت بحسب رئيسها عبد الله بوخالفة لعراقيل كثيرة بحجة اقتصار نشاطها على فئة المعاقين) في نفض الغُبار عنها من خلال تنظيمها لزيارات ميدانية ونشاطات تاريخية سنوية حول المنطقة ودور هذه المراكز في خدمة الثورة، والتي تبقى غير كافية بل تحتاجُ لتكفل رسمي من طرف المصالح المعنية من خلال جعلها معالم تاريخية تحفظُ ذاكرة الجزائر وتاريخها المجيد.
غــــــــــــار إيفيــــــــــــــــس..
لا تزالُ المشاهد المُروّعة للتقتيل والتعذيب والتجويع التي قام بها المُستعمر الفرنسي ضد المُواطنين العزل بمنطقة أولاد عُوف محفُورة في قُلُوب وعُقُول المُجاهدين الأحياء، الذين عايشوا بشُمُوخ تلك الفترة المُؤلمة من تاريخ تحرير الجزائر، حيث ترفُض تلك المشاهد مُغادرة ذاكرة المُجاهدين البطلين عبد المجيد بوهنتالة وبن فرحي احمد بن موسى، الذين التقتهُما “الشعب” خلال الندوة التي نظمتها بمُناسبة إحياء سبعينية اندلاع الثورة المجيدة، ليستذكرُوا معنا تضحيات الشُهداء وبُطولات المُجاهدين ووحشية المُستعمر الغاشم.
الحديث عن مأثر الثورة في أولاد عُوف لا يتوقف بانتهاء الأسئلة الصحفية حول موضُوع مُعين، بل يبدأ في نخر تفاصيل تلك الفترة الماثلة أمام أعين المُجاهدين عبد المجيد بوهنتالة وبن فرحي أحمد بن موسى، رغم تعب السُنُون وتراجع الصحة الجسدية لهما، غير أنّ الرغبة في إعادة الاعتبار للمنطقة الثورية التاريخية، ونفض الغبار عن تاريخها ومعالمها وتضحياتها يستنطق قلُوبهم قبل ألسنتهم.
اصطحبنا النشاط الجمعوي عمار محمدي للوقوف مرة أخرى، مع بعض شُهود العيان الذين عايشُوا تلك الفترة للحديث عن أحد أهم المعالم التاريخية في منطقة أولاد عوف ويتعلق الأمر بغار إيفيس (ايفيس كلمة شاوية تعني حيوان الضبع الذي يسكن الغار إلى يومنا هذا)، شهد مُحاولة قتل أكثر من 78 مُجاهدا خنقًا بالغاز في مُحاولة من المُستعمر تصفية الثورة بالمنطقة.
ولعلّ أحد أبرز شُهود العيان الذين عايشوا تلك الحادثة وساهموا في انقاذ المُجاهدين المُتواجدين تحت الأرض في غار ايفيس المُجاهد بن فرحي أحمد بن موسى، رفقة عبد المجيد بوهنتالة وهو أمين قسمة المُجاهدين بأولاد عوف، تحدث لنا عن الكثير من الثورات التي قام بها مُجاهدو المنطقة ضد الفرنسيين على غرار ثورة عرش أولاد سُلطان الذين ينتمون إليه والمعرُوفة بثورة 1916، وفصّلا لنا في حادثة غار ايفيس، حيث أكدا أنّه غارا طبيعيا في منحدر بين جبلين وهو ملاذ آمن للمجاهدين، منذ اندلاع الثورة 1954، مدخله بهو كبير ثم تجد نفقا طويلا، تمشي داخله لأكثر من 10 أمتار زحفا على البطن، لتجد غرفة كبيرة مُقسمة لبعض الغرف الصغيرة يليها مُباشرة فراغ كبير على شكل بئر يحتاجُ النُزُول لداخله باستعمال سُلّم خشبي أنذاك وبعدها نجدُ عدّة أنفاق يمينًا ويسارًا، كان ملجأً حقيقيًا للمُجاهدين في تلك الفترة.
