الموقـــف النبيــل للرئيس تبــون هـو موقـف كـل الجزائريــين
الجزائريـون والفلسطينيـون يتقاطعـون في مسار كفـاح متشابـه
الدبلوماسيــة الجزائريـة تتحـرّك فـي كـل الاتجاهـات لوقـف الطغيــان على غــزة.
قال المجاهد والدبلوماسي السابق صالح بن قبي، إن نيران الهمجية والظلم والغطرسة الصهيونية لم تتوقف عن حرق الأبرياء في غزة، وتواصل بكل جبروت وقسوة، اقتلاع كل أسباب الحياة، في ظل صمت مطبق وتواطؤ مقيت من طرف القوى الغربية الكبرى، بعد أن أدارت ظهرها للفلسطينيين متجاهلة الإبادة الجماعية بغزة، وأكد أن الجزائر تحركت في جميع الاتجاهات لوقف العدوان، وكانت الأقرب إلى فلسطين، بدعم لامحدود وتضامن لامشروط، ليشبه مسار التحرر الفلسطيني بالمسار الجزائري متوقعا النصر والاستقلال لفلسطين
تمرّ سنة كاملة وغزة المقاومة الصامدة، مازالت تعاني تحت قصف العدوان الصهيوني الوحشي، وتتعرض لوحشية مدمرة لمحتل غاشم يتمادى يوميا في ارتكاب المجازر الوحشية المحرمة دوليا، في حق شعب أعزل محاصر.. هذا ما أكده المجاهد والدبلوماسي السابق صالح بن قبي الذي يتوقع أن يواصل الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض، مقاومته إلى غاية تحرير كل شبر من أرضه، واستعادة مقدساته، ووصف صموده وتشبثه بأرضه بالدرس الحقيقي للمحتل ومن يدعمه، ليشير إلى أن استهداف المدنيين والأطفال والنساء في غزة، فضح علنيا الإبادة الجماعية المقترفة من دون رادع، وكشف عن همجية المحتل واستخدامه لمختلف الأساليب المحرمة قانونا وغير المشروعة إنسانيا، بدافع الاستيلاء على حقوق الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم، من خلال تطبيق مخطط جهنمي بائس لتهجيرهم من أرض أجدادهم.
المحتــل البائــس..
يواصل العدوان الصهيوني تطبيق أعنف وأبشع الوسائل المقيتة في حق الشعب الفلسطيني المقاوم والبطل في غزة الجريحة، ومنع الأكل والشرب والدواء عن الأبرياء العزل، ومحاصرتهم بطريقة لا إنسانية في ظل صمت مطبق للقوى العالمية المتشدقة بالدفاع عن حرية الشعوب، المهرولة لحماية قيم الديمقراطية في العالم!!.
واعتبر بن قبي، أن المحتل الغاشم يقتل الأبرياء العزل بمحاصرتهم ومنعهم عن كل مستلزمات الحياة، غير عابئ بالقوانين والمواثيق الدولية، متملصا من العقاب جراء جرائمه المقترفة أمام الرأي العام العالمي، فهو يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وحجته القضاء على المقاومة، مؤكدا بأن كفاح الشعب الفلسطيني يتشابه في مساره مع كفاح الشعب الجزائري، المتمسك بأرضه بإيمان عميق في الدفاع عن سيادته وحريته بشجاعة وبطولة.
ويرى بن قبي أن أوجه التقاطع بين الكفاحين الجزائري والفلسطيني، تكمن في قوة تحملهما، فالجزائريون تعرضوا إلى إبادات جماعية ومجازر أحرقت الأخضر واليابس، ومارس المستعمر في حقهم كل أساليب الطغيان، مستشهدا بمجازر سطيف وقالمة وخراطة، المرتكبة من طرف الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري، وأكد الدبلوماسي السابق وعضو اتحاد الطلبة المسلمين إبان حرب التحرير المجيدة، أن الاحتلال حيثما حل، يتشابه في طريقة بطشه وظلمه وسرقته لأرض ليست ملكا له، وكذا في كونه تلميذ غبي لا يعي الدرس، ومتغطرس مفتون بقوته لا يدرك بأن اليوم الذي سيندم فيه ويقع في شر أعماله، آت لا محالة.
