لنفعل شيأ من أجلنا من أجل اكتمال حريتنا، هي ليست فقط حكاية فردية تخص إنسانا، رغم أنها لو كانت فقط كذلك لكانت كافية للالتفاف حولها، لكنها تلخص حالة قضية بأكملها هي القضية الفلسطينية والتي تعتبر حالة اعتقال كاملة وأسر شامل للأرض والشعب والتاريخ والتراث، وحالة تزويرتامة للوعي والوثائق ومحاولة لاستلاب وأسر الإرادة، ليس فقط إرادة الأسرى والأسيرات ورفاقهم ولكن لإرادتنا جميعا مادمنا سكوتا عن استلاب زماننا..
هي نداء لكلّ الإرادات لتفعل ما تراه يليق بها هي ذاتها، ولتُفَعِّلَ بذرة الإبداع الكامنة في نواتها وتخترع وسيلتها التي تراها فاعلة لفكّ أسر إرادتها هي قبل إرادة الأسرى والأسيرات، تلك الإرادات المؤمنة أنّ صوتها وقلمها وفعلها مؤثر في صياغة الواقع والدفع بعجلة التاريخ، للعاديّين البسطاء والروائيين والشعراء والفنانين والإعلاميين، والعاملين بحقوق الإنسان.
حريتنا منقوصة.. إنّ صمتنا عن انتقاص حرية الآخرين، وأصواتنا حين تجتمع تغير دفّة الضمير وتفضح المجرمين وتنجز التاريخ، إنّ لجهد أيٍّ منا قيمة أكبر بكثير ممّا نظنّ، والمستعمِرون اللصوص يراهنون على عدم إيماننا بهذه الحقيقة كما يراهنون على عجزنا وتيئيسنا، وما قصّة الأسرى وإعادة اعتقال المئات منهم يوميا إلا ترجمة كاملة لمراهناتهم تلك، فهي تريد تيئيس فكرة المقاومة وقطع الطريق على إرادة الإنسان العربي أنّ فعله لن يؤتي ثمره، وأنّ كلّ من سيحاول التمرّد على السجّان سيموت قبل أن يخرج من السجن..
يريدون ترسيخ اللاّجدوى الكاملة لنا مقابل الهيمنة الكاملة لهم، ليس فقط على جسد الأسرى والأسيرات، ولكن وهذا هو الهدف على همّتنا واستجابتنا، لنصبح شللاً متموّجاً كما يشاء، هي تحدٍّ تامّ لجدارتنا بإمكانية المحاولة، فقط المحاولة. وهي للأسير وكلّ متشوّقي الحرية وقودٌ للمواصلة والاستئناس بقناديل الإنسان التي تنثر حبّات ضوئها وتباركه، فكما أنّ الظلام يصطفّ ويدعم قطع الظلم فيه فكذا فوتونات الضوء تبارك الحرية والإنسان ..