معركة مرمورة الخالدة.. أحداث تداولت وقائعها عبر كامل مناطق الولاية ودارت حولها الأحاديث بين أفراد العائلات.. وأصبحت أسطورة تروى جيلا بعد جيل..
وبالرغم من مرور السنين إلا أن سكان المنطقة وضواحيها لم ينسوا تلك الوقائع التي عايشوها، فلا يخلو بيت هنا أو عائلة من مجاهد أو شهيد.
صالح دحمون (سعيد) أحد الشهود الذين عايشو المعركة، وهو قريب البطل الشهيد طاهر دحمون (الذي تجمع الشهادات والروايات على أنه من أسقط مروحية العقيد الفرنسي جون بيار).. يقول عمي صالح أن تلك المعركة التي كانت بمثابة النكسة العظمى للمستدمر الغاشم، والتي تكبَّد فيما خسائر فادحة لم تكن في الحسبان.
ويشير إلى أن مهمة المجاهدين «بالمنطقة المحرمة» كانت صعبة، دفعوا ثمنا باهظا: «مشاتي أحرقت بالكامل، مئات الضحايا منهم من سقط في جبهات القتال ومنهم من أعدم، نهب للممتلكات وتهجير قسري للسكان الذين فروا إلى مناطق أخرى بعيدة هربا من الإبادة التي وصلت إلى حدّ التطهير العرقي، عندما قرّر أحد القادة الاستعماريين بقر بطون النساء الحوامل لتسلية جنوده وإقامة الرهان بينهم حول جنس الجنين ذكر هو أم أنثى».
وتشير شهادات تاريخية، أن سكان الركنية وبوحمدان وكافة المنتسبين إلى الأسرة الثورية بڤالمة، يحفظون عن ظهر قلب أبرز محطات شريط المآسي والمجازر الفظيعة التي ارتكبها السفاح الفرنسي «لومان» الذي تطوع رفقة العقيد «جون بيار» «لتطهير» القلعة الحصينة من الثوار والأهالي الواقفين إلى جانبهم.
لكن كل الأعمال الإجرامية التي قامت بها فرنسا لم تكسر عزيمة سكان منطقة قدمت من الأبطال الكثير.