دعم فلسطـين بالغــالي والنفيـس..
وعاد بن قبي بذاكراته إلى أزيد من خمسة عقود مضت، ساردا أحداثا وحقائق عاشها في مسيرة دعم الجزائر للقضية الفلسطينية، وأوضح بأن الجزائريين يدعمون القضية الفلسطينية بالغالي والنفيس؛ فالجزائر لا تبخل بكل ما لديها لدعم الشعب الفلسطيني في صموده من أجل افتكاك النصر من براثن الصهاينة، وبسط السيادة الكاملة على أراضيه.
ويرى بن قبي حتمية استمرار دعم القضية الفلسطينية وغزة الجريحة، وأضاف أن الجزائر تبذل كل الجهود الممكنة في أروقة الهيئات الدولية، ومن منابر المنظمات لفضح المحتل، ولا تكف عن المطالبة بوقف العدوان، وتحذّر من التهجير القسري الخطير المنفذ بخلفية إفراغ الأرض للاستيلاء عليها من طرف مجرمي الحرب الصهاينة.
ولأن الفلسطينيين متشبثون بخيار المقاومة حتى النصر، وينتظرون المساعدة الجزائرية وينظرون إلى الجزائر كطرف منصف داعم لهم، فالجزائر تنتصر للقضايا العادلة، وهي مركز سلام عالمي، وأشار بن قبي – في السياق - إلى أن قلوب الجزائريين تتفطر لكل ما يحدث في غزة من جرائم وحصار وظلم كبير.
وبما أن دور الدبلوماسية محوري في الضغط من أجل إنصاف المظلوم ووضع حد لتجاوزات الظالم، في ضوء منظومة القوانين والمواثيق الدولية، قال بن قبي إن الدبلوماسية الجزائرية تبذل كل ما في وسعها من أجل وقف الحرب والطغيان على غزة، لأن القضية الفلسطينية عادلة والصراع القائم بسبب الكيان المحتل الذي أراد أن يستحوذ على أرض لم تكن ولن تكون له، وتعجب بن قبي من غياب بعض الدول الكبرى التي كانت تستنكر الحروب وتدافع عن حقوق الإنسان وعدم تحركها للدفاع عن الإنسان المحاصر والمنكل به في غزة، والسبب - بحسب تقديره - أن الصهاينة مدعومين بسياسة الإفلات من العقاب.
وذكر بن قبي أن كل ما أخذ بالقوة ينبغي أن يسترجع بالقوة، خاصة وأن مخطط الصهاينة واضح وخطير، وبعد سنة كاملة، لم تتحرك ضمائر القوى الكبرى، وتركت الفلسطينيين ليواجهوا الإبادة والترويع في معادلة غير متوازنة، كشّر فيها الجلاد عن أنيابه، واستعمل أسلحة مدمرة محظورة دوليا، ليفرغها على رؤوس الأطفال والنساء.. العصابة الصهيونية انقضت على الفلسطينيين لتحرمهم بيوتهم وتسرق مقدراتهم، وهنا، شدّد الدبلوماسي السابق على أن كل من ارتكب جريمة في حق الفلسطينيين، يجب أن يحاكم وتسلط عليه العقوبة المستحقة.
تضامـن لامشروط وانتصار للقضية
ووصف المجاهد بن قبي مواقف الرئيس عبد المجيد تبون بأنها “واضحة وحاسمة ونابعة من موقف الشعب الجزائري الداعم بقوة وقناعة لقضية الشعب الفلسطيني العادلة”، واعتبره الموقف الجزائري تضامنا لامشروطا ولامحدودا، وانتصارا للحق الفلسطيني، وذكر بأن الجزائر طالبت المجموعة الدولية عبر الهيئات الدولية، بضرورة التدخل الفوري، من أجل حماية الشعب الفلسطيني من جرائم المحتل البشعة.
