سطّرت مديرية التربية لولاية بشار، مجموعة من الخطوات على مستوى القطاع، لمواجهة عدد من التحديات التي يعرفها القطاع، مثل ضعف معدل النجاح في نتائج البكالوريا، وتنقل التلاميذ للدراسة في بلديات مجاورة لعدم وجود متوسطات في المناطق التي يقطنون بها.
قال مدير التربية لولاية بشار الجيلالي بن سالم في حديثه مع «الشعب»، إنّه قد تمّ لأول مرة على المستوى الوطني، إطلاق مشروع ولائي من أجل جودة المدرسة، بمشاركة جميع الشركاء من مفتشين وإداريين وأساتذة وجمعيات أولياء التلاميذ، وذلك بعد دراسة أولية للنتائج المتحصل عليها خلال العشر سنوات الماضية، مادة بمادة.
المشروع - يقول المتحدث - عبارة عن ملتقى يتم تنظيمه على مدار يومين كاملين، يتم خلاله عمل ورشات، ووضع أرضية لتقييم وتشخيص قطاع التربية بالولاية، وذلك لمعرفة نقاط القوة والضعف ووضع الحلول، بإشراك جميع الفاعلين في الحقل التربوي، بغرض تحسين النتائج المتعلقة بكل الأطوار، خاصة نتائج شهادة البكالوريا، نظرا لتذيل الولاية الترتيب، متعهّدا بمتابعة تفاصيل موضوع نتائج شهادة البكالوريا، ورفع معدلات النجاح، إنطلاقا من تحسين ظروف التمدرس.
دورات تكوينية للأساتذة
أكّد مدير التربية وضع برنامج عمل بالتنسيق مع المفتشين التربويين، من أجل تكوين الأساتذة وتنمية قدراتهم ورفع مستوى الكفاءة المهنية لديهم، وأشار إلى أنّ هذه الدورات التكوينية تهدف أيضا إلى تعليم كيفية التواصل الجيد مع التلميذ من خلال معرفة ميولاته، لأنّ هناك - يتابع كلامه - تلميذ ملمحه أدبي، يكون توجيهه إلى شعبة علمي، ممّا يجعله عند الإنتقال إلى السنة الثانية ثانوي، لا يستطيع الإستمرار بالرغم من أنه ينتقل بمعدل 10.
وأضاف أنّ المفتّشين سيقومون بالإشراف على الأساتذة وتقييمهم، وتأتي هذه البرامج - حسب المتحدث- في إطار الحرص على تكريس فكرة الإصلاح، وتحسين نوعية التعليم، معتمدة في ذلك على الموارد المادية البشرية المتوفرة، للنهوض بالقطاع على مستوى الولاية.
أما فيما يتعلق بمشروع المدرسة الرقمية، قال مدير القطاع أنه تم تنصيبه على مستوى بلدية موغل، بعدما استوفت ابتدائية «عسولي محمد» كل الشروط الضرورية، لتنصيب المدرسة الرقمية والمتمثلة، في توفر المؤسسة على الكهرباء والانترنت، المؤسسة مدرسة ابتدائية، كما توفرت على فوج تربوي واحد من كل مستوى تعليمي، وعدد التلاميذ بالفوج التربوي الذي لا يتجاوز 30 تلميذا، وغير ذلك من الشروط، وهو المشروع الذي استفادت منه الولاية كباقي ولايات الوطن في انتظار تعميمه على باقي بلديات الولاية.
