ترك الصّحفي الراحل الحاج بن عودة فقيه الذي يعتبر من أعمدة الصحافة بسيدي بلعباس، بصمته جلية من خلال مشواره المهني الذي امتد على مدار أربعة عقود من الزمن حسب شهادات رفقائه وزملائه في المهنة.
يستذكر الصحفيون المحليون بولاية سيدي بلعباس، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، ذكرى الفقيد الذي وافته المنية في 6 أوت 2019 بعد أن سطع نجمه في عالم الصحافة من خلال ما كان يقدمه من تقارير ومقالات هادفة، صنعت السبق، خاصة في تغطياته المتفردة لمختلف الأحداث بالمنطقة عندما كان مراسلا دائما للقناة الثالثة بالإذاعة الوطنية.
وصرحت في هذا السياق الصحفية سعدي لمياء مراسلة القناة الثانية بالإذاعة الوطنية، أن الصحفي الحاج بن عودة فقيه “من الصحفيين المتميزين الذين تفتخر بهم ولاية سيدي بلعباس لأنه استطاع أن يرسم مسارا مهنيا ثريا جعله يخلد اسمه في صورة راقية، تعكس غنى ثقافته ونبل أخلاقه التي مكنته من إعداد بكل مهنية التقارير الصحفية التي تتناول القضايا الاجتماعية والإنسانية والوقائع والأحداث اليومية”.
وأضافت نفس الصحفية التي عملت مع الراحل لمدة عشرة أعوام، أن الحاج بن عودة فقيه الذي كان مراسلا للقناة الثالثة باسم عبد الوهاب بشير، “لم يتوان عن تقديم العون والمساعدة لكافة زملائه العاملين في مجال الصحافة، وكان يوجّه ويسدي لهم النصائح بحكم خبرته الواسعة في مجال الإعلام والتي تجاوزت الأربعين عاما”.
نموذج في مهنة الصّحافة
ولأنّه كان متمرّسا ومثقفا ومتمكنا في مختلف المجالات، أبدع الصحفي الحاج بن عودة فقيه في العديد من الحصص الإذاعية التي كانت تبث عبر أثير القناة الثالثة، فقدّم حصة الصباح الثقافي وتطرّق لمختلف الأحداث والتظاهرات الثقافية على المباشر، حسب ما أكّده من جهته رئيس المصلحة التقنية بالإذاعة المحلية لسيدي بلعباس عامر أيوب.
وأبرز ذات المتحدث أنّ الراحل فقيه كان يأتي للمحطة الجهوية لإذاعة سيدي بلعباس لمراسلة القناة الثالثة “بشكل يومي، ولم يذخر جهدا في مساره المهني”، مشيرا إلى أن التعب الذي كان يعاني منه خلال السنوات الأخيرة قبل وفاته عندما كان يعاني من مرض عضال، لم يمنعه من نقل الاخبار على المباشر لمدة ساعتين كما كان الامر خلال أحداث مباريات فريق اتحاد بلعباس من ملعب 24 فيفري.
ويشهد زملاء الفقيد أنه كان مثالا للعطاء، فكان يقدم المساعدة والتوجيهات والنصائح لزملائه، وكان مجرد قدومه لدار الصحافة بوسط مدينة سيدي بلعباس بمثابة المدد الذي ينتظره زملاؤه ورفاق دربه بشغف كبير، فقد كان يوجه الصحفيين ويشجعهم على مواصلة الدرب والتميز في مشوارهم بكل احترافية.
وحسب شهادة زميله الصحفي مير محمد، فقد كان بن عودة (الذي توفي عن عمر ناهز 72 سنة) من أهم الصحفيين الذين مروا بولاية سيدي بلعباس. فقد تميز بأسلوبه الخاص في الكتابة، وكان مثالا للصحفي المتمكن الذي يقتدى به سواء في مقالاته في الصحافة المكتوبة أو تقاريره الإعلامية التي يلقيها عبر أثير الإذاعة.