وقال بن قبي إنه تابع كل الجهود المنيرة التي بذلتها الجزائر، ومنها تسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب التحرك بشكل مبكر - بالتعاون والتنسيق مع جنوب إفريقيا - لمنع تمدد الكيان الصهيوني في الاتحاد الإفريقي، ومواصلة الجزائر والدول الإفريقية الصديقة والجارة في دعم فلسطين، وأضاف أن الدبلوماسية الجزائرية سجلت نجاحا يبقى راسخا في التاريخ، بعد طرد ممثلين عن الاحتلال الصهيوني من قاعة اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي، وتمكنت - إلى جانب ذلك - من سحب مقترح منح “الكيان الصهيوني” صفة مراقب بالاتحاد الأفريقي بشكل نهائي.
تحرك الدبلوماسية الجزائرية – يقول بن قبي - لم يتوقف عند تقديم الدعم الدبلوماسي والقانوني والسياسي المتاح، فقد ضغطت مستعملة جميع الأوراق من خلال تحرك جنوب إفريقيا على مستوى محكمة العدل الدولية، حيث كانت تقف وراءها، وكان الرئيس تبون أول من دعا إلى رفع الدعوى القضائية على الكيان المحتل.
سياسة الكيــل بمكيالــين
وتحدث بن قبي عما تبذل الجزائر من جهود بمجلس الأمن الدولي، حيث تقدمت بمقترح قرار لمجلس الأمن من أجل وقف إطلاق النار في غزة، لولا أنه قوبل بالفيتو أمريكي. ولم يخف بأن الجزائر بدبلوماسيتها المحنكة، تتواجد في المواقع الأولى في حل الأزمات الدولية وتساند وتمد يد العون للشعوب المحتاجة والمظلومة صاحبة الحق والمتطلعة للحرية.
وانتقد المجاهد بن قبي سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من طرف القوى المتحالفة مع الكيان الصهيوني، بتغاضيهم عن جرائم الصهاينة في غزة، وقال إنها تقدم صورة لمواقف غربية غير صادقة تجاه العالم، وهذا ما جعل غض الطرف عن القضية الفلسطينية ودعم المحتل الظالم يحدث تنديدا في قلب أمريكا وفي الدول الأوروبية، ودفع الرأي العام العالمي ليشجب ويستنكر في مسيرات حاشدة وغاضبة، جرائم محاصرة وقتل الأطفال بالقنابل وعن طريق التجويع في أشنع الطرق المطبقة، ضاربة بذلك كل القوانين عرض الحائط، بل ولم تعد قادرة على وقف آلة الدمار والتنكيل الصهيونية.
وفي ضوء تجربته الطويلة، النضالية أو الدبلوماسية، يعتقد بن قبي أن التاريخ لم يثبت أن محتلا تفوق على صاحب الأرض المطالب باستعادة حقه، ولا يمكن لأي صوت أو قوة أن تتجاهل حق الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمنا غاليا عبر التاريخ، وتعد ضريبة الدم أغلى ثمن لاستعادة ما سرق، ومثلما حاولت فرنسا أن تدعي بأن الجزائر لم تكن موجودة وأنها جزء لا يتجزأ من فرنسا، يحاول الكيان الصهيوني ترديد نفس العبارة الغبية، بأن فلسطين أرضه ويحاول تهجير أصحاب الأرض من الفلسطينيين نحو المجهول، غير أن فرنسا دفعت ثمنا غاليا وخسرت معركتها بالجزائر، ويرى أن الشعب الفلسطيني مرتبط بأرضه ومحب لوطنه، وقضيته محورية، وهذا ما يجعله في الطريق الصحيح، فالقضية الفلسطينية عادلة والشعب الفلسطيني الصامد سينتصر ويسترجع كل ما سلب منه.