٩ ملايين تلميذ يلتحقون بمقاعد الدراسة غدًا

الأساتذة أمام تحدّيات للموسم الثالث

خالدة بن تركي

برتوكول صحي صارم للحماية من متحوّر «دلتا»

يلتحق غدا 9 ملايين تلميذ مسجلين في الأطوار الثلاثة بمقاعد الدراسة، وسط أجواء كلها أمل بنجاح الموسم الجديد الذي سيكون استثنائيا للعام الثالث تواليا، بسبب تفشي فيروس كورونا، يحكمه بروتوكول صحي صارم صادقت عليه وزارة الصحة لضمان سلامة الأسرة التربوية بجميع مكوناتها.

اعتمدت وزارة التربية الوطنية برتوكولا صحيا وبيداغوجيا يضمن توفير بيئة علمية وصحية للأسرة التربوية، حيث اعتمدت في الجانب الصحي على تجهيز وتطهير المؤسسات التربوية قبل موعد الدخول المدرسي، وقبل التحاق الإداريين بمؤسساتهم منذ أزيد من 10 أيام، بالإضافة إلى تعقيم المطاعم ودورات المياه وتوفير كل وسائل الوقاية من معقمات ومواد التنظيف.
مخطط استثنائي
يتضمن البروتوكول مخطط تنقل التلاميذ داخل المدارس لضمان التباعد الجسدي، مع توفير أجهزة قياس الحرارة بالأعداد الكافية كإجراء احترازي لمنع تفشي الفيروس في الوسط المدرسي، بالإضافة إلى وضع إشارات التباعد عند مدخل المؤسسات، وكذا توفير مطهر الكحول للتلاميذ، وحتى في حجرات التدريس لضمان التعقيم المستمر.
في الشق البيداغوجي، أفرجت وزارة التربية الوطنية هذا الموسم، على مخطط استثنائي مغاير يعادل في الساعات الدراسة بين التلاميذ، خاصة في المرحلة الابتدائية لإقامة مبدأ تكافؤ الفرص، مع ضرورة المحافظة على صحة المتمدرسين والأسرة التربوية وإشراك الأولياء في التحسيس بالوضع الاستثنائي الذي يدرس فيه التلاميذ لتسهيل تطبيق البروتوكول المدرسي.
تفعيل الالتزامات
من جهتها، أفادت تنسيقية التعليم الابتدائي، على لسان الأمين العام بلال تلمساني لـ «الشعب»، إن الموسم الدراسي سيكون استثنائيا بكل المقاييس،ونجاحه مرهون بتلبية المطالب المهنية والاجتماعية  للأستاذ، خاصة وأنها كانت سببا في الاحتقان الذي ميز الموسمين الماضيين، والتي تعهدت السلطات بحلها تدريجيا من خلال رفع القدرة الشرائية للأستاذ عبر مراحل، وهو ما رحبت به الأسرة التربوية.
وسعيًا منها لضمان دخول مدرسي هادئ، ذكّرت بالالتزامات ومطالب الأساتذة، ومع تدني القدرة الشرائية أصبح الأساتذة على «صفيح ساخن»، ما يلزم الوزارة بضرورة الإسراع في تفعيل الالتزامات المختومة من أجل سنة دراسية ناجحة، فالضروري اليوم طرح حلول وخارطة طريق تجعل الأستاذ يتفرّغ لمهمته البيداغوجية البحتة، فالأستاذ أصبح يؤدي مهاما مختلفة من تأطير وحراسة، ما وضعه تحت ضغوطات معيشية مختلفة.
مقترحات على طاولة بلعابد
وأبدت التنسيقية دعمها لمسار إنجاح السنة الدراسية الاستثنائية، لكن شريطة النظر في ملف المطالب، كما تعمل من خلال اجتماعاتها مع الوزير على تقديم  مقترحات لعدة مشاكل تحتاج لاجتهاد لا غير، كالمذكرات البيداغوجية وتحسين الخدمات الاجتماعية و تنظيمها ليستفيد منها جميع الأساتذة.
