تركناكَ وحدَكَ
تحمل هذي المجازر وحدَكَ
تنتشل الغيمَ من تحت هذا الدمار لوحدِكَ
تسحب جثة طفلي الرضيع من الدمع وحدَكَ
تجمّع أشلاء أمكِ وحدكَ
تقطب جرحكَ وحدَكَ
تركناكَ تحرثُ في الضوءِ وحدَكَ
ترفعُ جسمك نحو السماء لوحدِكَ
تحمل كلَّ البيوت
وكل الحكايا
وكل الضحايا
لوحدِك
تركناك تحمي الرياح ببعض الرماح لوحدِكَ
تركناك تطعن سقف الظلام
لعل ضياءً يمرّ إلى شهقةٍ في الخيام
تركناك تمسح دمع التراب بدمعكِ بعد المجازر
وتطفئ نار البيادر وحدك
تُقيم الجدار الأخير لتحمي شعاعاتنا الباقيات
تركناك تحمل سر الحياة
ونحنُ أمام الدمار العظيم.. موات
وبعض صلاة.
.***
تركناكَ وحدكَ
تنزعُ روحكَ من كلِّ موتٍ بكلتا يديك
وتمضي أمامي نبياً جريجاً يطيلُ الحديث عن الذاهبين
ذهبنا معاً للحقائق دون رفاق
ومتُّ أنا في الطريق
تركتك للنصر وحدكَ
فهل تستطيع السطوع وحيداً
تضيءُ وحيداً
وتكبّر عند الخلاص وحيداً؟
تركتكَ تصعد
تركتك تصمد
تركتك فاجمدْ
فأنتَ الخلاص الوحيد
وخطوتنا لابتداءٍ جديد.