المواطنة الخمسينية نادية مرعي

الاحتلال الصهيوني عاقب ابني الأسير قصي برفع محكوميته وعزله

تقرير : علي سمودي جنين - القدس

تواجه المواطنة الخمسينية نادية مرعي “أم صهيب” وأسرتها في مخيّم جنين، الكثير من صور المعاناة والمضايقات الصهيونية، فمن اعتقال نجلها الأسير قصي ربيع محمد مرعي 25 عاماً وإضافة فترة جديدة لحكمه وقلقها بسبب انقطاع أخباره وتعرّضه للقمع، مروراً باستمرار استهداف أسرتها التي شرّدها الاحتلال بعد قصف منزلها وإطلاق النار على أسرتها التي نجت من الموت بأعجوبة، لمواصلة اقتحام منزلها في كلّ عملية اقتحام للمخيّم وطرد أسرتها منه واحتلاله لعدّة أيام.

وتقول “الاحتلال يحاصرنا ويخنقنا لتضييق الخناق علينا واقتلاعنا وتشريدنا، لكن لن نرحل أو نسمح بتكرار النكبة، ما زلنا صامدون وندافع عن وجودنا ومخيّمنا حتى كنس الاحتلال”. بحسرة وألم، تحدّثت أم صهيب لمراسل “القدس”، عن نجلها قصي الثالث في عائلتها المكوّنة من 7 أنفار، والذي ما زال يتنقل بين زنازين العزل ويتعرّض للقمع والتنكيل منذ اعتقاله قبل عامين، وتقول “لم يكن يتدخّل بالسياسة أو ينتمي لحزب أو تنظيم، بعد تركه لمقاعد الدراسة في المرحلة الإعدادية، تحمّل المسؤولية لإعالة أسرتنا وعمل في عدّة مهن، وكرّس حياته لأسرتنا”، وتضيف: “في مطلع عام 2020، غادر منزلنا كعادته متوجّها لعمله في الداخل، لكنّ قوات الاحتلال اعتقلته عند حاجز طيار قرب بلدة يعبد، واقتادوه لأقبية التحقيق لنعيش معاناة الخوف والقلق في ظلّ انقطاع أخباره، حتى حوكم بالسجن الفعلي لمدّة عام ونصف بتهمة مفبركة وحجج واهية”.
تنهمر دموع الوالدة التي تعاني من عدّة أمراض مزمنة وتعيش على الأدوية، وتقول “قصي كان سندنا وعزوتنا، فخيّمت أجواء الحزن والألم بمنزلنا وحياتنا بعد زجّه خلف القضبان وحكمه الظالم، فصبرنا وتحمّلنا وجع الغياب بانتظار نهاية الحكم وحريته”، وتضيف: “عشنا صدمة كبيرة، عندما شارفت محكوميته على الانتهاء ورفض الاحتلال الإفراج عنه، فقد أعادوه لمحاكمهم الظالمة التي رفعت فترة حكمه لـ4 سنوات مع العزل في سجن مجدو دون معرفة الأسباب”، وتكمل: “لم نتمكّن من زيارته، وعانينا كلّ صور العذاب في ظلّ الاحتلال وظلمه، فلم يكتف الاحتلال بمنعنا من زيارته، بل عاقبه بالعزل والنقل بين زنازين العقاب كلّ 3 شهور، وفي كلّ مرة، يتعرّض للضرب والقمع والتنكيل من السجّانين”.
طوال فترة اعتقال قصي، ووالدته تبكي وتتنقل بين مؤسّسات الأسرى والصليب الأحمر، والمطالبة بمتابعة قضية ابنها وأوضاعه في ظلّ مرضه وانقطاع أخباره، وتقول: “لدى اعتقاله، كانت حالته الصحّية صعبة وبحاجة للعلاج، لكن أهملوا حالته، وبعد الحرب انقطعت أخباره، ولم تتوفر لنا أيّ معلومات حتى سجنه وناشدنا الجميع لكن دون جدوى”، وتضيف: “بعد معاناة مريرة، توجّهنا لمركز الشكاوي في القدس، وأبلغونا أنّ قصي محتجز في سجن “ريمون”، ووجعنا الأكبر إلغاء الزيارات العقاب الأقسى من السجن نفسه، فليل نهار أبكي لقلقي على حياته في ظلّ ما يتعرّض له أسرانا من قمع وتنكيل خلف القضبان”، وتكمل “أمام هذا الواقع المرير، سلاحنا الوحيد الصبر والدعاء لربّ العالمين ليحمي أسرانا وبينهم إبني الذي يعتبر نوارة المنزل وحياتنا، أتمنّى كلّ لحظة رؤيته وزيارته واحتضانه وضمّه لصدري، فلم يعد قلبي يحتمل غيابه”.
منذ الحرب على غزّة، وتكرار الاجتياحات والاعتداءات على مخيّم جنين، أصبح منزل أم صهيب في شارع مهيوب هدفاً للاحتلال، وتقول: “في كلّ اجتياح لمخيّم جنين، يتمّ طردنا من المنزل واحتلاله وتخريب وتكسير محتوياته كاملة، ويرغموننا على الخروج لإيجاد مسكن لنا حتى تنتهي عمليتهم العسكرية لنعاني الكثير ونحن مشرّدين”.
وتضيف: “في إحدى المرات، قاموا بضرب قنابل الأنيرجا على المنزل وطالت غرفة النوم، وكنا نصرخ وهم يطلقون الرصاص بشكل كثيف، ونحن نجونا جميعا من الموت بأعجوبة، كما دمّروا الكهرباء والمياه وكلّ أغراضنا، واضطررننا لاستئجار منزل آخر ومكثنا فيه، حتى قمنا بإصلاح وإعادة تأهيل المنزل للسكن فيه، والحمد لله رغم المخاطر عدنا إليه”. وتكمل: “الاحتلال يريد تشريدنا وتهجيرنا، لكن نقول لهم: سوف نبقى، ومستحيل أن نخرج من بيوتنا، ونسمح بنكبة جديدة، أنّهم يحلمون وواهمون فلن يتحقّق هذا الهدف ومن المستحيلات، وسنبقى صامدين ومرابطين وثابتين كثبات شجرة الزيتون على الأرض حتى تعود حرّة وأسرانا أحرار”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024