ناقوس الخطر حول إهمال تلقيح الأطفال

الأولياء مدعوون لاحترام جدول التلقيح

صونيا طبة

دق المختص في الصحة العمومية الدكتور فتحي بن أشنهو ناقوس الخطر لتراخي الأولياء في احترام برنامج تلقيح الأطفال والرضع والتركيز فقط على التلقيح ضد فيروس كورونا، مؤكدا أن بعض الأمراض المتنقلة خطيرة وتتسبب في مضاعفات تؤدي إلى الوفاة كالسل وبوحمرون وشلل الأطفال.
قال الدكتور بن أشنهو في تصريح خص به «الشعب»، إن التخلي عن التربية الصحية وإهمال جدول التلقيح ينتج عنه كارثة صحية ويعرض الأطفال إلى أمراض معدية خطيرة، مشيرا إلى تسجيل نقص كبير خلال السنتين الأخيرتين في إقبال الأولياء على مصالح حماية الأمومة والطفولة والمراكز المخصصة لتلقيح الأطفال ضد الأمراض والفيروسات المتنقلة.
ودعا الى ضرورة احترام توقيت التلقيح وتفادي التأخر لأزيد من شهر لأن ذلك يمكن أن يؤدي بالطفل الى مخاطر تصل الى الشلل وحتى الموت قي بعض الحالات كداء بوحمرون الذي ينتقل بسرعة ويتسبب في وفاة الكثير من الأطفال بسبب عدم تلقيحهم في الوقت المناسب محملا مسؤولية الاستهتار للأولياء .
في ذات السياق أضاف الدكتور بن أشنهو أن انتشار فيروس كورونا لا يعني إهمال الأمراض الأخرى التي يمكن أن تكون أكثر خطورة من كوفيد -19 قائلا إن على الأمهات التنقل مراكز التقيح مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة والإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.

مكافحة كورونا بالرجوع إلى النظام الصحي الأصلي

أكد المختص في الصحة العمومية أن الجزائر لديها تجربة رائدة في مجال التلقيح منذ السنوات الأولى من الاستقلال والأمر ليس بجديد بعد أن تمكنت من القضاء على أوبئة بنفس خطورة فيروس كورونا كالسل الذي يتميز بخصائص مشابهة لكوفيد -19 من حيث سرعة الانتشار بين الأشخاص وكذا أمراض أخرى خطيرة كالحصبة وشلل الأطفال.
وأضاف أن بلادنا تمكنت من مكافحة الأمراض المعدية الخطيرة بالرغم من نقص الإمكانيات في تلك الفترة وحققت نجاحا باهرا طيلة 50 سنة بعد كان عدد كبير من الاطفال يموتون سنويا بسبب الانتشار الرهيب للأمراض المتنقلة، مشيرا إلى أن الفضل يعود الى أطباء وممرضين بذلوا مجهودات كبيرة في السابق لمواجهة الأوبئة وما يزالون الى حد الآن يقدمون خدماتهم وخبرتهم للتصدي لفيروس كورونا.
ويرى الدكتور بن أشنهو أن تحقيق النجاح في التصدي لفيروس كورونا يتطلب الرجوع الى النظام الصحي الأصلي الذي يعتمد على التربية الصحية والوقائية وعدم التركيز فقط على فاتورة الادوية التي تبعدنا على النظام الصحي الوقائي، مشيرا الى الوحدات الصحية الوقائية الموجودة في كل حي من القطر الوطني خاصة منها مصالح حماية الأمومة والطفولة التي تتكفل بالجانب الوقائي الصحي .
العمل التحسيسي الفعال بالتقرب أكثر من المواطن
أفاد الدكتور بن أشنهو أن العمل التحسيسي الفعال لتسريع وثيرة التلقيح في الجزائر ضد فيروس كورونا يتم من خلال التقرب أكثر من المواطنين في كل مكان والاستعانة بخبرة أطباء وممرضين ساهموا لسنوات في التصدي للأوبئة والأمراض وكان لهم دور كبير في مجال التلقيح قائلا إن اللقاح مهم وهو السبيل الأمثل لمكافحة انتشار الفيروسات الخطيرة.
أشار الى أهمية تكثيف الحملات التحسيسية للتلقيح ضد فيروس كورونا وحتى الأنفلونزا الموسمية التي أيضا تؤذي الى مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات الهشة وكبار السن داعيا في ذات السياق الى ضرورة انطلاق التحضيرات لحملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية وتوفير كميات أكبر من اللقاحات مقارنة بالسنة الفارطة التي عرفت نقصا كبيرا على مستوى الصيدليات ومراكز التلقيح.
وأوضح أن التلقيح ضد جميع الفيروسات المعدية الخطيرة يجب أن يخضع لمعايير ومقاييس ولا يقتصر الأمر على فيروس كورونا فقط وذلك من خلال تلقيح 60 بالمائة الى 70 بالمائة من السكان لتحقيق المناعة الجماعية التي تمكن من التصدي لخطر انتشار العدوى وكذا المساهمة في التقليل من المضاعفات والوفيات باعتبار أن اللقاحات المتوفرة تقدم فعالية عالية ضد مخاطر الفيروس.

نجاح أكبر عملية تلقيح يتطلب عمل ميداني قوي

فيما يخص التحضير للانطلاق في أكبر عملية تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا بداية هذا الشهر، أوضح المختص في الصحة العمومية أنه يتطلب تجنيد جميع الطاقات ومستخدمي الصحة دون استثناء خاصة منهم الطاقم الشبه طبي الذي لديه دور هام في عملية التلقيح ولكنه يعاني من التهميش -على حد قوله -بالرغم من المجهودات التي يبذلونها في الميدان.
قال إن إنجاح عملية التلقيح للوقاية من مخاطر فيروس كورونا على المستوى الوطني يستدعي المشاركة بقوة في الحملات التوعوية والتحسيسية والاعتماد على الومضات الإعلامية لحث المواطن على أخد اللقاح من أجل تعزيز الحماية من الإصابة بمضاعفات الفيروس الذي يتميز بسرعة الانتشار، بالإضافة إلى ضرورة مساهمة مصلحة الأوبئة والطب الوقائي في تحسيس وطمأنة المواطنين بمدى سلامة وأمن وفعالية اللقاحات المتوفرة في الجزائر .

التهوئة تساعد على تقليل انتشار العدوى

ألح الدكتور بن أشنهو على أهمية تهوئة الأماكن المغلقة باستمرار كونها تساعد على التقليل من انتشار عدوى فيروس كورونا موضحا أن استعمال المكيفات الهوائية دون فتح النوافد يجعل الفيروس ينتقل بسهولة بين الأشخاص.
ودعا القائمين على المؤسسات التربوية إلى تهوئة الأقسام حتى في موسم البرد لأن الفيروس عندما يكون في فضاء مغلق يكثر انتشاره، مشيرا إلى أن كثرة التجمعات في المدارس دون التزام بالتدابير الاحترازية سيؤدي إلى تفشي الفيروس وسط التلاميذ مفندا بعض الأخبار المتداولة حول إمكانية زوال الفيروس نهائيا بداية من شهر سبتمبر حيث لا يمكن لأي شخص التنبؤ بهذا الأمر حتى كبار العلماء والباحثين .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024