وما تقوم به التنسيقية يندرج في إطار مساعي ضمان دخول مدرسي آمن، وهو رسالة توضح من خلالها، أن التنسيقية تملك الحس المدرسي والوعي التربوي لتفادي سيناريوهات التصعيد التي يطالب بها الأساتذة فالمسؤولية يجب أن يتحملها الجميع، خاصة وأنهم رفعوا التحدي على ضوء انتشار وباء كورونا لموسمين بالرغم من غياب الإمكانيات والوسائل.
وتابع المتحدث ان الأساتذة، قدموا تضحيات، السنة الماضية، لما استطاعوا تأطير قرابة 9 ملايين تلميذ من الأطوار الثلاثة وبوسائل بسيطة وبنتائج مرضية على الرغم من الصعوبات «، وهذا دليل على مواجهة تحديات طيلة موسمين من الدراسة.
تفعيل منحة الخطر
كما تواجه الأسرة التربوية للموسم الثالث على التوالي تحدي مجابهة وباء كورونا، حيث طالبت التنسيقية في هذا السياق بدراسة موضوعية للوباء داخل المدارس، بالإضافة إلى تخصيص منحة الخطر للفريق التربوي، مثله مثل كثير القطاعات.
وأكد المتحدث، أن الأستاذ باعتباره حلقة أساسية في المنظومة التربوية التكفل به وحمايته أمر ضروري، وهو تحد ينتظر وزارة التربية الوطنية، خاصة وأن هذا الأخير يعتبر صاحب رسالة وهدف اجتماعي وما نشاهده من احتجاجات كل عام هو نتيجة تراكم المشاكل والظروف الاجتماعية الصعبة.
رهان الحجم الساعي
يرى الأستاذ بلال تلمساني، أن المخططات أصابت في تقليص الحجم الساعي وتخفيف محفظة التلميذ بالنسبة للابتدائي، ولكن لا يعبر عن تطلعات الأساتذة في المتوسط والثانوي الذين سيصل الحجم الساعي لبعض المواد إلى 30 ساعة أسبوعيا، ما سيضفي طابع احتقاني لدخول من المفروض أن تعمل الوزارة على تنظيمه ورفع اللبس عنه، حتى تسهل تطبيق البرنامج في آجاله المحددة.
وتعتبر مسودة القانون الأساسي بنظر الأستاذ الحل النهائي لمشاكله، بترجمة مطالبه ودراسة شاملة للتصنيفات مقارنة بالمجهود المبذول والذي يحمل استجابة للمطالب المتمثلة في تحسين الحالة الاجتماعية للأستاذ وتوحيد التصنيفات ورفعها لدرجات أعلى وتوفير وسائل العمل وفتح مسابقات التوظيف لمختلف الأسلاك ورفع الحجر عن التقاعد النسبي، والذي جعل الأساتذة عرضة لأمراض نفسية نتيجة ضغوطات سنوات العمل.
التلقيح.. بين الالتزام والامتناع
فيما يخص عملية التلقيح يرى بلال تلمساني، أنها ضرورية، وفي نفس الوقت نطالب بضرورة احترام القناعات في التطبيق بين الالتزام والامتناع لاحترام الحرية الشخصية للأفراد، ولكن مع ذلك فنحن مع تطعيم جميع المستخدمين لحمايتهم من العدوى.
وهي العملية، التي سخرت لها كل الوسائل المادية والبشرية لإنجاحها، وهذا قبل أسابيع عن موعد الدخول المدرسي المقرر غدا، حيث أن حملة التلقيح تسير، بحسب مختصين في الميدان في ظروف جيدة، وهناك إقبالا كبيرا من قبل عمال القطاع على مراكز التلقيح.
من جهتهم، أكد العاملون بقطاع التربية من أساتذة وإداريين، أن التلقيح هو الحل الوحيد لحماية الأسرة التربوية من جائحة كورونا، سواء في الإبتدائيات المتوسطات، أو الثانويات، خاصة وأن هذه المرافق التربوية، مكان تلتقي فيه  أعداد كبيرة من التلاميذ ما يجعل إمكانية العدوى أمرا سهلا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024