المجزرة الـمُروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بغارةٍ على حارة الحمام وسط مخيم طولكرم، الليلة الماضية، وذهب ضحيتها العديد من الشهداء، بينهم عائلة كاملة، إنّما هي رسالةٌ داميةٌ إيذاناً ببدء نسخةٍ جديدةٍ من حرب الإبادة المتواصلة، بلا هوادة، في قطاع غزّة منذ عام.
رسالةٌ لها ما بعدها من رسائل مماثلة تتسع مساحتها، ويرتفع عدد ضحاياها، تبعاً لردود الفعل الدولية التي لا تُنبئ بأكثر من التعبير عن القلق والدعوات الباردة لوقف المقتلة. لم يكتفِ الاحتلال بتجريف المخيّم وتدمير بنيته التحتية، وتهجير سكانه، وجعله غير قابلٍ للعيش، بل انتقل إلى مرحلةٍ جديدةٍ أكثر دموية، تكشف نوازع الثأر والانتقام. لا نستبعد أن تُشجّع تلك المجزرة المروّعة جيش المستوطنين على ارتكاب مجازر مماثلةٍ في قرى وبلداتٍ خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
مطلوبٌ تحرّك فلسطينيّ عاجل للجم شهوة القتل المتواصلة في غزّة والضفّة، قبل أن نتعوّد على مشاهد دمويةٍ تُباد فيها عائلاتٌ تحت ركام البيوت والعمارات.