الخبير شلغوم يدعو لإنشاء مرصد لتسيير الأزمات

سيـول تهـدد الأحيـاء على ضفاف الوديـان

صونيا طبة

تعرف الجزائر حالة جوية استثنائية بسبب تساقط أمطار غزيرة تجعلها أكثر عرضة لمخاطر الفيضانات، خاصة في المدن التي تقطعها وديان وتهدد السكان القاطنين على ضفافها، حيث تمثل مياه الأمطار بالنسبة لهم خطرا قاتلا وكارثة كبرى تهدد حياتهم وممتلكاتهم.

أظهرت الأمطار الأخيرة الكثير من العيوب والاختلالات في إنجاز أحياء سكنية وطرق وتهيئة بالوعات وقنوات الصرف الصحي وتشييد السكنات على ضفاف الوديان، وهو سيناريو يتكرر كل فصل شتاء ويفضح الواقع المزري للبنية التحتية مع الإهمال أو ما يعرف “بالبريكولاج” منذ سنوات، ولكنه قد يكون الأسوأ، بحسب توقعات الخبراء، في حال تساقط كميات معتبرة من الأمطار الطوفانية، تشكل أكبر تهديدا على الأحياء المبنية على ضفاف الوديان وسكان المباني الهشة.
في السياق، يحذر رئيس نادي المخاطر الكبرى البروفيسور عبد الكريم شلغوم، من سيول تهدد الأحياء المبنية على ضفاف الوديان والتي تندرج ضمن خارطة المناطق المعرضة لأخطار الفيضانات، مؤكدا أن الوضعية المزرية التي آلت إليها البلاد سببها العمران العشوائي وغياب التطبيق الفعلي للقانون على أرض الواقع وعدم تدخل المصالح المختصة لوقف الأشغال وهدم البنايات التي تشكل خطرا على السكان.
ويوضح الخبير شلغوم، أن القانون رقم 04 ـ20 المتعلق بتسيير الكوارث يتضمن في المادة 7 منع بناء سكنات على ضفاف الوديان وعلى أطراف الشقوق الزلزالية ولكنه بقي مجرد حبر على ورق دون تنفيذ وتجسيد في الواقع، مبرزا أن النتيجة ستكون كارثية بسبب هذه المشاريع العشوائية غير المدروسة وإنجاز مئات السكنات على ضفاف الوديان وفي مناطق مهددة بالفيضانات ومختلف الكوارث الطبيعية، مؤكدا أن المشكل لا يتعلق بانسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي وإنما بالعمران العشوائي وغياب الرقابة من قبل المصالح المعنية.
ويقول الخبير، إن الجزائر العاصمة معرضة بصفة أكبر إلى خطر الفيضانات، نظرا لوجود 100 واد يشكل تهديدا وخطرا قاتلا على الأحياء المبنية على ضفاف ووسط الوديان، مبرزا أننا ندفع ثمن تقاعس المسؤولين والإهمال والبريكولاج والعشوائية من قبل السلطات المعنية لسنوات عديدة دون التفكير في حلول ناجعة استباقية وسياسة وقائية ورؤية استشرافية.
يرى أن الحل الوحيد يكمن في إنشاء مرصد وطني لتسيير الأزمات في كل الميادين ويكون لديه جميع الصلاحيات والمسؤولية في المراقبة وتقديم الإحصائيات المسجلة في كل الولايات وتقييم وتنظيم الإمكانات المسخرة لمواجهة الأزمات والتحكم في آثار الكوارث التي تنتج عن التغيرات المناخية، في ظل التحذيرات من مخاطر كبرى تهدد الجزائر بسبب عواقب غياب مخططات الطوارئ.
ويوضح الخبير شلغوم، أن الجزائر مصنفة ضمن قائمة البلدان المعنية بكوارث طبيعية ومهددة بآثارها “بسبب سوء التسيير وعدم احترام المعايير المعمول بها دوليا في إنشاء العديد من الهياكل والمشاريع”، متوقعا، كما تشير إليه دراسات خبراء، “خطر زلزال مدمر بالجزائر العاصمة قد تصل شدته إلى 7 درجات على سلم رشتر، محملا مسؤولية ما يحدث إلى المسؤولين”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024