الغــــــــاز السّام لتصفيــــة المُجاهديـــن
وكما أسلف مُحدّثنا عبد المجيد بوهنتالة، فإنّ اهتمام الفرنسيين بتصفية الثورة بأولاد عوف بدأ منذ 1961تحديدًا بعد اكتشافهم لدورهم الحاسم في تموين وتمويل الثورة واخفاء المجاهدين لتُرسل بعض الخونة الذين نقلوا لها معلُومات حول استغلال المُجاهدين لهذا الغار الطبيعي في الاختباء والتخطيط للهجمات على الفرنسيين، الذين تمكنوا من دخول الغار والوُصُول إلى البئر أين قاموا بفتح قارُورات كبيرة من الغاز السام ويُقال أنّهُ لأوّل مرّة يُستعمل في المنطقة.
وبمُجرد استنشاق المُجاهدين للغاز قاموا بغلق مداخل الأنفاق التي يتواجدون بها بالحجارة والتُراب على أمل مُغادرة الفرنسيين والخُروج منه قبل الموت المُحقّق، وبعد مُغادرة الفرنسيين للمكان بعد يوم وليلة من الترقب انتقل المُجاهدون في مُحاولة لإنقاذ إخوانهم العالقين بداخله تحت إشراف المجاهد الطبيب بوليلة، وشلاغمة ابراهيم وزروق وأحمد رحماني المعروف بالشمبيط.
وكان أوّل من دخل المجاهد شاهد عيان الذي التقينا به عمي أحمد ابن الشهيد الرمز بن فرحي موسى، أكد لنا أنّ المُستعمر قام بمُحاصرة الغار باستعمال مروحيات بدأت في قصف المنطقة قبل أن تحُط بجانب مركز بخُوش الذي تم حرقُهُ بمُجرد نُزُول الجُنود الفرنسيين، ليفر المُجاهد أحمد بن فرحي وطائرة المُراقبة تُلاحقُهُ قبل أن يختفي وسط الغابة والجبال ويحتمي بأحد المنازل أين ألبسته إحدى المُجاهدات ملابس نسوية للتمويه.
وبدأت عملية انقاذ المُجاهدين من الغاز السام، حيث تجند الجميع وأحضرت النساء بعض الأغذية المُضادة للاختناق كالرُمان الحامض وزيت الزيتُون والزبدة الطبيعية وغيرها، ودخل عمي أحمد الغار بعد ترديده للشهادتين بملابسه التي كان عليها ليخرج لاحقًا عاريًا –بحسبه- بعد تآكل الملابس تحت تأثير الغاز السام، وتقدّم إلى أن وصل لمكان تواجد المُجاهدين العالقين وفتح عنهم تدريجيًا ليلحقه بعدها المجاهد الراحل موحند أولفرحي الذي أُغمي عليه مُباشرة تحت تأثير الغاز، وأسعفه عمي أحمد بما لديه من مواد ليتقدم إلى أخر نقطة من الغار أين وجد المُجاهدين المُحاصرين شبه عُراة بعد أن نزعوا ملابسهم وسدُوا بها كُل المنافذ التي يدخل منها الغاز السام، وأغلقوا على أنفسهم.
وصُدم عمي أحمد من بعض المشاهد عندما وجد بعض الملابس والأحذية والمواد مُترامية هنا وهناك وظن أنهم ماتوا قبل أن يصرخ بأعلى صوته لعل أحدهم يُجيب، فرد عليه بعضهم وبدأت عملية الإنقاذ وإخراج المُجاهدين تدريجيا، حيث نجح في إخراج 7 منهم دفعة واحدة، اثنين لا يزالا على قيد الحياة، وهما مُوحند أوعلى واسماعيل يحياوي، وهكذا دواليك حتى تم انقاذ الجميع.