عرفت حملة التلقيح إقبالا كبيرا في الشهرين الماضيين مقارنة بالأشهر السابقة، ما أعطى المختصين بريق أمل لبلوغ تطعيم 70 بالمائة من المواطنين من أجل تحقيق مناعة جماعية ستقف حائلا وسدا منيعا لمنع تأزم الوضعية الوبائية في المستقبل، وهي خطوة مهمة للعودة التدريجية الى الحياة الطبيعية والتعايش مع الوباء.
ولتفادي الأسوأ، سرّعت السلطات عملية جلب اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، حيث استلمت الجزائر 3 ملايين جرعة خلال شهر جويلية الماضي من اللقاح الصيني «سينوفاك»، و5.5 مليون جرعة من لقاح «أسترازينكا»، فيما تمّ توفير أزيد من 8 ملايين جرعة من لقاح سينوفاك ومليون جرعة من اللقاح «الأنجلو-سويدي أسترا-زينيكا» أوت الماضي لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين.
وبينما بلغ عدد الملقّحين منذ بداية حملة التلقيح في الـ 30 جانفي الماضي الى 6 جوان الماضي، ما يقارب مليوني جزائري، ارتفع عدد المواطنين الذين أخذو جرعة اللقاح الى 8ملايين و300 ألف شخص من شهر جويلية حتى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، تلقى 5 ملايين منهم جرعة واحدة من اللقاح، بينما تلقى 3 ملايين جرعتين.
تسارع وتيرة اللقاح يعكس حالة الخوف والرعب من المتحور «دلتا»، خاصة وأن أرقام الوفيات مرتفعة مقارنة مع الموجتين السابقتين، ولعل تلقيح مليون شخص في الأسبوع الماضي الذي تزامن مع إطلاق حملة التلقيح الكبرى في الـ 4 سبتمبر الجاري يؤكد انخراط المواطن بصفة طوعية في استراتيجية مجابهة انتشار الفيروس من خلال اقباله الكبير على التلقيح.
وأعطت نسبة الوفيات اليومية المسجلة في الموجة الثالثة للمتحور «دلتا» دافعا جديدا للتوجه الى مراكز التلقيح، خاصة وأنها ضربت فئة الشباب والأطفال وهما الفئتان التي كانت خارج دائرة الخطر رغم تسجيل حالات إصابة في الموجتين السابقتين، حيث أكد المختصون شهر جويلية الماضي أن 25 بالمئة من وفيات كورونا شباب أقل من 45 سنة، لذلك كان الاقبال الكبير والمتسارع على التطعيم ضد فيروس كورونا رد فعل طبيعي على هذه المتغيرات التي احدثتها «دلتا» في الأرقام.