أحدثت الأمطار الغزيرة التي تساقطت لعدة ساعات بولاية بومرداس هلعا كبيرا لدى المواطنين خاصة في بعض المناطق المعروفة بمخاطر الفيضانات وتجمع المياه، بسبب الكمية المتساقطة التي قاربت 50 ملم، فيما استبشر الفلاحون خيرا بعودة الحياة مجددا للقطاع الفلاحي لتزامنها مع استمرار حملة الحرث، وإنعاش المساحات المسقية لشعبة الحمضيات والأشجار المثمرة التي تعاني شح المياه..
اختلطت المشاعر لدى المواطنين والناشطين في القطاع الفلاحي وهم يستقبلون غيث الخريف بعد انقطاع كبير لمياه الأمطار من أجل الانطلاق الفعلي في النشاط وخاصة بالنسبة لشعبة الحبوب التي دخلت مرحلة متقدمة من حملة الحرث وبداية عملية البذر شهر نوفمبر، لكن دون أن تتضح صورة الموسم الجديد المرتبط بصفة كلية مع ما تجود به السماء من مياه ارتبط بها الفلاحون خلال هذه الفترة من السنة.
فرغم حالة الهلع من حدوث فيضانات وانزلاقات للتربة بسبب كمية الأمطار المتساقطة في ساعات معدودة، وما أحدثته من خسائر في بعض الولايات المجاورة حسب الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وتقارير الحماية المدنية، إلا أن تعليقات المواطنين كانت كلها تصب في الاتجاه الايجابي وهو التعبير عن الفرح بوصول الغيث المبشر بموسم فلاحي واعد قد يساهم في إطفاء جمرة الأسعار الملتهبة في الخضر والفواكه.
إلى جانب القطاع الفلاحي الذي سيشهد انطلاقة قوية بفضل الأمطار الأخيرة بالأخص المساحات المسقية لشعبة الحمضيات والأشجار المثمرة التي كانت تعاني من ندرة المياه، ستكون المياه المتساقطة دافعا آخرا للغطاء النباتي والغابي بولاية بومرداس الذي تضرر كثيرا من حرائق الصيف الماضي، حيث تزامن الاضطراب الجوي مع انطلاق حملة التشجير لموسم 2022 من طرف محافظة الغابات، حيث ستكون غابة سيدي حلو ببلدية بودواو على موعد نهار اليوم، لمباشرة عملية غرس وتجديد المساحات الضائعة التي تعرضت للتلف عبر عدة مناطق جبلية بالولاية وهذا بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشجرة.
محليا، لم تسجل مصالح الحماية المدنية تدخلات خطيرة لإنقاذ أشخاص عالقين في بسبب المياه، أو خسائر مادية كبيرة، ما عدا بعض النقاط السوداء التي شهدت تسربات في بلدية حمادي، خميس الخشنة، عمال، شعبة العامر مع تدخل لامتصاص المياه في ببعض النقاط الأخرى، لكن ظاهرة التهاون وغياب مخطط متكامل للوقاية المسبقة من قبل السلطات المحلية، قد أعاد نفس المظاهر السلبية المتعلقة بتجمع المياه وسط الأحياء والساحات العامة.
كما تحولت بعض الطرق البلدية والولائية البعيدة عن أنظار السلطات الولائية إلى أودية جرفت معها الأتربة والحجارة نتيجة انسداد قنوات الصرف وانعدام الصيانة وتنظيف البالوعات والتشعبات التي حولت مجاري المياه إلى وسط الطرقات المعبدة التي تبدأ تتآكل شيئا فشيئا، وبالتالي تبقى خسائر اليوم غير المعلنة، فاتورة تتبع المواطن عاجلا، خاصة بالمناطق النائية التي عانت كثيرا من تجسيد بعض العمليات التنموية وأشغال التهيئة الحضرية على رأسها شبكة الطرقات والمسالك الريفية التي أتت عليها الأودية الكاذبة.