انحصرت وسائل التعليم في الجامعات الجزائرية على مر عقود، في الطرق التقليدية مع بعض المحاولات باستحداث طرق أخرى مثل التعليم المُدمج، وقد استمر هذا الحال إلى أن جاء وباء كورونا الفتاك ليقلب المنظومة التعليمية رأسا على عقب..فيروس كورونا المستجد الذي ألقى بظلاله المباشرة والسيئة على منظومة التعليم العالي والبحث العلمي.
على ضوء استمرار انتشار الوباء وتحوره، تبنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آليات التعليم عن بعد للعام الثاني على التوالي خوفاً من أي سيناريو يعرقل النشاطات البيداغوجية في المؤسسات الجامعية.
أشار العديد من منتسبي الحقل الجامعي، إلى صعوبة العمل بهذا النمط من الدراسة بشكل أساسي، بسبب نقص الخبرة وضعف البنية التحتية وارتفاع أسعار الأجهزة وتصميم البرمجيات والإتصالات والصيانة المستمرة لها، إضافة إلى عدم قدرة أولياء الطلبة تحمل تكاليف المستلزمات الأساسية من أجهزة كمبيوتر وتطبيقات ضرورية، كما أن ضعف المنحة الجامعية التي لا تكفي حسب نظرهم في التوجه لهذا النوع من التعليم زاد من تعقيد الوضع وتأزمه.
قال رئيس اللجنة الوطنية للدخول الجامعي لدى رابطة الطلبة الجزائريين، أحمد زياني، في اتصال هاتفي مع «الشعب»، إن الظروف المادية للطالب لا تسمح بالعمل بهذا النوع من التعليم بشكل كامل وأساسي، ويمكن إدراجه كحل استثنائي بسبب الجائحة التي فرضته علينا، مبرزاً في الوقت نفسه أن المنحة الجامعية لا تكفي توفير متطلبات هذا النوع من الدراسة.
وأوضح زياني، أن الظروف المادية للطلبة متردية، وأغلبهم يعتمدون على الهواتف بسبب عدم توفر أجهزة الكمبيوتر لديهم.
وفي هذا السياق، دعت الرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين على لسان أحمد زياني إلى ضرورة توفير الروابط الرسمية للجامعات، والولوج لهذه المواقع مجانا من أجل التحصيل العلمي، وكذا إنجاح هذا النمط الدراسي.
وثمّنت الرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين بهذا الخصوص، اتفاقية التعاون التي أبرمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، أين توقّع احمد زياني أن تكون لهذه الشراكة آثار إيجابية على تخفيف من التكاليف المادية للطالب، وكذا إعطاء حركية جديدة للبحث العلمي عبر تعزيز خطوط وشبكات الاتصالات الإلكترونية وتعزيز تدفق الانترنت لتعزيز الرقمنة.
من جانبه، قال بويعقوب نور الدين ممثل طلبة المركز الجامعي مرسلي عبد الله، إنّ نجاح التعليم الإلكتروني يحتاج إلى ضوابط وشروط ضرورية، وخطط واضحة تبين كيفية دمج التعليم الهجين بالبنية التكنولوجية، واسعة النطاق وعالية الجودة وبرامج إدارة التعليم.
كما يحتاج بحسبه إلى متطلبات تنظيمية إدارية عصرية، ومتطلبات بشرية (مختصون في الإعلام والاتصال) وأجهزة إلكترونية، وهذا ما لا يمتلكه جميع الطلبة الذين اشتكوا مرارا وتكرارا من الغلاء الفاحش لمثل هذه الوسائل.
كما يتطلّب تدريبا خاصا للأساتذة وللطلبة المشمولين في النظام دون نسيان الجانب المادي للطالب، الذي أرهقته التكاليف التي يدفعها للدراسة.
وقال المتحدّث إنّ هذا النوع من الدراية يتطلب توفير مصاريف إضافية، التي تمكن الطالب من تعزيز ثقافته البحثية، والإبحار في المواقع العلمية وكذا توفير جميع الوسائل اللازمة في هذا المجال.
وشدّد بويعقوب نور الدين، على ضرورة توفير الروابط الإلكترونية الرسمية للجامعات والكليات مجاناً للطلبة قصد الولوج لمواكبة الدروس والبحوث، وكل ما يخص الشأن الجامعي.