يعرض المركز الثقافي الجزائري، بباريس، الفيلم الوثائقي “ معركة الجزائر، البصمة “ للمخرج الفرانكو -جزائري شيخ جمعي، وذلك احتفاء بالذكرى الـ 67 لاندلاع الثورة التحريرية، حسبما أفاد به الموقع الإلكتروني للمركز .
أشار المصدر أن الفيلم الذي سيعرض، يوم الأربعاء المقبل، يتناول أهم مسارات الفيلم التاريخي الضخم “ معركة الجزائر “ (1966) للمخرج الإيطالي الشهير جيلو بونتي كورفو، حيث اعتمد المخرج في عمله التسجيلي على أرشيف من الصور والتسجيلات ولقطات حية من الفيلم، إلى جانب تضمنه مجموعة من الحوارات مع شخصيات فاعلة ليغوص بالجمهور في مسار عمل سينمائي تاريخي نادر.
وانصب اهتمام الفيلم الوثائقي” معركة الجزائر، البصمة “ الذي تم عرضه لأول مرة سنة 2018 ومدته 52 دقيقة بتتبع العلاقة الوطيدة بين ثنائية التاريخ والسينما في أيقونة المخرج جيلو بونتي كورفو “ معركة الجزائر “، لإبراز اللقاء ما بين الحقيقة والخيال، على غرار لقطة الفيلم الحقيقية التي تخص إعتقال المجاهد الراحل ياسف سعدي قائد المنطقة المستقلة، بالجزائر العاصمة في سنة 1957 ومهندس العمليات الفدائية في معركة الجزائر التي تم بثها عبر قنوات التلفزة الفرنسية حينها.
من جهة ثانية، يقتفي المخرج من خلال عمله الوثائقي نتائج الإرث التاريخي الذي تركه فيلم “ معركة الجزائر” في الوعي الجماعي الجزائري وتأثيره على أجيال كاملة باعتباره أيقونة سينمائية فضحت التعذيب الجيش الفرنسي في الجزائر فضلا على دور مدينة الجزائر والشهيد علي لابوانت وباقي الفدائيين في دفع العمل الثوري.
ويحكي فيلم “ معركة الجزائر “ (1966) عن فترة من فترات حرب التحرير الجزائرية، من خلال ملحمة المقاومة التي خاضها سكان حي القصبة العريق ويستعرض العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الفرنسي في 1957 بالجزائر العاصمة، وخصوصا التعذيب الذي كان يمارس ضد الجزائريين لإجبارهم على كشف تحركات مناضلي جبهة التحرير الوطني.
وكان هذا الفيلم الحربي التاريخي الذي صور بالأبيض والأسود قد تميز بطابعيه الروائي الخيالي والإخباري الوثائقي، وقد صنف عدة مرات كأحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية، وقد حاز عدة جوائز أبرزها “الأسد الذهبي” بمهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا عام 1966، كما رشح مرتين لجائزة الأوسكار في 1967 و1969 وتم على مدار حوالي نصف قرن منع عرض الفيلم بالقاعات الفرنسية، وذلك لغاية 2004 .