كشفت المصالح الصحية بولاية باتنة عن عدم تسجيلها لحالات تسمّم غذائية في الآونة الأخيرة عكس السنوات الماضية، حيث أشارت ذات المصادر إلى تسجيلها قبل تفشي جائحة كورنا بباتنة بمتحورها دالتا لانخفاض كبير جدا في عدد حالات التسمم الناتجة عن استهلاك مواد غذائية منتهية الصلاحية أو لا تتوفر على الشروط الصحية، مرجعة السبب الرئيس إلى قلة إقبال المواطنين على تناول المأكولات بالمطاعم ومحلات الأكل السريع، وذلك في إطار الإجراءات الوقائية المتخذة للحدّ من انتشار فيروس كورونا المتحور.
دفع الخوف من فيروس كورونا غالبية مواطني الولاية إلى تجنب قدر المستطاع لاقتناء المأكولات من المطاعم، استجابة لنصائح وتوجيهات مصالح مديرية التجارة التي بادرت مؤخرا إلى تنظيم حملات توعية وتحسيس لحماية المستهلك من مخاطر التسمّمات الغذائية خلال فصل الصيف بغية توسيع ثقافة «السلامة الغذائية» خاصة لدى فئة الشباب كونهم الأكثر عرضة لهذه التسمّمات.
وأشارت مصالح مديرية التجارة بولاية باتنة إلى أنّ الهدف من هذه الحملة التحسيسية المنظمة بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان وبعض الشركاء على غرار مديرية الشؤون الدينية ومصالح الحماية المدنية إلى جانب جمعيات محلية هو تحسيس المواطنين بتصويب بعض العادات الغذائية غير الصحية والتشجيع على اتباع عادات استهلاكية جيّدة للحفاظ على صحتهم وتحميهم من مخاطر التسمّمات الغذائية، على غرار دعوتهم للتقليل من نسبة استهلاك السكر والملح والدهون في المواد الغذائية.
وكما هو معروف فإنّ غالبية التسمّمات الغذائية التي تسجلها مختلف المصالح المعنية بولاية باتنة تتعلق أساسا بالمؤسسات الخدماتية، كالمطاعم الجامعية، الأعراس ومحلات الإطعام السريع وبعض محلات الحلويات.
وكانت قبل ذلك، التسمّمات الغذائية محور أشغال يوم تحسيسي احتضنته الإقامة الجامعية الإخوة أوجرة بمديرية الخدمات الجامعية باتنة بوعقال، تطرق فيه المشاركون من أطباء إلى ضرورة العمل وتضافر الجهود للفت انتباه المستهلك حول خطورة الظاهرة في فصل الصيف ورهاناتها الاقتصادية والاجتماعية بالتنسيق مع مديرية التجارة لولاية باتنة والمنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه.
وأشارت بعض المصادر من مديرية الصحة إلى عدم تسجيلها لحوادث تسمّمات، في الآونة الأخيرة، بسبب الإجراءات الوقائية المتعبة في مجابهة كورونا إضافة إلى غلق المطاعم الجامعية بسبب العطلة إضافة إلى توسّع ثقافة السلامة الغذائية للمستهلك بسبب كورونا.
وأشارت بعض الجمعيات النشطة بولاية باتنة إلى أهمية تفعيل دور مخابر مراقبة جودة المواد والسلع والمزودة بأحدث التجهيزات والإمكانيات المادية والبشرية، للقيام بعمليات مراقبة الجودة حفاظا على صحة المواطنين والمستهلكين بصفة عامة من خلال تشديد الرقابة على السلع والمنتجات الغذائية الواسعة الاستهلاك، خاصة ما تعلق بإجراء التحاليل وتحديد مدى مطابقة المواد والسلع للمعايير المعمول بها كاحترام سلسلة التبريد في فصل الصيف الذي تكثر فيه التسمّمات بسبب عدم احترام إجراءات حفظ المواد الغذائية خاصة سريعة التلف.