مع دخول شهر رمضان الكريم أسبوعه الثاني وعكس التوقعات، لا تزال الندرة في بعض المواد الواسعة الاستهلاك على غرار الزيت والسميد، وموجة الارتفاع القياسي للمواد والمنتجات الغذائية والزراعية التي فاقت القدرة الشرائية للمواطنين حديث العام والخاص، وأمام تضارب التصريحات يبقى المواطن البسيط يدفع ضريبة تلاعب التجار بالأسعار.
تواصل أسعار الخضر والفواكه ارتفاعها للأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، وحسب ما أكّده بعض تجار التجزئة لـ «الشعب»، فإنّ كل المؤشّرات تدل على بقاء الأسعار على حالها بل إنّها مرشّحة للارتفاع أكثر خلال الأيام القادمة، مرجعين الأسباب إلى غلائها على مستوى أسواق الجملة.
«الشعب» خلال تجوّلها في بعض الأسواق بالعاصمة، وقفت على أسعار خيالية لبعض الخضروات والفواكه، حيث لازال سعر البطاطا المثير للجدل مرتفعا، ويتأرجح ما بين 110 دينار و140 دينار.
وعند استفسارنا عن أسباب استمرار الزيادة في سعر منتوج البطاطا بالرغم من ضخ وزارة التجارة لمخزون معتبر في الأسواق لدعم الأسعار، أجابنا أحد البائعين قائلا إنّ أسعار البطاطا في أسواق الجملة مرتفع، وتتراوح ما بين 100 دينار و110 دينار، وهذا ما جعل تجار التجزئة يسوقونها بسعر 140 و130، ولفت أن هذا الغلاء بدأ من عند الفلاحين والمنتجين بعد زيادة نشاط الوسطاء، الذين يعملون كهمزة وصل بين التجار والفلاحين.
كما لا يزال سعر الخس يثير الجدل نظرا لارتفاعه الكبير، حيث وصل سعره في بعض الأسواق إلى 280 دينار، وحسب تأكيدات بعض التجار فإن سعره لن ينخفض نظرا لكثرة الطلب عليه خلال الشهر الفضيل.
وقفز سعر الطماطم وبلغ 140 دينار في السوق البلدي لباش جراح المعروف بأسعاره المنخفضة نسبيا، واستقر سعر الجزر عند 70 دينارا والبصل في حدود 70 دينارا أيضا، وبلغ سعر الفاصولياء الخضراء 380 دينار، في حين وصل سعر الثوم إلى 1200 دينار، أما الفلفل الحلو ارتفع سعره إلى حدود 220 دينار، وعرض الباذنجان بـ 170 دينار والجلبانة بـ 180 دينار وبالنسبة للكوسة أو القرعة ارتفع سعرها إلى حدود 180 دينار.
ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على الخضر فحسب، حيث وصل سعر النعناع إلى 50 دينارا والبقدونس والقصبر ما بين 30 دينارا و40 دينارا، وبالنسبة للفواكه المجففة فقد ارتفعت أسعارها بشكل كبير فاق القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء، ما جعل أغلبيتهم يستغنون عنها، أو يكتفون أحيانا بغرامات صغيرة عكس ما كانوا عليه في السنوات السابقة، فالبرقوق الجاف تراوح سعر الكيلوغرام منه ما بين 1300 دينار إلى 1700 دينار، بينما كان من قبل لا يزيد عن 1000 دينار للكيلوغرام.
وتعدى سعر الكيلوغرام من الزبيب في بعض المتاجر 1500 دج، وعرض في الأسواق الشعبية بـ 1200 دينار، أمّا البرقوق المجفّف المحلي، فإن سعره يصل إلى 1300 دينار.
وقفز سعر المشمش إلى 2600 دينار، وزاد في بعض المحلات عن الحد، ونظرا إلى غلاء هذه المنتجات، فإنّها أصبحت تباع في أكياس بالغرامات، وبكميات لا تزيد عن الرطل الواحد في أحسن الأحوال.
