«إنّ قوّة من جيش الاحتلال اقتحمت منزل عائلتي في شهر مارس الماضي، وعند عملية اعتقالي، قاموا بتفجير باب المنزل، وانهالوا عليّ بالضرب المبرح مستخدمين بساطيرهم والهروات، حيث قاموا بتكسير أسناني في الفكّ العلوي جميعها، ولم يتبقى سوى سنّ واحدة فقط، واستمرّوا بضربي بشكل مبرح على أنحاء جسدي، وتعمّدوا ضربي مكان الإصابات في جسدي، إحداها في يدي اليمنى التي تسبّبوا في كسرها، وكنت قد خضعت لعدّة عمليات جراحية فيها قبل اعتقالي، وإصابة أخرى في الحوض وفي الفخذ، ولم يسمحوا لي باستخدام جهاز خاص وعكازة كانوا بحوزتي لمساعدتي في المشي.
وبعد عملية اعتقالي نقلت إلى معتقل حوارة، حيث تم تقيدي، وتعصيب عيني، وطوال هذه المدّة كنت أنزف من فمي، حيث تم نقلي إلى مشفى لا أذكر اسمه، ومباشرة جرى نقلي إلى سجن “عوفر”، وبقيت في سجن “عوفر” قرابة الأربعة شهور، وفي فترة التحقيق كان يتم نقلي في كلّ مرة من سجن (عوفر) إلى (سالم)، وتضاعفت معاناتي جرّاء عمليات النقل المتكررة، وكنت أضطر لربط يدي المكسورة بسترتي من شدّة الوجع، مع حرماني التام من العلاج، وما زلت حتى اليوم أعاني من التهابات شديدة في أماكن الإصابات، والتي تحوّلت إلى أداة للتنكيل بي على مدار الوقت مع حرماني من العلاج، إلى جانب ظروف الاعتقال القاسية، وأعتمد في تلبية احتياجاتي على رفاقي الأسرى، حيث جرى نقلي منذ فترة إلى سجن (مجدو)”.