توقع الموجة الرابعة شهر أكتوبر أو نوفمبر
أكد المختص في علم المناعة طه خالدي، أن بروز المتحورات الجديدة متوقعة ومنتظرة معروفة في علم الأوبئة خاصة وأن الفيروس يمر بمرحلتين أساسيتين تتمثل في التحور باتجاه القوة ولدى بلوغ درجة الهرم تبدأ مرحلة الضعف التدريجي ليصبح مستوطن أو فيروس عادي كالأنفلونزا الموسمية أو ينتهي على غرار «السارز 1»، و»الميل».
أوضح خالدي في تصريح لـ»الشعب» أن الإشكال اليوم مطروح في مدى فاعلية اللقاحات ضد المتغيرات الجديدة باعتبارها السلاح الوحيد المتاح، ولكن أمام ما يعرف بالهروب المناعي لبعض المتحورات لجأت بعض الدول والشركات المنتجة للقاح الى اقتراح الجرعة الثالثة للأشخاص الذين تلقوا الجرعتين، والمتمثلة في الحمض النووي للطفرات الجديدة المطروحة .
وأشار المتحدث أن المنظمة العالمية للصحة لم تبد بعد موافقتها على منح الجرعة الثالثة بسبب عدم وصول أغلب دول العالم إلى نسبة مقبولة من اللقاح بالنسبة للجرعتين الأولى والثانية، وفي حال تحقق ذلك يمكن المرور للجرعة الثالثة.
وطمأن المختص في علم المناعة المواطنين بشأن المتحوّرات الجديدة المعلن عنها مؤخرا منها «مو» و»c 1.2»، مشيرا إلى أنه لا داعي للخوف والهلع فهي لم تصنف بعد تحت خانة الخطورة أو الخارجة عن السيطرة مثل «الدلتا» «البيتا»، بل هي تحت المراقبة والسيطرة ولحد الآن ليس هناك معطيات حول خطورتها وشراستها أو درجة عدواها ومدى مقاومتها للقاح ماعدا تلك التجارب المخبرية، لكن على الكائن البشري لم تجر بعد، مشيرا الى وجود تخوفات، لكن مازالت الأمور حبيسة التجارب المخبرية .
في هذا السياق دعا خالدى أصحاب القرار بالجزائر إلى الاستفادة من أخطاء الماضي واغتنام فرصة انخفاض حالات الإصابة بكوفيد- 19، لتفادي تكرار سيناريو الموجة الثالثة فرغم توفر وزارة الصحة على كل المعطيات وإطلاعها على الآثار الوخيمة للمتحور الهندي» دلتا» والجنوب إفريقي «وآلفا» إلا أنه لم يتم التجهّز لها فكانت النتائج وخيمة .
من هذا المنطلق أشار خالدي إلى أهمية تحديد النقائص وأخذ الاحتياطات ومراقبة الحدود جيدا والتحلي بالصرامة في المطارات ومراقبة الحالات الوافدة عليها خاصة بعد فتح الأجواء، والتي يجب أن تتوفر على تحليل «البي.سي.آر»، لتفادي دخول الحالات المصابة أو المشكوك فيها، خاصة مع تسجيل تراخي كبير وسط المواطنين سواء في ارتداء الكمامة، واحترام مسافة التباعد الاجتماعي والعودة للحياة الطبيعية .
وألح المختص في علم المناعة على أهمية العمل على تعميم عملية التلقيح لتفادي الموجة الرابعة المحتمل تسجيلها شهر أكتوبر- نوفمبر على أقصى تقدير بالجزائر، وإقناع المواطن وتوعيته بأهمية التلقيح بشتى الوسائل، مثمنا تعميم العملية بمختلف المناطق الجوارية خارج المؤسسات الصحية والاستشفائي ناهيك عن الحملة الوطنية للتلقيح خلال الاسبوع الأول من الشهر الجاري.
واعتبر المتحدث تزامن اليوم الوطني للتلقيح والأبواب المفتوحة لهذه الغاية العطلة الأسبوعية من شأنه أن يساهم في استهداف شريحة أكبر من المواطنين، وبالتالي ليس هناك أي حجة لرفض تلقي اللقاح ومن لديه شكوك يمكنه التجربة والتقرب للأطباء والمختصين الذي يقع عليهم عبء كبير في التوعية والتحسيس تحسبا للمرحلة المقبلة.