بدأت الحملة الانتخابية في ولاية البليدة باردة مثل برودة الطقس منذ انطلاقها الخميس المنقضي، آخر محطة قبل الاقتراع يلعب فيها المترشحون كل أوراقهم لجلب اهتمام المواطنين واستمالتهم بغية الحصول على أصواتهم عند إجراء الاقتراح الخاص بمحليات 27 نوفمبر الجاري لتجديد المجالس الولائية والبلدية.
ماعدا تجمع نشطه ممثل حركة الإصلاح في اليوم الأول للحملة ببلدية أولاد يعيش، فإن النشاط الحزبي في جل بلديات البليدة مشلول في بداية الحملة الخاصة بالاستحقاقات التي ستجرى نهاية الشهر الجاري، وذلك بالمقارنة مع حملة الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 جوان الفارط، حيث سجلنا أنذاك قدوم أحزاب فتية وعتيدة لملاقاة الهيئة الناخبة وجها لوجه.
وقد يبرر البعض خمول المترشحين بسوء الأحوال الجوية الذي تعرفه بلادنا منذ نهاية الأسبوع الماضي، كونه لم يسمح بإقامة تجمعات شعبية في القاعات على اعتبار أن الكثير من المواطنين يتعذر عليهم التنقل. لكن العارفين بالشأن السياسي يربطون تواضع النشاط السياسي للمتنافسين حول مقاعد في هيئات الجماعات الإقليمية، بقلة الخبرة من جهة وفقدان الثقة في هذه الهيئات من قبل الجزائريين في السنوات الأخيرة.
وبحسب ما استقيناه، فإن كثيرا من المترشحين ممن لم يسعفهم الحظ في الفوز بمقاعد في المجلس الشعبي الوطني بعد إجراء انتخابات الغرفة السفلى للبرلمان، انسحبوا من المجال السياسي، فيما تمسك البعض الآخر بطموحه لتمثيل الشعب والدفاع عن حقوقه، كما هو الحال لرجل الأعمال مروان خميري في بلدية وادي العلايق، الدكتور في مستشفى فرانز فانون عبد القادر بزاري في بلدية الشفة، ورجل الأعمال الشاب كمال خليفاتي في بلدية مفتاح.
وإذا كان هؤلاء الذين ذكرناهم قد اكتسبوا خبرة في إدارة الحملة الانتخابية لفائدتهم باستغلال جيد لوسائط التواصل الحديثة واعتماد الخطاب السياسي المباشر والجواري، فإن قوائم ولاية البليدة مليئة بأشخاص هم دخلاء على عالم السياسة ولم يسبق لهم النضال في أي حزب أو مارسوا نشاطا جمعويا أو تطوعيا أو نقابيا، وبالتالي يفتقدون التكوين الذي يجعلهم يتمرسون في إقناع المواطنين.
ويقول أحد الناشطين السياسيين: «نحن نفضل أن نكثف نشاطاتنا في الأسبوع الأخير من الحملة لكي نتجنب استفزازات يتعرض لها فئة من يحكم عليهم المواطنون بأنهم انتهازيون ويظهرون في المناسبات فقط، وقمنا بإعداد برنامج مضبوط بدقة لإقامة تجمعات جيدة سنشرح خلالها ما نود تحقيقه لتحقيق التنمية وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين».
واستقبلت المندوبية الولائية بالبليدة 2168 مترشح لانتخابات المجالس الشعبية البلدية، موزعين على 96 قائمة، 30 منها قوائم حرة و66 حزبية، و350 مترشح لانتخابات المجلس الشعبي الولائي، موزعين على 6 قوائم حزبية وقائمة مستقلة وحيدة.
وبلغت الهيئة الناخبة 709110 ناخب بعد مراجعة القوائم في شهر سبتمبر المنقضي، مع المترشحين للمحليات القادمة سيتنافسون على 50 مقعدا في المجلس الولائي و475 مقعد في المجالس البلدية، موزعة على 25 بلدية، وستجرى عملية الاقتراع بـ1845 مكتب موزعين على 272 مركز.