تحديات تعود لطبيعة المنطقة
قال متحدّث «الشعب»، إنّ هناك تحدّيات تتميّز بها منطقة بشار، يتم دراستها وإيجاد حلول لمواجهتها، منها أن هناك العديد من التلاميذ الذين يقطنون في بلديات موغل، بوكايس والمريجة، يتنقلون يوميا عبر الحافلات المدرسية للإلتحاق بمقاعدهم في المتوسطات البعيدة عن منازلهم، قاطعين مسافة تصل أحيانا إلى 90 كلم، نظرا لعدم وجود متوسطات في بلدياتهم، ممّا قد ينعكس سلبا على مردودهم الدراسي بسبب الإرهاق والتعب، حيث أن هناك 84 تلميذا - على سبيل المثال - يقطنون في بلدية المريجة يستقلون الحافلة كل صباح إلى بلدية القنادسة، قاطعين مسافة تصل إلى حوالي 70 كلم، ذهابا وإيابا، الأمر الذي جعلنا نسعى إلى مراسلة الوزارة المعنية، من أجل إعادة النظر في الخريطة المدرسية، آملين أن تستفيد ولايتنا من تسجيل أكبر عدد من المؤسسات التربوية، لأن ما تستفيد منه الولاية على سبيل المثال متوسطتين في العام، لا تسمح أن نضعها في مناطق لا تتوفر على العدد المطلوب من التلاميذ، وبالتالي تصبح ليست من الأولويات، وعلى الرغم من أن حدة معاناة التلاميذ مع التنقل إلى البلديات الأخرى، قد تراجعت نوعا ما، بعد ترقية بني عباس إلى ولاية، إلا أن المشكل مايزال قائما.
وأضاف أنّه نظرا لطبيعة المناخ الذي تتميز به المنطقة، فقد تمّ تجهيز كل المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، بمكيفات هوائية من أجل توفير مناخ ملائم للمتمدرسين يساعدهم على تحصيل نتائج أفضل، خاصة وأنهم يدرسون قرابة أربعة شهور من السنة الدراسية في درجة حرارة عالية تعود لطبيعة المنطقة.
هياكل تربوية جديدة
يلتحق ما يقارب 92 ألف تلميذ موزعين على الأطوار الثلاثة في السنة الجديدة، في ظروف صحية استثنائية، حيث تمّ تطهير وتعقيم الأقسام وتهيئة قاعات التدريس بما يضمن التباعد الجسدي، مراعاة للبروتوكول الصحي المعمول به، مع توفير كل المستلزمات الضرورية، ومواصلة عملية التلقيح التي باشرتها المديرية لفائدة المستخدمين لحماية التلاميذ و موظفي القطاع من الوباء.
وفيما يتعلق بالمنشآت الجديدة التي سوف تدخل الخدمة مع بداية الموسم الدراسي، أشار المدير إلى أنه تم استلام 7 مدارس ابتدائية، واحدة في بلدية أولاد خضير، والأخرى في بلدية العبادلة، وخمسة إبتدائيات في بلدية بشار، وثانوية في بلدية القصابي، بالإضافة إلى ثانوية في بلدية بني عباس، ومتوسطة يتم الشروع في إنجازها ببلدية بشار للتخفيف من الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه متوسطة محمد ولد علي بذات البلدية، هذا إلى جانب الانتهاء من إنجاز 21 حجرة في مؤسسات التعليم المتوسط، في إطار التوسعة للقضاء على الأقسام الدوارة، كما تمّ إنجاز أيضا وحدة صحية للكشف والمتابعة بثانوية إقلي بولاية بني عباس، من أجل تغطية صحية للتلاميذ، ليصبح لدينا 20 وحدة صحية.
سكنات ومنح مدرسية
استفاد القطاع من مشروع 512 وحدة سكنية على مستوى ولايتي بشار وبني عباس، حيث تمّ استلام 406 وحدة، وزّع منها 360 سكن خلال سنوات سابقة، وسوف يتم توزيع 45 سكنا خلال هذه الأيام، بعد دراسة القائمة النهائية والطعون، مشيرا إلى أن هناك 106 سكن في طور الإنجاز موزع عبر عدد من بلديات بشار وبني عباس.
أكّد مدير التربية أنّه قد تمّ صب منحة التمدرس المقدرة بخمسة آلاف دينار جزائري في الحسابات البريدية لأولياء التلاميذ المعنيين بها، وقدر عدد المستفيدين بـ 27 ألف مستفيد من الفئات المعنية، إضافة إلى ذلك مجموعة من الحقائب المدرسية بالتعاون مع مديرية النشاط الاجتماعي التي توزع على فئة المعوزين، في انتظار منح وإعانات أخرى مختلفة