كما ارتفعت أسعار الفواكه، حيث بلغ سعر البرتقال 250 دينار، أما بخصوص الموز فوصل في المحلات إلى 700 دينار، وفي الأسواق الموازية 550 دينار، وبلغ سعر التمر 500 دينار ودقلة نور ما بين و700 دينار و800 دينار .
اللّحوم بنوعيها خارج القفّة
على عكس التوقعات وتطمينات بعض المسؤولين بانخفاض أسعار الدجاج خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان لا تزال أسعار هذه المادة تصنع الحدث نظرا لارتفاعها الكبير، حيث وصل سعر الدجاج في بعض محلات التجزئة إلى حدود 540 دينار للكيلوغرام، وعرض بالأسواق المعروفة باستقرار أسعارها بـ 430 دينار للكيلوغرام.
أمّا أسعار أجنحة الدجاح التي كانت لا تتعدّى غالبا 150 دينار، التي كانت تعد أفضل وجبة للعائلات البسيطة خلال فصل الشتاء، فقد شهدت ارتفاعا هي الأخرى، وبالنسبة للأفخاذ وصل إلى 380 دينار ، و750 إلى 800 دينار بالنسبة لصدر الديناراج.
وأرجع تجار سبب غلاء أسعار الدجاج إلى ارتفاع سعر الذرى ارتفع بـ 40 بالمائة، في حين تجاوز سعر الصوجا 10 آلاف دينار لأول مرة، بعدما كان يباع بـ 4400 دينار، مؤكدا أنّ الجزائر تستورد 95 بالمائة من هاتين المادتين من الخارج، وهذا ما يجعل ارتفاع أسعارها على المستويين العالمي والمحلي يؤثر سلبا على المنتجين، الذين بدورهم يلجأون إلى رفع من أسعار الدواجن لتغطية مصاريف أخرى.
في حين يشهد لحم الديك الرومي ندرة في المحلات، في سابقة لم يعهدها السوق الجزائري، وعرفت اللحوم الحمراء موجة غلاء غير مسبوقة، حيث ارتفعت بما يقارب 15 بالمائة في مدة شهر، وعُرض في القصابات بسعر 1900 دينار للحم الخروف، و2000 دينار للحم البقر ووصل سعره في المذابح حدود 1700 دينار، على قول أحد التجار.
كما عرفت أسعار الأسماك المجمدة في العديد من الأسواق ارتفاعا كبيرا لتبلغ مستويات قياسية، الأمر الذي سبّب صدمة للمواطنين، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من «الإسبادون» بسوق الجملة إلى 2000 دينار، في حين عرف سعره بسوق التجزئة 2500 دينار، و»الميرلون» و»الروجي» بـ 2200 دينار.
وفي أسواق التجزئة يباع بـ 2500 إلى 2700 دينار، أما الجمبري فبلغ سعره بسوق الجملة حدود 3500 دينار للكيلوغرام الواحد، وبـ 4000 دينار في سوق التجزئة في حين وصل سعر الجمبري الأبيض إلى 1700 دينار في الجملة و2500 دينار عند التجزئة.
ارتفاع غير مسبوق في أسعار الحلويات
ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الزلابية، ووصل إلى حدود 350 دينار بعدما كان سابقا بـ 250 دينار، أمّا حبّة قلب اللّوز التي كانت تباع غالبا بـ 40 دينارا، فارتفعت ما بين 60 دينارا و80 دينارا، ووصلت حبة قلب اللوز ذات النوعية الرفيعة إلى حدود 220 دينار في بعض المحلات، بالرغم أنّ جميع مكونات تحضيرهما هي منتجات ومواد مدعمة من طرف الدولة على غرار الفرينة، الزيت والسكر.
ويرجع صانعو ومنتجو هذه الأصناف من الحلويات سبب غلائها، إلى ندرة الدقيق الخشن وزيت المائدة من محلات الجملة، حيث استولى عليه مصنّعو هذه الحلوى استعدادا لرمضان.